بالصور « لمْ الأُجرة » حيلة لمواجهة تكاليف الدراسة الجامعية !!

الساعة 08:19 ص|23 ديسمبر 2012

غزة (خاص)

يلجأ بعض طلبة الجامعات في قطاع غزة إلى التحايل على الظروف الاقتصادية المريرة التي يعيشها القطاع وخاصة عوائل أولئك الطلبة ولاستكمال الحياة الدراسية وتكاليفها الباهظة.

إستراتيجية "لمْ الأجرة" تعتمد على أن يلتزم أحد الطلبة بجمع الأجرة في باصات الـ(50 راكب) مقابل عدم دفعه أجرة ذهابه وإيابه للجامعة.

مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" جال في تلك الباصات للوقوف عن كثب حول تلك الطريقة التي لجأ لها بعض الطلبة كنتيجة حتمية للفقر والبطالة. 

 ولا شيكل معي !!

"جامع الأجرة" (محمد - س) 22 عاماً الطالب بكلية العلوم بجامعة الأزهر -الذي بالكاد استطعنا أن نتحدث لأحدهم نظراً لحساسية الظرف واجتناباً للحرج- كان منشغلاً وفي زحمة الباص يجمع الأجرة مبتسماً لوجه من حوله يحمل بكلتي يديه نقود ليس له يقول :"أنا أقوم بجمع الأجرة لصاحب الباص منذ بداية الفصل الدراسي لتوفير ما يمكنني توفيره من الناحية المادية حتى استكمل دراستي".

ويضيف بحرقة :"أنا أخرج من بيتي لا أحمل أية نقود حتى أوفر على أبي وأحمل عن كاهله عناء تكاليف الأجرة فأخرج من الساعة الثامنة صباحاً حتى مغادرة الباص الساعة الثانية ظهراً".

ويشير محمد إلى أن والده من عمال "أرضي الداخل المحتل" الذين أقعدوا عن عملهم مع البدايات الأولى لانتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م ولم يتمكن حتى اللحظة العثور على عمل.

ويوضح بالإضافة إلى مساعدة أبيه أنه يقوم بتوفير ذلك إما لجمعه لاستكمال الرسوم المستحقة على الجامعة وتثبيت المنح عند الحصول عليها وإما لتوفير ثمن الأجرة لصالح أخته الجامعية التي تكبره بعام.

ويقول :"بالكاد أستطيع مسايرة الحياة الجامعية بسبب الظروف الاقتصادية الخانقة بالقطاع وأرجو من الجهات الحكومية والأهلية ومنها الجامعات النظر إلى طلبة بعين الرحمة والنظر إلى معاناتهم الاقتصادية".

ولفت محمد إلى أنه أُقعد عنوة عن الفصل الدراسي لعدم تسديده الرسوم المستحقة عليه للجامعة نتيجة للظروف الاقتصادية المتردية.

وبحسب خبراء اقتصاديين فإن من أسباب ازدياد معدلات البطالة في وضعنا الراهن هو عدم تمكن أكثر من 120 ألف عامل من دخول الداخل المحتل، نتيجة فرض الطوق الأمني. وتدمير البني الاقتصادية وبعض المشاريع والمصانع التي تستوعب أعدادا من العمال، ومنع دخول المواد الخام اللازمة للصناعة مما عرقل إدارة العملية الإنتاجية، والخسائر والأضرار التي تعرض لها القطاع الزراعي نتيجة الاقتلاع والتجريف والتخريب، والحصار المفروض على المعابر والمطار والمنفذ البحري. 

ومما يثير الاستغراب أنه توجد العديد من الطالبات جمع الأجرة بالباصات لذات الغرض مع اختلاف أن الجمع يكون من الطالبات داخل الباص.

"مهنة الحرج ولكن"!!

أما الطالب مازن فارس (22 عاماً) زاميل أحد (جامعي الأجرة) بالباصات العمومية الخاصة بنقل الطلبة إلى جامعاتهم حدثنا عن الخبايا النفسية لزملائه فقال :"أنا أنظر إلي زملائي ممن يجمعون الأجرة نظرة احترام وتقدير وإجلال على ما يبذلوه من تعب إضافة إلى تأثيره على أوضاعهم النفسية لمواكبة الدراسة ومواجهة التكاليف".

