خبر ثورات الربيع العربي تدفع الإسرائيليين أكثر نحو اليمين

الساعة 04:29 م|18 ديسمبر 2012

وكالات

تظهر استطلاعات رأي متتالية أن أغلبية الإسرائيليين تؤيد بنيامين نتنياهو رئيسا لحكومة جديدة، وتؤكد أن اليمين يتعزز مقابل تراجع اليسار الصهيوني، وبتأثير الخوف من "الربيع العربي" كما يؤكد معلقون إسرائيليون

وعلى غرار استطلاعات كثيرة، يفيد استطلاع أعدته جامعة تل أبيب ونشرته صحيفة هآرتس بأن "اللعبة الانتخابية" انتهت، في ظل تأكيد 81% من الإسرائيليين أن نتنياهو ذاهب إلى ولاية ثالثة برئاسة الوزراء.

ويكاد يجمع الباحثون والمعلقون في إسرائيل على أن ثورات الربيع العربي تدفع الإسرائيليين أكثر نحو اليمين.

كتلة اليمين

معلق الشؤون الحزبية يوسي فيرتر يرى أن كتلة اليمين تلقى تجاوبا متصاعدا في الشارع الإسرائيلي، وتبدو حظوظ اليمين الانتخابية مؤكدة ليس فقط نتيجة انقسام ما يعرف بمعسكر اليسار والوسط في معركة الانتخابات التي تتأثر بعوامل خارجية أيضا.

ويشير إلى تأثير تصاعد قوة حركة المقاومة الإسلامية(حماس) واحتفالاتها بذكرى تأسيسها، والقلق المتزايد من تطورات ثورة سوريا، والاضطرابات في مصر ومبادرة السلطة الفلسطينية بالأمم المتحدة.

ويتابع "في ظل كل ذلك نتنياهو ليس بحاجة إلى بذل أي جهد في حملة دعائية، لأن مشاعر الخوف تدفع الإسرائيليين نحو قيادات متشددة وتنزع إلى استخدام القوة".

وهذا ما يؤكده المحاضر بدراسات الشرق الأوسط في جامعة بئر السبع البروفيسور يورام ميتال، أن إسرائيل تابعت سقوط الأنظمة الحاكمة في تونس ومصر وليبيا بخوف شديد على أمنها القومي.

ويقر ميتال بأن قلائل فقط في إسرائيل عبروا عن تقديرهم للنضال البطولي العربي من أجل الديمقراطية وضد أنظمة الاستبداد.

اللافت أن الشارع الإسرائيلي تأثر في العام المنصرم بالربيع العربي حينما انطلق في موجات احتجاج صاخبة ضد الغلاء وتوزيع الموارد المختل، لكنه اليوم مسكون بمشاعر الخوف مما يحصل حوله، ورغم اهتمامه بالأجندة الأمنية فإن القضية الفلسطينية مغيبة تقريبا عن أجواء الانتخابات.

ويفسّر ميتال ذلك بأن حكومة إسرائيل تمكنت من إحباط الاحتجاجات بموازاة التخويف من الربيع العربي ونعته "بالخريف الإسلامي".

 تهديد إستراتيجي

وهذا ما تبناه المعلق البارز يوسي ميلمان الذي يوضح أنه رغم الإجراءات الاقتصادية القاسية وفرض الضرائب والمساس بخدمات التربية والصحة والسكن، فإن الإسرائيليين ينتخبون من يلحق بهم كل ذلك.

ويفسر هذا التناقض برغبة الإسرائيليين في قادة أشداء من الناحية الأمنية ولا يسارعون إلى التسوية مع الفلسطينيين والعرب "الذين يصعدون لهجتهم ضد إسرائيل بسبب صعود الإسلاميين والسلفيين".

ويشير ميتال إلى عملية استثمار الربيع العربي على الأرض، ويوضح أن حكومة نتنياهو ترى في الأنظمة الجديدة تهديدا إستراتيجيا، وبنفس الوقت فرصة للترويج لسياسة "الجدار الحديدي" المرتفع الذي تبنيه إسرائيل بينها وبين العرب.

ويربط بين الثورات العربية وازدياد الانزياح الإسرائيلي نحو اليمين عشية الانتخابات العامة الوشيكة، ويعتبره تحولا دراماتيكيا من شأنه أن يؤثر على الشرق الأوسط كله، في حين يؤكد ميلمان أن أكثر ما يخيف الإسرائيليين اليوم هو مصر.

بالمقابل يقلل رئيس قسم الإعلام بجامعة حيفا البروفسور جابي فايمان من تأثيرات الربيع العربي على قناعات المواطنين في إسرائيل وعلى نظامها السياسي.

الدعاية الانتخابية

وخلافا لمعلقين وباحثين آخرين، يرى فايمان أن حالة التعادل القائمة بين كتلتي اليمين واليسار منذ فوز اليمين بالانتخابات عام 1977، لم تتغير حتى اليوم.

ويوضح أن الربيع العربي لا يدفع الإسرائيليين للانتقال من اليمين إلى اليسار وبالعكس، ويرى أن الأحداث الدراماتيكية في المحيط العربي تؤثر على لغة التخاطب السياسي وعلى الدعاية الانتخابية فقط.

كما يرى فايمان أن اليمين يستخدم الربيع العربي وقودا لدعايته الانتخابية وتبريرا لأجندته الأمنية ومزاعمه بعدم وجود شريك للسلام.

وفي سياق انتقاده لسياسة إسرائيل، يقول المعلق البارز إيتان هابر إن نتنياهو يحاول ضمان ولايته الثالثة عبر التلويح بالتهديدات الخارجية (الإرهاب والصواريخ والبرنامج النووي).

ويشير في مقال نشرته يديعوت أحرونوت إلى أن نتنياهو يسعى لكسب الوقت والمماطلة والتهرب من المفاوضات مع الفلسطينيين، مستخدما "الثورات الدينية" ذخائر دعائية لإثبات نظريته بعدم وجود فرصة للتسوية بسبب الحالة غير المستقرة.