خبر كواليس يفصح عنها مفجر « ثورة الكرامة » لأول مرة خلال إضرابه

الساعة 10:21 ص|17 ديسمبر 2012

غزة (خاص)

تَذَكر الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الاسلامي مُفجر ثورة الكرامة داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، اللحظات الفارقة التي مرت به قبل عام منذ إعلانه للإضراب عن الطعام، في خطوة تحدى فيها الاحتلال، وكسر إرادتهم، وحَرَك الشارع رأساً على عقب تضامناً مع بطل لقن الاحتلال درساً.

الشيخ خضر عدنان سرد لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تفاصيل ما مر به منذ اليوم الأول من اعتقاله رفضاً للاعتقال والاستسلام للاعتقال، حيث بدأ حديثه في البداية بالتحية لمن يخوضون الإضراب عن الطعام ويتحدون الاحتلال وهم الأسرى، أيمن الشراونة وسامر العيساوي، وطارق قعدان وجعفر عز الدين ويوسف شعبان، مؤكداً أن نصرهم قريب من الله وعليهم مواصلة الإضراب حتى نيل حقوقهم.

قرار الإضراب سبق الحكم الإداري

وتحدث الشيخ خضر عدنان وكأن شريط الأحداث يمر أمامه "بأن الاحتلال أقدم العام الماضي على اعتقاله بشكل تعسفي دون توجيه أي تهمة حيث تم توقيفه لمدة يوم في الاعتقال "أو ما يسمي بالاعتقال الغير إداري أي مجرد توقيف، حيث أن هذا الاعتقال كان يسبقه اعتقال دام لـ7 شهور في سجون الاحتلال مما جعل لديه أفكار وقناعة لرفض الاعتقال ومحاربة ما يقوم به من اعتقالات دون توجيه أي اتهامات.

وتابع:"في اليوم الثاني من التوقيف تم تحويلي الى مركز تحقيق الجلمة، والتحقيق معي دون توجيه أي اتهامات إضافة إلى قيام الاحتلال بضربي وتوجيه سيل من الشتائم، وذلك بعد حديثي عن رفضي للاحتلال، حيث تم اعتقالي وقررت أثناءها تنفيذ ما كنت اخطط له برفضي للاعتقال عبر تنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام".

وقال:"بدأت الإضراب بالامتناع عن الطعام والفحص الطبي وتناول الملح , وعن الكلام- أي الحديث مع مصلحة السجون أو أي "إسرائيلي" مهما كان، إضافة إلى تقييدي بالسلاسل، حيث تم تسليمي قرار الاعتقال الاداري في اليوم الـ23 من إضراب عن الطعام".

وواصل الشيخ حديثة واستمر الأمر حتى اليوم 43 حيث تطلب الأمر لإجراء الفحص الطبي لتدهور الوضع الطبي , " مشيراً إلى أنه رفض الفحص الطبي في المشافي العسكرية وأصر أن يكون الفحص في المشافي المدنية, حيث أجريت أثناءها أول مكالمة هاتفية مع أهلي استمرت لـ13 دقيقة .

تناولت مقويات لا مغذيات

وبشأن تدهور الحالة الصحية التي مر بها أوضح  عدنان، أنه في اليوم الـ54 ساءت حالته واضطر لأخذ الجلوكوز وبعض حبوب البوتاسيوم المغنيسيوم, كمقويات فقط وليس للتغذية، وبدأ الحديث من قبل الاحتلال على ضرورة تناول الفيتامينات، كونه ضروري للحفاظ على حياته، مشيراً إلى أنه كان يخشى مكر الاحتلال بإصراره على ذلك بأن يكون للتغذية لا للعلاج , مما منعني من تناوله.

أصعب لحظة

وعن أصعب اللحظات التي مر بها الشيخ عدنان خلال إضرابه، أشار إلى أن اليوم الرابع كان من أصعب الأيام الأولى حيث عانى ألماً شديداً في الرأس، ولم يقوَ على تحمله، أما عن اليوم الـ38 فقال :"كان صعب جداً حيث ظللت طوال اليوم أتقيأ ماء وعصارات صفراء، وفي اليوم الـ58 أصابني ألم شديد جداً في بطني لا يقوى أحد على تحمله وخرجت كمية غريبة من الماء والعصارات , ولكن في كل تلك الأيام لم أبكِ أبداً من شدة الألم رغم قسوتها, مبيناً أن باقي الأيام التي واصل فيها الإضراب عن الطعام كان أكثر قوة وصلابة.

موقف مؤثر

وعن أكثر المواقف التي أثرت به خلال زيارة أهله، قال عدنان:"أن الزيارات كانت لمجموعات كبيرة منهم وذلك لم يحصل في تاريخ السجون الصهيونية"، مُبيناً أن جميع أفراد عائلته تأثرت بمظهره خلال الإضراب، لكن زوجته ووالده كانا أكثر اثنين يحثونه على مواصلة الإضراب والعزيمة لتحقيق مطالبه.

وتذكر الشيخ عدنان أن أول شخص هلَ أمام ناظريه خلال الزيارة هو زوجته وبناته الاثنين، مضيفاً أن ابنته بيسان وبعد انتهاء الزيارة أصرت على العودة مرة ثانية وبشكل مفاجئ ولم تقبل المغادرة.

وعن أول الشخصيات المسؤولة التي قدمت لزيارته "كان لعدد من أعضاء الكنيست العرب والمحامين , وعدد من فلسطينيي القدس".

وعن تعاطف الشارع الفلسطيني..قال الشيخ عدنان:"لم أعرف بتعاطف الشارع الفلسطيني معي كون أن الاحتلال قطعني عن جميع وسائل الاتصال ولم أعرف، ولو عرفت بذلك لبقيت مصراً على مواصلة الإضراب حتى يتم الإفراج عني، وليس حتي انتهاء مدة الحكم الإداري بعد تخفيضه".

 

الاحتلال مهزوم ويحاول إعدام المضربين

وبشأن الاحتلال وإصراره على عدم تلبية مطالب المضربين عن الطعام قال:"الاحتلال تلقى مؤخراً خسائر دبلوماسية وخسائر ميدانية خلال عدوانه الأخير على القطاع وهو يحاول حالياً إعادة الهيبة لنفسة مجدداً عن طريق الأسرى المضربين عن الطعام، والذي قد يصل به لإقرار إعدام الأسرى المضربين عن الطعام.

وأشار إلى أن قضية الأسرى تمر بمرحلة عض الأصابع، والأسرى سيواصلون الإضراب، كون أن إضراب الأسير ليوم واحد فهو انتصر".

عن سبات التحرك الفلسطيني.. بين أن هناك تحرك ولكن بنسب متفاوته، وأن المواطن الفلسطيني يظن بأنه مادام الأسير لم يصب بأي مكروه ولم يمت فإن إضرابهم عن الطعام حدث عادي، ووجه حديث للشعب الفلسطيني " هل نحن في انتظار موت أحد الأسرى حتى نتحرك .