خبر الرفاعي ينبه إلى صفقة يتم الإعداد لها على حساب اللاجئين وقضية فلسطين

الساعة 09:51 ص|18 ديسمبر 2012

بيروت

 

رأى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أبو عماد الرفاعي، أن "المشروع الصهيوني يعيش حالة اندحار وتقهقر يصعب أن تقوم له قائمة بعدها، وأن تحرير فلسطين بات أقرب من أي وقت مضى."

جاء حديث الرفاعي خلال لقاء حواري مع ممثلي القوى والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ولجان الأحياء في مخيم برج البراجنة في بيروت، بحضور عدد من الوجهاء ورجال الدين وممثلي المجتمع الأهلي، وشخصيات فلسطينية.

وقال الرفاعي إن "اندحار المشروع الصهيوني بدأ منذ العام 1982، حين اضطر الى الانسحاب من بيروت بفعل ضربات المقاومة التي لاحقته الى أن طردته من كامل جنوب لبنان، وانتصارها عليه في حرب 2006، وبفعل نضال الشعب الفلسطيني المستمر منذ الانتفاضتين الأولى والثانية، وضربات المقاومة التي أجبرته على الانسحاب من قطاع غزة، وأنهت بذلك حلم التوسع الصهيوني"، لافتاً الى أن "الجيش الصهيوني قد هزم في كل المعارك التي خاضها منذ ذلك الوقت حتى اليوم،" و بأن "اندحار المشروع الصهيوني يقابله تصاعد قوى المقاومة التي أثبتت جدواها وقدرتها في كل المواجهات، ولا سيما أثناء جولة السماء الزرقاء الأخيرة في قطاع غزة."

وتطرق الرفاعي الى العدوان الأخير على قطاع غزة معتبراً أن "المواجهة قد حسمت لصالح قوى المقاومة منذ اللحظة الأولى التي سقطت فيها صواريخ فجر – 5 على تل أبيب"، موضحاً: "أن العدو الصهيوني لن يجرؤ على إكمال معركة تكون فيها عاصمة كيانه الغاصب ساحة للصواريخ.. ولو أن العدو أكمل المعركة لذاق طعم العديد من المفاجآت التي تعدها المقاومة لاستقباله"، مضيفاً: "التهديد بالحرب البرية لم يرعب المجاهدين في قطاع غزة، بل استطعنا أن نستغل هذا التهديد الأجوف لفرض شروطنا على العدو، لأننا فهمنا حالة الرعب التي يعيشها."

كما تطرق الرفاعي في حديثه الى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول قبول "دولة فلسطين" كدولة غير عضو، وطرح العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام: "هل ستقوم الدولة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، أم على أقل من ذلك؟ ما صحة ما يشاع حول تبادل أراض وبقاء مستوطنات؟ ما هي عاصمة "دولة فلسطين"، هل هي القدس، بما فيها البلدة القديمة؟ وهل أن قرار الأمم المتحدة يتضمن الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين؟ وما هو مستقبل اللاجئين بعد هذا القرار، وكيف سينعكس ذلك على حق العودة؟ وبالتالي، ما هو مستقبل الأونروا، باعتبارها المعني الأول بإغاثة اللاجئين وشؤونهم الحياتية؟ وما هو مستقبل شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، في ظل وجود مشاريع صهيونية تدعو الى طردهم تحت شعار "يهودية إسرائيل"؟ وما هو مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن استبدلت الكثير من الدول التي اعترفت بالدولة ممثليات المنظمة لديها بسفارات لدولة فلسطين؟"

وعبر الرفاعي عن خشيته من وجود "صفقة ما يتم الإعداد لها"، في ظل التطورات التي تجري في العالم العربي، "يتم تمريرها على حساب قضية فلسطين واللاجئين، وعلى حساب الدول المضيفة".

وعلى المستوى الفلسطيني في لبنان، جدد الرفاعي التأكيد على ضرورة تحييد المخيمات عن الصراعات التي تجري في المنطقة، والحرص على عدم الانجرار وراء الدعوات الطائفية والمذهبية، داعياً الى إعادة صياغة الموقف الفلسطيني في لبنان بناء على وحدة الأهداف التي تجمع عليها كل القوى والفصائل الفلسطينية والنأي بالنفس عن الصراعات والاضطرابات التي تحدث في المنطقة، مؤكداً على ضرورة تشكيل مرجعية سياسية فلسطينية موحدة لمواجهة كافة التحديات الحقيقية التي تواجه شعبنا الفلسطيني وقضيته في لبنان.

وختم الرفاعي بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على الأمن الاجتماعي والسياسي للمخيمات، و"الابتعاد عن الحزبية الضيقة، وضرورة تفعيل عمل اللجان الشعبية واللجان الأمنية التابعة لها، والتصدي لكل المظاهر التي تسيء الى شعبنا وقضيتنا".