دعا لتكثيف التضامن معهم على كافة المستويات

خبر القيادي عزام: أسرانا صنعوا تاريخاً مشرفاً لقضيتنا.. وهم على سلم أولوياتنا

الساعة 01:15 م|20 ديسمبر 2012

غزة

نظمت مؤسسة مهجة القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي مساء اليوم مؤتمراً شعبياً تضامنياً مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال "الاسرائيلي" في محافظة خانيونس بحضور قيادات من الحركة وأسرى محررين، وجماهير غفيرة أكدت فيها على ضرورة تكثيف التضامن الشعبي والفصائلي والعربي مع قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

بدوره دعا الشيخ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، بتكثيف الفعاليات التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" من قبل كافة الفصائل الفلسطينية، موضحاً أن المسؤولية كبيرة وتقع على الجميع في حكومتي غزة ورام الله وأمتنا العربية والإسلامية.

وأكد عزام على ضرورة أن نتحرر من الفصائلية الضيقة مع اعتزازنا بفصائلنا ضمن الفهم الواسع لفلسطين وللإسلام ومشروع الجهاد والمقاومة، مؤكداً على أن قضية الأسرى هي قضيتنا جميعاً ومعاناتهم يفترض أن تدفعنا جميعاً للتقدم للعمل بقوة لتخفيف المساعي من أجل إبقاء هذه الفعاليات حية.

ودعا إلى ضرورة تكثيف الاتصالات مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية ذات الاختصاص والضغط المتواصل لتعرية "إسرائيل" وكشف سياسياتها القمعية.

وقال أن هؤلاء الأسرى الأبطال يصنعون تاريخاً جديدا لهذا الشعب، وأحدثوا تحولا كبيرا في الحركة الوطنية الأسيرة التي قدمت تضحيات وعانت كثيرا وصمدت في وجه السجان والجلاد، وأن هؤلاء الأسرى المضربين عن الطعام يكملون مسيرة الشيخ خضر عدنان الذي أحدث تحولاً في الحركة الأسيرة عندما بدأ إضرابه المفتوح عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري حتى نال حريته. مؤكداً أن القضية الفلسطينية تتشرف بهؤلاء الأبطال تعتز بهؤلاء الذين ناضلوا وكافحوا من أجل الشعب كله والمقدسات وكرامة الأمة وأن حقهم علينا أن تضل قضيتهم حية وأن تضل على الطاولة.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام :"ان قضية الاسرى تحظى دائما بوقوف كل أبناء الشعب الفلسطيني مهما كانت طبيعة الظروف التي تعيشها الساحة الداخلية ومهما تباينت المواقف واختلفت تظل قضية الاسرى نقطة تجميع لجهونا ومساعينا وفعالياتنا.

وأشار إلى أن الأسرى قدموا لنا الكثير وقدموا لقضيتنا الكثير.. ووصف الأسير بالشهيد الحي في بلواء السجن تتبرعم في روحه المأساة وحرارة الإيمان، والأمل المفتوح على أفق لا ينتهي .. والأسير يعيش سجنا وسجنا آخر داخل هذا السجن .. يعيش سجن الأسوار .. وسجن الجسد المثقل بالأمراض والتعذيب وقسوة الجوع والانحسار البطيء عن لذة الحياة.. يعيش السجين هذا كله وهذا جزء من المأساة.. يعيش كل هذه الالام والاوجاع لكن الامل المفتوح يرفعه إلى حالة وجدانية.

وقال أن يعيش إنسان قرابة ستة أشهر وأظن أن الأسيرين الشروانة والعيساوي يقتربان من حاجز الستة أشهر إضرابا عن الطعام مع ما يرافق هذا من آلام وعناء ومشقة فهذا بلا شك لا تفسير له وفق نظريات علم الاجتماع المعروفة.. لا هو هذه الحالة الوجدانية التي يرفع السجين إليها هذا الأمل وهذا الإيمان وهذا الدفق من المشاعر .. قد يعيش الانسان في زنزانة رطبة ومعتمة وقاسية لكن قلبه يخرج لآفاق لا تنتهي... نعم هذه لربما قصة الاسرى ..

وفي نفس السياق قال الشيخ عزام أن الاسرى يعانون كما يعاني الأقصى وحملة التهويد لا تتوقف .. وسياسة "إسرائيل" لا تقف عند حدود قصف الفلسطينيين وتدمير بيوتهم كما حصل في حرب الأيام الثمانية والقتل البطيئ للاسرى ولكن الحملة المسعورة على القدس والاقصى والارض الفلسطينية بشكل عام.

