خبر دولة بدون وسائل اعلام -هآرتس

الساعة 10:40 ص|19 ديسمبر 2012

دولة بدون وسائل اعلام -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قرار مجلس ادارة القناة 10 وأخبار 10 اقالة نحو خمسمائة عامل في القناة والشروع في اجراءات اغلاقها يجب أن يقلق كل محب للديمقراطية في اسرائيل. واذا أضفنا الى خطر تحطم القناة 10 المصاعب التي تعيشها القناة 2، الضائقة الخطيرة لمعظم الصحف اليومية وخطر الاقالة الفورية التي تحوم فوق رؤوس عاملي الاخبار المحلية، ترتسم صورة مفزعة لضرر شديد يلحق بالاعلام الحر في اسرائيل. اسرائيل مع حفنة وسائل الاعلام التي نجت من الازمة، بعضها غير مستقل، ستكون دولة اخرى، ليست ديمقراطية على نحو ظاهر.

الانطباع هو أن هذا هو ما يسعى اليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لم يستطب في السنوات الاخيرة بضعة تحقيقات بثتها القناة 10. ومع ان مدير عام ديوانه، هرئيل لوكر، وقع على صيغة انقاذ القناة، ووزير المالية تبناها، فان الحكومة تمتنع عن طرح التسوية على التشريع السريع، قبل نهاية هذه السنة، بداية في اللجنة الوزارية وبعد ذلك في الكنيست بكامل هيئتها. ومساء السبت طلب لوكر تأجيلا لـ 48 ساعة في اصدار كتب الاقالة. واذا لم يبذل جهد اللحظة الاخيرة، فواحدة من القنوات التلفزيونية الرائدة الثلاثة في اسرائيل قد تغلق. هذا وضع لا يطاق.

ان مجتمعا بلا وسائل اعلام غير منحاز، متنوع ويعج بالحياة هو من نصيب انظمة الظلام. فهزال الاعلام الحر في اسرائيل سيجعل مجالات عديدة لا تحظى بالتغطية على الاطلاق، واخرى لن تحظى الا بتغطية متحيزة. وسيتعطل انتقاد السلطات بل ربما سيختفي تماما، واسرائيل لن تستمع الا الى صوت واحد – صوت الحكومة. وبالتالي فالحديث لا يدور فقط عن مصير مئات بل وربما الاف الصحفيين الذين سيجدون أنفسهم عاطلين عن العمل – وهو أمر خطير بحد ذاته. بل ان الحديث يدور عن نفي المعلومات والتعتيم على القيم الاساس. مع قناتين تلفزيونيتين وعدد مثله من الصحف اليومية لا يمكن ان يكون اعلام حر، نقدي، تنافسي وذو أسنان؛ لا يمكن التبليغ بشكل حر وسيكون متعذرا اجراء تحقيقات شجاعة، هي روح الصحافة. وبالتالي فان هذه هي الدعوة الاخيرة للحكومة: يجب منع اغلاق القناة 10.