خبر أانتفاضة ثالثة؟ ليس بالضرورة.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:49 ص|21 ديسمبر 2012

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: يجب ان تبادر اسرائيل الى تسوية مع السلطة الفلسطينية تمنع سيطرة حماس على الضفة ايضا - المصدر).

أنظر الى الاعلام الخضراء في مدن الضفة الغربية. أهذا ما تشعر به انتفاضة؟ مهما يكن الامر فان الهدوء الذي ساد هنا سنين غير قليلة قد انتقض. ومن المؤكد انه توجد كلمة ما ملائمة في العربية لما يحدث الآن ايضا ربما تكون انتفاضة على نار هادئة.

يقول اليمينيون عندنا: "كيف استطعنا الاعتماد على أبو مازن، فانه لا فرق بين فتح وحماس"، أما اليساريون فيقولون: "هل آمنتم حقا بأنكم أوجدتم جيش جنوب لبنان جديدا وشرطة تستطيع ان تكافح من يرفع يده على اسرائيل حتى حينما لا تمكن الاشارة الى أي أفق سياسي؟".

وماذا عن الجمهور؟ انه لا يُهيجه الصواريخ على مدننا ولا عودة ارهاب المنتحرين. كان يريد ان يضمن الهدوء وهو مستعد لحرب يحتاج فيها الى التضحية وبذل ثمن باهظ في ظروف تضع حدا للعنف الفلسطيني. الاخضر في الضفة. والعنف في الضفة. والانباء القديمة تعود. واعمال شغب في الخليل واخرى في نابلس، وفتى فلسطيني قتيل. وجنود يمتنعون عن المواجهة ويستغل الفلسطينيون ذلك ليُظهروا أنهم أبطال كبار. ونحن على حق والجيش يفحص عن كل واقعة ويؤكد ان الجنود يعملون بحسب الأوامر العسكرية، والعالم لا يتفهمنا وهو يؤيد دائما من يرمي الحجارة أو يُقتل وفي يده مسدس دُمية.

يقول اليمين انه لما كان العالم سيكون ضدنا دائما، ولأنه ذو اخلاق مزدوجة فانه مستعد لتجاهل الفظاعات التي تجري في اماكن اخرى في العالم في حين يحصر عنايته خاصة في خطايا الجيش الأكثر اخلاقية في العالم – فانه يجوز لنا ان نستعمل القبضة الحديدية. أما اليسار فيقول اننا اذا لم نُحادث من هو مستعد لمحادثتنا فستتحدث البنادق وستكون انتصاراتنا أشد ايلاما.

لكن توجد حقائق تتجاوز الجدل المستمر. فقد تبين للعالم ان اليهود أقلية غربي الاردن. والفلسطينيون أقلية ايضا لكنهم أقلية توشك ان تصبح أكثرية في غضون زمن قصير جدا. ولن يكون ممكنا ان تستطيع اسرائيل عرض نفسها دولة يهودية وديمقراطية وتحكم أكثرية فلسطينية – مباشرة أو مباشرة.

يتحدثون في اليمين المعتدل عن انسحاب من طرف واحد الى الجدار الامني. وسيكون هذا خطأ. يمكن قبل ان تتحول الضفة الى غزة، التوصل الى اتفاق مع م.ت.ف وتغيير مكانة اسرائيل في العالم وان تحظى باعتراف العالم العربي بواسطة المبادرة العربية في سنة 2002. ليست مشكلتنا الجوهرية مع الفلسطينيين هي المسألة الامنية بل المشكلة السكانية، لكن من المنطق ان نفترض ان يمكن علاج تهديد العنف بسهولة أكبر اذا تم الاتفاق على ترتيبات امنية بين الطرفين.

الضفة تشتعل من جديد، وهذا تذكير بأنه لا توجد تسويات بالمجان. سيكون من الممكن العودة الى تنسيق امني وثيق اذا وجدت في الجانب الثاني من الحدود دولة فلسطينية تتحمل مسؤولية امنية وتسقط عنا خطر فقدان الطابع اليهودي والديمقراطي لدولة اسرائيل.

علينا ان نفهم ان هذا هو الوقت للتوصل الى اتفاق مع أعداء حماس الذين يريدون تسوية معنا. فاذا لم نفعل هذا واذا أضعنا الفرصة واذا تحولت الضفة الى غزة، واذا منح فشل فتح حماس سيطرة هناك ايضا – فسيكون الانسحاب من جهة واحدة خطرا أمنيا كما حدث في غزة تماما.