وأوضح أن حصول فلسطين على صفة دولة غير كاملة العضوية في الامم المتحدة قالوا عنها أنها خطوة ايجابية في الأمم المتحدة، رغم أننا في حركة الجهاد الإسلامي لا نعول عليها وقلنا إن قرارات الأمم المتحدة تداس تحت أحذية جنرالات "إسرائيل" والعالم لا يتحرك.. مشيراً أنه في اليوم التالي لحصول فلسطين على صفة مراقب في الامم المتحدة كانت قرارات "إسرائيلية" ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية واستمرت هذه القرارات حتى يومنا هذا. وهذه القرارات بصورة لم تحدث في السابق.

من جهته قال الاسير المحرر ياسر الخواجا في كلمة له عن مؤسسة مهجة القدس :" إننا نقف اليوم مع قضية الأسرى ومع هذا الجرح المفتوح، لأن هؤلاء الأسرى تركوا أهلهم وذويهم من أجل الله والمقدسات والتحقوا بركب المجاهدين الذين يقارعون الأعداء لكي تبقى جدوى المقاومة مستمرة في فلسطين ولكي تأتي اللحظة التي تصحو فيها الأمة لتحرير فلسطين.

وأضاف أن هؤلاء الأبطال قُدِر لهم أن يعتقلوا على أيدي الصهاينة ويوضعوا في ظروف صعبة ويمارس ضدهم كل أنواع التعذيب والإهانة، لكن هؤلاء كما قاوموا الاحتلال وهم خارج السحن استمروا في مقاومته وهم داخل السجن رافضين الاذلال والإهانة من هذا السجان وقاموا بخطوات نضالية مستمرة وكان من أهم هذه الخطوات الامتناع عن الطعام، موضحاً ان أسرانا استطاعوا أن يرغموا إدارة السجون "الإسرائيلية" بالاستجابة لمطالبهم وتحسين ظروف حياتهم حتى يأتي اليوم ليتم الافراج عنهم بإذن الله.

وأشار المتحدث أن الأسرى خاضوا في الاونة الاخيرة إضرابا مفتوحا وكان من أهدافه عدم تمديد الاعتقال الإداري ولكنه وبعد موافقة العدو على هذا الطلب نُبذ هذا الاتفاق من قبل العدو كعادته واستمر الاحتلال في سياسة الاعتقال الاداري.

وأوضح أن الاعتقال الاداري لا يعتمد على لائحة اتهام ولا يقدم الأسير أمام محكمة، ويستطيع الحاكم العسكري المجرم تمديد الاسير لسنوات طويلة، وقال :"أن هذا الاعتقال الظالم التي ترفضه كل الشرائع في العالم أصبح سيفاً مسلطا على رقاب شعبنا، لذلك أقدم الشيخ المجاهد خضر عدنان برفض هذا القانون الجائر وأعلن الإضراب المفتوح معلنا مرحلة جديدة بأن الكرامة أغلى من الطعام والشراب ولحقه كوكبة من أبناء حركة الجهاد الإسلامي الاخت هناء الشلبي وثائر حلاحلة وبلال دياب وجعفر عز الدين ومحمود السرسك واستطاعوا تحقيق نصر على العدو وتم الإفراج عنهم.

وتابع أن هذه الاضرابات توالت على هذا القانون، ويوجد الآن إخوة مضربين لأكثر من 170 يوم وهم أيمن الشراونة وسامر العيساوي وغيرهم وهؤلاء الإخوة في أي لحظة كي يلتحقون بموكب الشهداء لأنهم مصممون على أن ينتزعوا من السجان حريتهم وكرامتهم.

ولفت إلى أنه بعد حرب الأيام الثمانية أقدم العدو على اعتقال أربعة من قادة حركة الجهاد الإسلامي في جنين، وهم جعفر عز الدين طارق قعدان يوسف شعبان ياسين وتم تحويلهم للاعتقال الإداري، ورفضوا ذلك وأعلنوا الإضراب المفتوح ولهم الآن 24 يوما في الإضراب وهناك إخوة آخرين من كل الفصائل أعلنوا رفضهم لهذا القانون الظالم.

وأكد على أن الواجب تجاه هؤلاء الأبطال كبير لأنهم ينوبون عنا جميعا، لان هذا القانون الجائر قد يتعرض إليه كل فلسطيني، وعلينا مساندتهم أولا باللجوء لله بالدعاء والتضرع إليه بان يجعل لهم مخرجا، وثانياً على جميع الفصائل والسلطة أن تتوحد حول هذه القضية وأن يعملوا جميعا لمناصرة الأسرى بالخروج موحدين بعشرات الآلاف مناصرة للأسرى.