خبر لاوامر الحاخامين -هآرتس

الساعة 10:09 ص|23 ديسمبر 2012

لاوامر الحاخامين -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

انفعل رئيس الوزراء جدا من تصريحات نفتالي بينيت. فقد قال متناولا ما اعتبر رفضا من جانب بينيت لامر افتراضي باخلاء يهود قائلا: "عندي في الحكومة لن يجلس وزير يؤيد رفض الخدمة". ويتهم بينيت بانه رفع "علما اسود" فوق مثل هذا الامر، وبشكل غير مباشر، على كل أمر لا يحظى بتأييد الحاخامين.

        الرفض الضميري ليس مخالفة في المجتمع الليبرالي، الذي يتميز ضمن امور اخرى في أنه يقبل أيضا معتقدات واراء تتعارض والاجماع. فما بالك عندما يدور الحديث عن مجتمع مستقطب، يراوح بين احتلال وعنصرية وبين تطلع لان يشبه الدول المتنورة. ولكن بينيت ليس مسالما معذبا، محبا للسلام لا يمكنه أن يحتمل اقتلاع مواطنين بصفتهم هذه، يهودا كانوا أم عربا. بينيت بالاجمال يعكس الاجماع الذي على بنائه انكب نتنياهو وامثاله الايديولوجيون. وهو يمثل اراء مئات الاف المواطنين الذين يرون في دولة المستوطنين سبب وجود دولة اسرائيل، والاف الجنود الذين يتبنون الحاخامين كقادتهم العسكريين. واولئك هم ذات المواطنين الذين يتباهون جدا أيضا بسلوك نتنياهو الوقح تجاه العالم، ويؤيدون رفضه التعاطي مع الاراضي المحتلة حسب المعايير الدولية.

        بينيت أكثر استقامة وليس مقيدا بالرسمية الزائفة. وهو يدعو الامر باسمائها، فيما يمنح قدسية سماوية لرفضه فانه يشكل تهديدا انتخابيا على نتنياهو. والهجوم عليه بالذات من صفوف اليمين ليس حقا تنكرا لمبادئه بل تدويرا للعيون. فهذا هو ذات اليمين الذي جعل البؤر الاستيطانية اماكن مقدسة ويدفع الى الامام "عقيدة الملك" حتى حين يندد بها من الشفة الى الخارج، ويبني الاف الشقق في المناطق كعقاب ضد الفلسطينيين. تعبير الرفض لدى بينيت، الذي اتحد ضده للحظة اليمين واليسار وكأن بهم وجدوا به غنيمة كبرى هو تهديد هامشي. اخطر منه بكثير هو تفضيل أوامر الحاخامين على قرارات الحكومة أو أوامر الجيش، وأخطر من ذلك خطيرة سياسة الانزلاق الى الهوة التي تديرها الحكومة إذ تقطع الدولة عن العالم وتسوغ البينيتية .