خبر الأوقاف:حائط البراق وقف إسلامي وادعاءات نتنياهو بشأنه ليس لها أية قيمة دينية

الساعة 10:33 ص|17 ديسمبر 2012

رام الله

أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة رام الله د. محمود الهباش أن القدس بكافة تفاصيلها وجغرافيتها، وبما تتضمنه من مقدسات إسلامية ومسيحية بما في ذلك حائط البراق، هي حق خالص للفلسطينيين،  وأن تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن ملكية الاحتلال لحائط البراق ما هي إلا خزعبلات ومحاولة للعبث بالتاريخ والجغرافيا معاً، وليس لها أية قيمة لا من الناحية الدينية أو التاريخية او القانونية، محذرًا من خطورة الخطاب السياسي الإسرائيلي في هذه المرحلة الذي تطغى عليه مفاهيم عجيبة تخلط بغرابة شديدة بين الدين والسياسة في أمور محسومة دينيا وسياسيا، مما يقود إلى حالة من الصراع السياسي الذي تستخدم فيه المفاهيم الدينية بشكل مغلوط، وهذا موضوع لا يمكننا بحال أن نتقبله لما يحمله من خطورة على مستقبل المنطقة.

وأوضح الهباش أن ما تفوه به نتنياهو بشأن القدس وحائط البراق يفتقد إلى أبسط الأسس العلمية في تناول التاريخ، الذي يؤكد دائماً على ملكية المسلمين لحائط البراق الذي يشكل الجزء الجنوبي من السور الغربي للحرم القدسي الشريف، بطول حوالي (47 متراً، وارتفاع حوالي 17 متراً)، ولم يتخذه أحد من غير المسلمين مكاناً للعبادة في أي وقت من الأوقات عبر التاريخ، إلا بعد صدور وعد بلفور المشئوم العام 1917.

وأكد الهباش أن الوقفيات التاريخية تؤكد على أن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، وهو وقْف إسلامي خالص، ووقفيته الأصلية موجودة في محفوظات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، كما أن وقفية حي المغاربة للقدس من طرف الملك الأفضل تؤكد إيقاف حارة المغاربة على جميع طائفة المغاربة على اختلاف أوصافهم، وهو وقف شرعي مؤبد إلى قيام الساعة، وهذا الوقفية يرجع تاريخها إلى العام 589هـ.

واستذكر الهباش في هذا الشأن أن الحكومة البريطانية قد ذكرت في كتابها الأبيض المؤرخ في نوفمبر 1928م " أن الحائط الغربي (حائط البراق) هو من الناحية القانونية ملك للمسلمين والرصيف المواجه له هو أيضاً من أملال الوقف كما تبين من الوثائق التي يحتفظ بها الحارس على الوقف"، كما أن التقرير الصادر عن لجنة (شو) في 14 كانون الثاني 1931 قد أكد أن حق ملكية الحائط وحق التصرف به عائد للمسلمين، فالحائط ملك للمسلمين نظراً لكونه جزءاً لا يتجزأ من الحرم الشريف كما أن الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام حارة المغاربة حيث يقيم اليهود صلواتهم هو أيضاً ملك للمسلمين لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير، وأشارت إلى أنه ثبت لديها أن المنطقة التي تكتنف الرصيف قد وقفها على المسلمين الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبي عام 1193 م.

وشدد الهباش على أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، وان الفلسطينيين قد صانوا الحريات الدينية فيها لجميع المؤمنين على مر التاريخ، وسوف يستمر الشعب الفلسطيني في ترسيخ وممارسة ثقافة التسامح الديني والحريات الدينية لجميع المؤمنين في مدينة القدس دون تمييز.

وأنهى الهباش حديثه بأن كافة القرارات الدولية، و الوقفيات التاريخية تؤكد على ملكية حائط البراق للمسلمين بشكل منفرد ومستقل، الأمر الذي ينفي بشكل حاسم وجازم ما أعلنه نتنياهو من ملكية الاحتلال لهذا الحائط، داعياً المؤسسات العالمية والثقافية في العالم وفي مقدمتها اليونسكو إلى القيام بدورها في حماية الأماكن الدينية والثقافية الفلسطينية من عبث وعدوان الاحتلال الإسرائيلي.