خبر تعيينات أوباما هي مشكلتنا أيضا- اسرائيل اليوم

الساعة 09:33 ص|18 ديسمبر 2012

 

بقلم: يعقوب أحيمئير

اذا لم تقع مفاجآت فسيعلن الرئيس براك اوباما قريبا التعيينين الرفيعين في ادارته القادمة. يفترض ان يتم تعيين السناتور السابق تشاك هيغل وزيرا للدفاع مكان ليون بانيتا التارك لعمله، ويفترض ان يحل السناتور الذي يتولى عمله الآن جون كيري محل هيلاري كلينتون وزيرا للخارجية.

أصبح هذان التعيينان ممكنين بفضل تراجع سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة عن ترشحها لمنصب وزيرة الخارجية. "على جثثنا فقط"، أوضح سناتورات جمهوريون قوة معارضتهم للموافقة على رايس في مجلس الشيوخ. وقد تورطت رايس بتصريحات مضللة عن طبيعة الهجوم الارهابي على سفارة الولايات المتحدة في بنغازي حيث قتل اربعة امريكيين منهم السفير نفسه. ومع ذلك لن يكون تعيين كيري وهيغل ايضا موافقا لهوى الحكومة في القدس.

ان هيغل جمهوري أبدى طوال سنوات ولايته سناتورا علاقة معادية جدا لمواقف اسرائيل. قبل ثلاث سنوات وقع على رسالة الى الرئيس اوباما دعا فيها الى اجراء محادثات مباشرة مع حماس. وقبل ذلك ببضع سنوات صوت هيغل في مجلس الشيوخ معارضا قانون العقوبات الامريكي على ليبيا وعلى ايران، وفي سنة 2008 صوت معارضا فرض عقوبات على ايران. وقد قالت المحللة جنيفر روبين، المحافظة في تصورها العام، قالت ان "مواقف هيغل معادية لاسرائيل ومعادية للعقوبات". وتتهم تصريحات اخرى من دوائر يهودية في الولايات المتحدة هيغل بمعاداة السامية. وفي فرصة ما رفض ان يوقع مع ثلاثة سناتورات (من بين 100) على اعلان تأييد مجلس الشيوخ لاسرائيل. ينبغي ان نفترض ان يوجد بين اوباما وهيغل اذا وحينما تتم الموافقة على تعيينه، تفاهم على الحاجة الى اقتطاع من نفقات الولايات المتحدة الدفاعية، فاوباما في مدة ولايته الثانية سيصبح مُحررا من ضغوط جهات معارضة في الدولة في هذا الشأن. ومن المؤكد ان هيغل حينما يصبح وزير الدفاع لن تكون له تلك الصلات الحميمة بنظيره الاسرائيلي كان من كان كما كانت بين اهود باراك والوزير بانيتا.

يمكن ان نشبه عملية الموافقة على تعيين كيري وهيغل في مجلس الشيوخ وتعيينات اخرى ايضا بـ "طاحون لحم" سياسي. ان اعضاء لجنة الخدمات المسلحة ستحقق مع هيغل علنا في جميع الموضوعات وفي علاقته المعادية لاسرائيل ايضا. ويعلم اعضاء اللجنة انه لا حاجة الى اكثار الكلام في أهمية التعاون الامني بين الولايات المتحدة واسرائيل، والمكانة الحاسمة لوزير الدفاع الامريكي في تشكيل هذه العلاقات.

ستواجه الحكومة التالية في اسرائيل – برئاسة نتنياهو كما يبدو – قضية حصول ايران العاجل على القدرة الذرية. وان حقيقة ان يكون مُحادث وزير الدفاع الاسرائيلي القادم هو تشاك هيغل – الذي تحفظ حينما كان يتولى عمله في مجلس الشيوخ من نظام العقوبات على طهران (ولن نتحدث عن معارضته عملية عسكرية لا يفضلها اوباما ايضا)، تقلق موظفين اسرائيليين كبارا.

لكن ينبغي ألا يوجد شك في ان تعيين هيغل المتوقع هذا لا يرمي الى التعبير عن امتعاض اوباما من برود العلاقات بينه وبين نتنياهو. يجب ان نؤمن بأن الرئيس الامريكي يُعين ناسا كبارا في ادارته الثانية لا بحسب علاقتهم باسرائيل بل بحسب معيار "ما هو جيد لي جيد للولايات المتحدة". لكن ليس ما هو جيد للولايات المتحدة هو بالضرورة جيد لاسرائيل دائما.