بالصور سوسة النخيل تضرب أشجار النخيل من جديد ومحاولة بدائية لمطاراتها

الساعة 07:20 م|17 ديسمبر 2012

خانيونس - مثنى النجار

في ورشته المنزلية وبإمكانيات بسيطة صمم المزارع الخمسيني جمال أبو جميزة من سكان دير البلح وسط قطاع غزة جهازه المساعد في مطارده آفة سوسة النخيل الحمراء التي بدأت تغزو من جديد أشجار النخيل في مناطق جنوب القطاع.

 

ويشرف أبو جميزة بجهازه هو ومجموعة من العمال على مطارده هذه الحشرات من إحدى المزارع في منطقة الفخاري والتي أصيبت بتداعيات هذه الآفة.

ويتحدث أبو جميزة عن اعتزازه بتمكنه من انجاز هذا التصميم الذي يساعد من خلاله المزارعين في ملاحقة هذه الحشرات والقضاء عليها داخل الشجرة المصابة , مشيراً إلى أن هذا الجهاز عبر منافذه العديدة يقوم بتوصيل المحاليل الدوائية المضادة للحشرة داخل الشجرة المصابة بحيث تصل إلى عمق 30 إلى 20 سنتيمتر, في الشجرة الواحدة .

 

وشدد أبو جميزة على أن جهازه المكافح لسوسة النحيل اثبت نجاحه في مواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع والذي يمنع بدوره دخول المواد والأدوات المضادة واللازمة لمكافحة هذه الآفة , معبراً عن أمله أن تولي الجهات المختصة اهتماماً بالغاً لمثل هذه الانجازات والعمل على تطويرها كي تخفف من حدة الأزمات التي يمكن أن تحصل على المزارعين.

 

من جهته قال المهندس ناهض السبع مدير وقاية النبات بوزارة الزراعة في حديث مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنه ورغم نجاح هذا الجهاز في مهام عمله إلا انه لايكفي أمام غزو هذه الحشرة التي تتكاثر بشكل كبير داخل أشجار النخيل من جديد , معتبراً أن هذه السوسة من الآفات الخطيرة التي تصيب العديد من أشجار النخيل بجميع أنواعها وخاصة نخيل البلح التي تعد من أشجار الفاكهة المفصلة في فلسطين والوطن العربي.

وأضاف:" تتحمل شجرة البلح الظروف البيئية القاسية ولها قيمه غذائية عالية بالإضافة إلى دخولها في كثير من الصناعات ولهذا تعتبر محصولاً استراتيجياً يساعد على دعم الاقتصاد الوطني .

 

وبين السبع أن  "سوسة النخيل"  هي عبارة عن حشرة رتبه غمديه الاجنحه كبيرة الحجم لها خرطوم طويل عند مقدمة الرأس ينتهي بأجزاء فم فارضه قوية ,وتحميل اللون البني المحمر ويوجد على حلقتها الصدرية بقع سوداء ,ويتميز الخرطوم في الأنثى انه أطول من الذكر الذي يتميز بوجود شعيرات دقيقة على السطح العلوي للخرطوم وللحشرة القدرة على الطيران لمسافة تصل إلى كيلو متر.

 

وعن أماكن إصابة الأشجار يتابع السبع:" تضع الأنثى بيضها في الشقوق والجروح والفتحات الموجودة على النخلة وفي إبط السعفة ومكان نزع الفسيلة, ويمكن لها أن تهاجم أي جزء من جذع النخلة بما فيها قمة النخلة "الجمارة", حيث تنجذب الحشرة بشدة لرائحة الأنسجة (الكرمون) وهي المادة التي تفرز من النبات في حالة حدوث الجروح.

 

وأوضح السبع إلى أن سوسة النخيل الحمراء تتغذى على جذع النخلة، وتقضي عليها تمامًا، منوهاً إلى أنها تفضل مهاجمة النخيل الذي يقل عمره عن عشرين عاماً حيث أن جذع النخلة يكون غض وسهل اختراقه في وقت يتم القضاء عليها بواسطة رشها بداء "الدورسبان".

 

وأضاف السبع "يبلغ عدد بيض الأنثى الواحدة منها من 200_350 بيضة صغيرة الحجم مستطيلة الشكل، ذات لون كريمي، ويبلغ طولها (2-3)مم وعرضها (1)مم حيث يفقس البيض بعد يومين إلى خمسة أيام حسب درجات الحرارة.

 

 

وزارة الزراعة بغزة بدورها قالت وعلى لسان وزيرها المهندس علي الطرشاوي أنها تبذل جهوداً كبيرة في مواجهة هذه آلافه, وقال وزير الزراعة المهندس علي الطرشاوي أنه ومنذ اللحظة الأولى التي اكتشفت فيها الوزارة الآفة في سبتمبر 2011 استنفرت كافه طواقمها الفنية والإدارية في محاولة لوضع حدٍ لانتشار الآفة ومحاصرتها بقدر المستطاع".

 

وأوضح أن وزارته عقدت منذ ذلك الحين سلسلة من الندوات للمهندسين والمزارعين، وأصدرت العديد من النشرات، فضلاً عن سلسلة الاتصالات مع كافة الجمعيات والمنظمات إلا أننا فوجئنا بظهور بؤر تصل نسبة الإصابة بها إلى ما يزيد عن90%، حسب قوله .

وحذر الوزير من خطورة الوضع وإمكانية حدوث كارثة في قطاع النخيل برمته ما لم يتم التدخل العاجل وإيجاد الحلول المناسبة.

ولم يخفى الوزير حجم المشاكل التي تسببها هذه آلافه في ظل قلة الإمكانيات والمبيدات اللازمة لمكافحتها والتي يمنع الاحتلال إدخالها بسبب فرضه للحصار على قطاع غزة .

فسوسة النخيل تعد من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل بالسعودية وكثير من دول العالم مثل الهند (الموطن الأصلي لها)، ودول الخليج وعدد من دول العالم.