خبر الطيب والشرير واوباما -يديعوت

الساعة 10:10 ص|23 ديسمبر 2012

الطيب والشرير واوباما -يديعوت

بقلم: ايتان هابر

يحق للباحثين عن الرموز والرمزية ان يزعموا في الايام الأخيرة أن ليس براك اوباما وحده ينكل ببنيامين نتنياهو فيما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة باسرائيل، بل ان السماء تحاربه ايضا. فمن الحقائق ان توفي قبل أيام معدودة في الولايات المتحدة أكبر اصدقاء اسرائيل وهو عنواننا في امريكا، ويزن الرئيس الامريكي ان يُعين في هذه الايام حقا أكثر الناس عداءا لاسرائيل ممن يمكن ان يوجدوا في واشنطن وضواحيها، وزيرا للدفاع.

كان السناتور دانيال إيناوي، ليكن مثواه الجنة، كان بالنسبة إلينا كل ما حلمنا به وسنحلم به بعد: فلم يكن له مثيل في السياسة الامريكية، مع كل الاحترام – والاحترام موجود – للآخرين. وتتحدث الحكايات عن أن السناتور من هاواي الذي قُطعت يده في معارك الحرب العالمية الثانية، سمع عن المحرقة من جندي امريكي استلقى الى جانبه في المستشفى وشارك في تحرير معسكرات الموت. وقد أقسم منذ ذلك الحين كما يقولون ان يساعد اسرائيل قدر المستطاع ومط حدود هذا "المستطاع" الى ذُرى لم تكن موجودة من قبل ويبدو أنها لن توجد بعد ايضا.

انه الرجل الذي وقف من وراء الهبة التي بلغت 3 مليارات دولار التي يتلقاها جهاز الامن الاسرائيلي من خزينة دافع الضرائب الامريكي في كل سنة. وهو الرجل الذي وقف من وراء كل طائرة "اف 16"، ومروحية "أباتشي" وسفن الصواريخ والدبابات وبنادق "ساعر" والضمانات والهبات. كان يجب على الاسرائيلي المؤمن ان يُصلي ثلاث مرات كل يوم مولّيا وجهه شطر دانيال إيناوي في واشنطن الى توجهه المعتاد الى القدس. فقد كان بالنسبة لدولة اسرائيل نائبا لله. وتدخله من أجلنا هو الذي يُمكّن الاسرائيليين من ان يعيشوا اليوم في مستوى عيشهم المرتفع. وكان إيناوي العنوان لكل رئيس وزراء اسرائيلي وكل ضائقة وكل طلب.

ألم نسمع ونقرأ عنه؟ ألم نُحطه بالرقصات حينما زارنا هنا؟ من هذا، يسألون هنا اليوم بعد موته؟ والامر هو التالي: فان إيناوي بخلاف آخرين في الولايات المتحدة واسرائيل أدرك أن نجاحه لن يُقاس بعدد الأنباء المنشورة في وسائل الاعلام ولن يكون ممكنا اذا عمل أمام عدسات التصوير. فقد كان "العامل الاسود" لدولة اسرائيل وترك المجد للآخرين.

عمل من أجلنا، وسيوجد من يقولون ان طرق عمله كانت معوجة. ونقول ان الحاجة الى الدفاع عن أمن دولة اسرائيل توجب طرقا إبداعية. لم يكن إيناوي مخترق طريق بل كان الطريق نفسها. ويُذكر اسمه عندنا على نحو غير مباشر عشرات المرات كل يوم بالألقاب والأسماء الشيفرية: "حيتس" و"القبة الحديدية" و"الصولجان السحري" و"اف 15" و"ساعر 5"، وهذه هي مرادفات اسمه.

في اماكن اخرى في العالم كانوا سيُسمون الشوارع الآن باسمه، والميادين وأسماء الاولاد. لكن عندنا يحصل كل سكرتير ضئيل الشأن على تخليد أكبر من تخليد دانيال إيناوي الرجل الذي يساوي عندنا فرقا من الفولاذ، ووحدات طيران حربي وقطعا كثيرة بحرية.

في الاسبوع الذي أعاد فيه دانيال إيناوي روحه الى بارئه نشر كما قلنا آنفا ان اوباما ينوي ان يُعين السناتور السابق تشاك هيغل لمنصب وزير الدفاع. وليحفظنا الله: لأن هيغل بحسب الأنباء المنشورة هو أكثر الناس عداءا لاسرائيل تقريبا في السياسة الامريكية. وهو كل ما لا نريد أن نراه وأن نسمعه وأن نعمل معه في الولايات المتحدة.

ان سجل هيغل في الشأن الاسرائيلي فظيع، وقد يُعين لأكثر المناصب حساسية بالنسبة إلينا. فمن المهم ان نعلم ان حياتنا هنا معلقة بقدر كبير جدا بارادة وزارة الدفاع الامريكية وقدرتها، وهي التي قد يرأسها السناتور من نبراسكا تشاك هيغل. في هذه المرحلة، اليوم، والعلاقات بين وزارة الدفاع الاسرائيلية والبنتاغون الامريكي هي الأفضل والأكثر ثقة والأكثر حميمية في تاريخ دولة اسرائيل، لكن كل ذلك قد يتغير مع هذا التعيين.

سيكون من يقولون ان هذا تعيين عرضي وان رئيس الولايات المتحدة لا يختار وزراءه بحسب نظرتهم الايجابية أو السلبية لاسرائيل. وسيقولون ايضا ان وزير الدفاع لا يقرر السياسة بل يعمل بحسب توجيهات البيت الابيض. وهذا عزاء حمقى. إننا باعتبارنا شاعرين بالمطاردة نختار ان نؤمن بأن اوباما يحاول بهذا التعيين ان يُبين لذوي المناصب العليا في القدس أن الغيوم السوداء المتلبدة في هذه الايام فوق رؤوسنا ستُمطرنا ايضا بمطر منهمر. وسيكون من المثير للاهتمام ان نعرف كيف يُعرفون في القاموس السياسي عندنا كلمة "منهمر".