خبر قدس انتخابات- هآرتس

الساعة 10:07 ص|20 ديسمبر 2012

قدس انتخابات- هآرتس

بقلم: اسرائيل هرئيل

 (المضمون: ان تصريحات نتنياهو الأخيرة المتعلقة بالبناء في بعض المستوطنات الاسرائيلية ترمي الى منع انتقال اصوات من الليكود الى تيارات أكثر يمينية - المصدر).

        في انتخابات 1996 حول شعار "بيرس سيُقسم القدس" اصواتا كثيرة من اليسار المعتدل الى الليكود. وقد فاز بنيامين نتنياهو في الانتخابات آنذاك. واليوم وقد أصبح الليكود متقدما في استطلاعات الرأي عاد الحزب يجند القدس برغم ان مستودعات الطواريء ليس فيها سلاح فعال يمنع هرب الاصوات من الليكود الى اليمين.

        ينبغي ان نُخمن ان آرثر فنكلنشتاين هو اليوم المشكلة كما كان آنذاك. ان أكثر الجمهور كما يزعم استراتيجي الانتخابات بحزم يريد القدس كاملة غير مقسومة. ومن اجل سد كل باب لتقسيمها هناك حاجة الى بناء كثيف في الأحياء الجديدة. فالمهمة اذا هي البرهان للجمهور على ان ليكودا كبيرا وقويا فقط برئاسة زعيم ذي تصميم وتجربة قادر على صد الضغوط والبناء. فمن الحقائق ان نتنياهو لا ينكمش هذه المرة برغم الضغوط والتنديدات من كل صوب – حتى من الداخل.

        ان أكثر الناخبين كما قلنا آنفا لا يحبون من يعارضون البناء في القدس. وعندهم شك في ان الدعاوى التي تقول ان "التوقيت غير ناجح" والتي تُسمع في كل مرة يحاولون فيها توسيع الأحياء، هي تغطية على معارضة مبدئية وعقائدية.

        ان رمات شلومو مثلا بعيدة عن كل مركز احتكاك وهي ضلع مركزية في المثلث الذي يربط الأحياء الشمالية القديمة (رمات أشكول والتل الفرنسي) براموت وبسغات زئيف. وهذا المثلث اذا تمت تقويته بصورة كبيرة سيضع حدا للمطامح أو للقدرة السياسية على تقطيع أوصال المدينة.

        ولما كان اليسار عاجزا ولا سيما في مسألة البناء في القدس، عن الاقتطاع من قوة الليكود، فلا مناص من استنتاج ان الهدف الرئيس لـ "حملة القدس الدعائية" ذات الضجيج – والتي نشك في ان يكون لها غطاء – هو منع انتقال مصوتي الليكود الى اليمين. وأن يتم البرهان على ان نتنياهو قد كف عن القفز فوق حبلين وانه يعرض وقوفا صلبا فخورا في مواجهة رئيس امريكي معادٍ. ان عشرات آلاف السكان الذين سيُضافون الى الأحياء الجديدة سيقضون على التصريح القسري بشأن "دولتين للشعبين"، لأنه من غير تقسيم القدس لا احتمال ألبتة لتحقيق التصريح. فلن يكون نتنياهو "بلفور الفلسطينيين".

        سمعت محللين يقولون انه ليس من المنطقي ان نفترض ان رئيس الحكومة أحدث الورطة الأخيرة لمنع انتقال اصوات الى نفتالي بينيت فقط لأنه حتى لو قوي بينيت على حساب الليكود فان كل شيء يبقى في العائلة. وفي الائتلاف بين الاثنين يستطيع نتنياهو ان يحقق بلا عائق برنامج عمل الليكود حتى في الشؤون الاقتصادية ايضا. ويتبين من اللقاءات الصحفية الكثيرة مع بينيت انه يؤيد اقتصاد السوق حتى أكثر من الليكود. ولن يمنع نتنياهو كما قد تفعل شيلي يحيموفيتش من الاقتطاع اقتطاعا عميقا من الميزانية أو الاستمرار في تشجيع المبادرة الخاصة واقتصاد المنافسة، بالعكس.

        بيد ان نتنياهو يخشى قوة بينيت العقائدية الذي سيسيطر على نحو من 12 نائبا. ان سلوك نتنياهو في الماضي يشهد بأنه معني بائتلاف ذي اختيارات براغماتية لا عقائدية مع يحيموفيتش ويئير لبيد بل مع تسيبي لفني. وفي هذه المرة أعلنت لفني أنها لا ترفض ائتلافا معه.

        ان تسيبي حوطوبلي وزئيف ألكين وآخرين من ناس الليكود العقائدي يعملون في مقر عمل لوقف هرب اصوات من الليكود الى البيت اليهودي. ويخطيء ناس المقر الذين يعرفون نتنياهو جيدا – الذي أطعمهم الكثير من الطعام الخشن – بوقفهم تقوي البيت اليهودي لأن هناك حاجة لتحقيق أفكارهم، أي تقديم افكار الليكود الى الأمام الى شريك ائتلافي يستطيع ان يمنع نتنياهو متابعة إله سياسي آخر.