وأضاف :"أحيانا يحدثني زميلي عن الحرج الشديد الذي يمر به نتيجة لجمعه الأجرة من الطلاب والطالبات داخل الباص وكثيراً ما يقول لو أنه لدي ثمن الركوب إلى الجامعة لما قمت بذلك".

واستدرك قائلاً :"أشعر وهو يجمع الأجرة بغصة تعتريه دائماً ولكن أوضاعه الاقتصادية صعبة وما بجبرك على المر إلا الأمر منه".

وناشد فارس الجامعات الفلسطينية بضرورة مساعدة الطلبة المحتاجين لاستكمال دراستهم، لافتاً إلى أن هناك العشرات من الطلبة لم يستطيعوا استكمال تعليمهم لغلاء الرسوم الجامعية وتكاليفها بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية الحرجة.

 

 (حِسبة بسيطة لتكاليف الأجرة فقط) !!

(بلا رسوم للساعات الدارسة وتكاليف أخرى كالقرطسية والكتب والخ) نفترض أن الطالب الجامعي يقطن بمدينة خانيونس ويدرس بالجامعات الفلسطينية بمدينة غزة (المركزية) وثمن الأجرة بالباص العمومي تقرب على 3 شواكل ذهاب و3 شواكل إياب فإذا ضربنا 6 شواكل يومياً بخمسة أيام أسبوعياً على الشهر6شيكلx20 يوماً= 120 شيكل بالشهر.

ولكن المصيبة تكمن أن هناك عائلات مستورة بقطاع غزة لا يتجاوز دخلها جمع تكاليف المواصلات حتى إلى دور العلاج.

 

"يومياً يأتيني العشرات لجمع الأجرة" !!

زهري أبو رزق (60عاماً) أوضح انه منذ أشهر عدة ونظراً لعدم تمكنه من جمع الأجرة من الركاب وانشغاله بسياقه الباص 50 راكب أنتدب أحد الشباب الذي رشحً نفسه لجمعها مقابل أن لا يدفع ثمن ركوبه من جنوب القطاع إلى الجامعة والحال نفسه عند الإياب من الجامعة.

يقول أبو رزق :"يومياً يأتيني عشرات الشباب مما من يركبون في الباص الخاص بي لجمع الأجرة حتى يتغلبوا على تكاليف الأجرة اليومية من والى الجامعة".

ويضيف :"الشباب الذين يجمعون الأجرة داخل الباص وأنا على معرفة جيدة بهم وبعائلاتهم وبطبيعة عيشهم يعانون ظروف اقتصادية خانقة كنتيجة حتمية للفقر والبطالة بقطاع غزة بل إن بعضهم".

ويلفت إلى الالتزام الذي يبديه الشاب "جامع الأجرة" حتى لا يتم اختيار شخص أخر غيره لجمعها ويحاول دائماً أن يلتزم بالمواعيد وبالصدق والأمانة، وهو ينم عن حاجة الشاب لتلك الشواكل المعدودة.

ويشير أبو رزق أن "جمع الأجرة" ليس بالأمر الهين عندما يجمع من خمسين شاب وشابة مقارنة بما يوفره من ثمن الأجرة التي هي بحوالي من 3- 5 شيكل حيث يتكفل بإتمام المبلغ في حال نقصانه كما ويتكلف بتدبير أمور "الفكة" والعد والحساب.

وقال :"بكل الطرق طلبة الجامعات يحاولون استكمال تعليمهم وتدبير أمورهم الاقتصادية التي بات يندى لها الجبين، بل إن بعضهم لا يشترون وجبة الفطور أو يشربوا كأس من القهوة كباقي أقرانهم وذلك حتى يوفروا شيكل أو أثنين".

 

باصات
_زهري ابو رزق (60 عاماً) سائق إحدى الباصات العمومية يوضح ما يقوم به الطلبة لمواجهة تكاليف الدراسة
باصات

___________________________________________________________________________

باصات
_________________________________________________________________________

باصات

_______________________________________________________________________

باصات
________________________________________________________________________

باصات_
________________________________________________________________________

باصات_