في الضفة الغربية

تقرير انتفاضة تلوح في الأفق ...و إسرائيل تستغلها انتخابيا

الساعة 12:56 م|16 ديسمبر 2012

رام الله

خلال الأسبوع الفائت لم تخلو وسائل الإعلام العبرية من مقالات و تحليلات و تصريحات تتنبأ بانتفاضة جديدة في الضفة الغربية باتت أقرب من أي وقت أخر، و خاصة في ظل اجتماع كافة أسباب اندلاعها من زيادة في الاستيطان و القمع الصهيوني على الأردن وانسداد الأفق السياسي والعقوبات المالية التي فرضتها "إسرائيل" مؤخرا على السلطة.

وتجمع كل وسائل الاعلام على أن الوضع السائد في الضفة الغربية غير بعيد عن انتفاضة "مسلحة" تنخرط فيها كافة القوى الفلسطينية، مسقطين ما جرى من احتفالات لحركة المقاومة الإسلامية حماس مؤخرا وخروج كوادرها بالالاف.

حديث الأعلام العبري تلقفه الجانب الفلسطيني بالتشكيك من نية الاحتلال بالحديث الدائم المتواتر عن هذه القضية والتوقعات والذي بدى كمن يدفع الامور بهذا الاتجاه.

يقول المحلل السياسي عادل سمارة استبعد ان تجري على الارض انتفاضة على غرار انتفاضة الأولى وهي انتفاضة الشوارع و الحجارة، وقال أنه ما يمكن ان يكون هو حراك على نقاط التماس واشتباكات أن وقعت لن يكون لها صفة الشعبية.

وتابع سمارة في حديث خاص:" اخشى أن مختلف الاطراف تسعى للدفع إلى ما يمكن تسميته انتفاضة سلمية وشعبية مقتصرة على شريحة معينة من الشعب الفلسطيني، و هو طريق شبيه بالمفاوضات ولا تخدم القضية الفلسطينية وان كان له بعض الفوائد الإعلامية في الخارج".

والاخطر من ذلك بحسب سمارة، خلال الحديث عن انتفاضة في الضفة، هو وضع كل النضال ضد الاحتلال في حجر الضفة الغربية، وإسقاط دور العالم العربي والاسلامي وكأنهم ليس عليهم أيها دور وواجب.

وفيما يتعلق بما تتداولها الصحافة العبرية مؤخرا بأن الانتفاضة في حال اندلعت ستلعب الاجهزة الامنية الدور الكبير فيها قال سمارة:" هذا نوع من الدعاية لتقوية السلطة و كأنها تعلب دورا مهما وخاصة فيما يتعلق بالمقاومة".

وكل ذلك كما يقول سمارة، يدفع الكيان المحتل الى التطرف أكثر و استغلال الظروف في الانتخابات الإسرائيلية للحصول على مكاسب أكثر في صندوق الانتخابات.

من جهته يقول النائب في المجلس التشريعي أحمد عطون أن السبب في ترويج الإحتلال لفكرة " الانتفاضة الجديدة" هو رد على الوحدة التي باتت أقرب ما تكون بين الفلسطينيين، و خاصة أنه كان المستفيد الأول من الأنقسام والتشتت.

وتابع عطون في حديث خاص:" الاحتلال يسعى حاليا بكل الوسائل لابتزاز السلطة من خلال إتفاقيات أمنية للعودة عن الوحدة، و هو ما سيفشل فيه و لن يكون أمامه سوى هذه الوسائل للرد".

وعن وجود مقومات للانتفاضة، قال عطون:" مما لا شك فيه أن الضغط يولد الانفجار، فحاله الضغط على اصحاب الحل السلمي و عدم وجود افق سياسية، و التصعيد بالاستيطان في الضفة والقدس المحتلة، ومحاولات قتل الاسرى في السجون، كل ذلك سيولد ردة فعل عنيفة".

وحول شكل هذه الإنتفاضة في حال نشوبها قال عطون:" الشعب مبدع في خلق وسائل مقاومة للاحتلال الذي يعتقد بإجراءات الغبية قادر على تركيعه، فعمر الإحتلال بات قصيرا و الشعب الفلسطيني لن يقبل بالاستمرار تحت الاحتلال طويلا.

وتوقع عطون اندماج كافة أطياف العمل السياسي الفلسطيني بالمواجهة القادمة، و التي سيكون لها اشكالها المختلفة و المبدعة، فالمعركة القادمة ستكون بظروف و أشكال مختلفة و لكنها أقدر على إيلام الاحتلال.