خبر أخطاء من اليمين وأخطاء من اليسار- يديعوت

الساعة 10:39 ص|19 ديسمبر 2012

أخطاء من اليمين وأخطاء من اليسار- يديعوت

بقلم: أمنون شاموش

أصبح يمكن بعد تقديم القوائم الحزبية النهائية تمهيدا للانتخابات القريبة ان نقول بيقين كبير ان بنيامين نتنياهو سيكون ايضا رئيس الحكومة القادم. غير انه اخطأ خطأين مصيريين أحدهما سيضر به وبمقربيه والثاني سيضر بشعب اسرائيل في الأمد البعيد. وقد اخطأهما عن خوف شعوري غير عقلاني.

خطأ نتنياهو الاول هو اختياره افيغدور ليبرمان ليكون يده اليمنى واعداده ليكون الزعيم العقائدي الذي تقبله قيادة القائمة المكونة من حزبين. ان ليبرمان يؤيد أكثر من نتنياهو الايديولوجية التي سيطرت على الليكود من حوطوبلي ودنون الى فايغلين وعدم وجود حواجز يميز ما كان ذات مرة حركة تصحيحية فخورة. يُبين النظر في القائمة المشتركة من سيقود من والى أين. وفي ضوء ذلك فان تصريحات نتنياهو عن انه ينوي ان يقود الدولة سنين كثيرة اخرى مع بيغن ومريدور الى جانبه صيحة يائسة أخيرة عن خوف – خوف من ان احتمال ان يحدث ذلك قد أخذ يتلاشى حتى قبل الانتخابات.

والخطأ الثاني الذي يفخر به نتنياهو ايضا باعتباره انجازا ضخما هو رحلة محاضراته الفصيحة في العالم كله ولا سيما الولايات المتحدة والتي يثير بها الخطر الايراني وحماسته الشمشونية لمهاجمة ايران حتى لو بقي وحده. وقد نجح نتنياهو في ان يقنع عالما كاملا بأن القنابل الذرية الايرانية أمر غير جيد وفي ان يقنعه ايضا بأن حكومة اسرائيل برئاسته هي خطر ملموس على سلام العالم. فاسرائيل الصغيرة والشجاعة والمجنونة تُصور على أنها ستُنشب وحدها الحرب العالمية الثالثة اذا لم تنجح في ان تجر معها "الشيطان الأكبر" الامريكي الذي فقد في حروبه الأخيرة في منطقتنا استقراره الاقتصادي في الداخل وزعامته وحده في الخارج.

ان اسرائيل التي تهدد بـ "هجوم" – وهذه كلمة تغطية على بدء حرب – ستسقط الحواجز الانسانية الأخيرة وتُغرق عالما كاملا بمعاداة سامية من نوع جديد، تتعلق بأفعال اسرائيل في القرن العشرين وتهديداتها لسلام العالم في القرن الواحد والعشرين. وهي معاداة سامية لا تُفرق بين اليهود والاسرائيليين وسياسة حكومتنا. وهي معاداة سامية وعدت الصهيونية بأن تمحوها عن وجه البسيطة على افتراض أنها نبعت عن تشتت اليهود في العالم لكن هذا خطأ.

بيد ان الحزب الثاني في كبره قام بأخطاء لا تقل عن ذلك. كان حزب العمل منذ كان حزبا اشتراكيا كانت جذوره الأعمق في الكيبوتسات. ان حزب العمل من غير أي كيبوتسي هو جسم شاب رائع بلا روح وبلا قدرة على الصمود. وقد ابتعدت يحيموفيتش عن هذه الاشتراكية على علم وربما بنصيحة من مستشاري انتخابات متخصصين متنكرين تماما للقيم بل انها أهملت اتفاق الاصوات الفائضة التقليدي مع ميرتس وفضلت ان تعلن قربها من الحزب البرجوازي الخالص للبيد.

ان يحيموفيتش بنفس الذراع الممدودة التي أبعدت بها ناس الكيبوتس احتضنت المستوطنين. وقد "نسيت" في برنامجها الاقتصادي المفصل الهاويتين العميقتين اللتين تبتلعان أموال الجمهور وهما المستوطنون والحريديون. أما هؤلاء فباسم توراة اسرائيل وأما اولئك فباسم ارض اسرائيل. وفي الاثناء يدفع شعب اسرائيل وتسوء حاله – من ماله ومن قيمه. والى ذلك نسيت يحيموفيتش ايضا العلاقة الوثيقة بين الاقتصاد والسلام فخطتها جيدة لكن يعوزها الأصل والمبدأ الذي كان يقود حزب العمل وورثته عن ماضيه المجيد.

ينبغي ان أقول في كشف جميل إنني سُجلت في سنة 1946 عضوا في حزب العمل الذي كان يُسمى آنذاك مباي في نفس الشهر الذي جُندت فيه للبلماح واتجهت الى الجليل بنفس الروح ولنفس الاسباب. وقد تركت الحزب حينما تخلى عن مبادئه وأهان نفسه اهانة شديدة من اجل مقاعد في حكومة شارون الآثمة التي استخفت بكل قانون وأفسدت على علم الحلم الصهيوني الوحيد الممكن، أعني دولتين للشعبين. إنني واحد من كثيرين من أبناء جيلي الذين سيصوتون لكن عن غير رضى كامل، وقد لا تكون هذه حال جيلي وحده.