خبر ماذا يريد؟ -هآرتس

الساعة 11:51 ص|16 ديسمبر 2012

ماذا يريد؟ -هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

        (المضمون: كيف ارتفع ليبرمان الى المنزلة العليا مع فساده وعدم اهتمامه أصلا بما يجري في اسرائيل؟ - المصدر).

        مع كوننا أصبحنا أيتاما (لبضعة اسابيع) من وزير خارجيتنا، يثور مرة اخرى بكامل شدته سؤال ما الذي يريده افيغدور ليبرمان؟ وهذا سؤال سهل اذا كان يتناول أكثر الساسة لا هو. كان مناحيم بيغن تصحيحيا، وكان اسحق رابين صهيونيا وأراد شمعون بيرس دائما هذا وذاك، السلام والمستوطنات، وأراد بنيامين نتنياهو واهود باراك دخول كتب التاريخ، وأراد اهود اولمرت ان يُثبت نفسه وان يستمتع ايضا. كان شيء ما يضطرم في عظامهم. فما الذي يضطرم في ليبرمان؟.

        حينما كان في "الاتحاد الوطني" أراد الترحيل؛ وفي "اسرائيل بيتنا" أراد تبادل السكان. أهو يميني متحمس وقومي وعنصري كما يبدو من كلامه؟ ليس هذا مؤكدا. فلم نرَ اذا استثنينا تصريحات في اوقات سياسية دقيقة أي أنشطة شريرة مميزة. أهو مُهيج حروب؟ انه لم يحث على أية حرب. أهو كاره للعرب؟ لم يستعمل عليهم قط خطوات حقيقية بل حرض فقط. وهو غير وسواسي بالعكس فليبرماننا يرى ان كل شيء "جنة عدن" دائما. أهو صهيوني ورع؟ أهو متصل في أعماق نفسه بأجزاء هذه الارض؟ لم تروه يستجم في الجليل ويتجول متأثرا جدا في القدس أو يستلقي في ورع على قبور الآباء في الخليل. أهو مهتم بالمهاجرين من روسيا؟ ان المهاجر الوحيد الذي يهمه هو هو نفسه، حينما يُخيل اليه انه يُهاجَم بسبب أصله وهو لم يأت للمهاجرين بأي انجاز. أهو بانٍ للمستوطنات؟ أهو مُجّل لـ "شباب التلال"؟ في الحقيقة انه مسجل بأنه ساكن في نوكديم لكنه لا يوجد في حلقته القريبة مستوطنون وقال عن بيته في المستوطنة النائية انه سيكون مستعدا للتخلي عنه في ظروف ما. ماذا عن حقوق النساء وحماية البيئة وحقوق العمال والاقتصاد الحر والاحتجاج الاجتماعي والاضطهاد الطائفي والسكن والتركيزية والصحة؟ اقترح ذات مرة "عقد الزواج" وتخلى واقترح مرة ثانية "اعلان الولاء" ونسي. ان النظر في تصريحاته يُظهرنا فقط على نباح دوري موجه على نحو عام على العرب والمسلمين والاوروبيين ومعادي السامية والعالم كله. ويُظهرنا على عكس ذلك ايضا حينما يحتاج الامر كما كانت الحال عند نهاية عملية "عمود السحاب". ويوجد من آن لآخر شيء من النباح على الحريديين أو الوخز للبولنديين من اجل إزالة الملل.

        لم تهمه ايضا وزارة الخارجية التي كانت ذروة حياته المهنية حتى الآن، في الحقيقة. فهو لم يسهم أي اسهام في علاقات اسرائيل الخارجية التي ليست هي ايضا في مقدمة اهتمامه. ولا يهمه أتكون اوروبا معنا أم علينا. ان التعبير عن الاشمئزاز والصلف على وجهه دائما. وتوجد شهور صمت لا نكاد نسمع فيها منه شيئا يشتمل على عطل سرية دورية في روسيا البيضاء مع فترات انفجار قسوة كلامية على أبو مازن وكل ما يتحرك في العالم. ان "رجلنا الغالي" كما هي ترجمة اسمه موجود هنا ليستمتع ويقضي العطل. كي يستمتع فقط – وكلمته هي الكلمة. بل انه يستمتع في غرف التحقيق كما قال. "هل ليبرمان وحده يفهم العربية؟" لا يفهم العبرية ايضا بل يفهم الليبرمانية فقط وهي لغة المتعة بالقوة والمال.

        ان دخوله الى السياسة وبقاءه فيها وارتفاعه الى الذروة امور عرضية تماما. فقد جاء ورأى ان كل شيء سهل هنا وانه يجب التحريض والتخويف والتهييج فقط – وبقي، جاء بسبب الثمن وبقي بسبب الخدمة. ومع السهولة تأتي الشهوة وهو الآن في طريقه المؤكد الى القمة. من اجل ماذا؟ من اجل قوة اخرى ومن اجل لذة اخرى في جنة عدن هذه حيث كل شيء عنده عسل. ومع مهانة الجهازين السياسي والقضائي سينطلق الى هناك في خفة وهو يلبس لباسه الرياضي المميز الذي يحب ان تُلتقط له الصور فيه. لن يوقفه شيء لا سلطة القانون المريب ليهودا فينشتاين ولا الرأي العام البليد في اسرائيل. استقبلوا افيغدور ليبرمان الذي قد استقبلتموه في الحقيقة منذ زمن. واقرأوا عن الشبهات عليه – المبالغ الضخمة التي حُولت والتي تبدو قضية الجزيرة اليونانية اذا قيست بها واقعة خيرية. كانت تكفي للقضاء على الحياة المهنية لكل سياسي حتى من غير محاكمة لكن الامر ليس كذلك في اسرائيل.

        كل ذلك يقول شيئا ما عنه لكنه يقول أكثر من ذلك عنا. أنظروا الى ليبرمان وستروننا: كيف حدث ان ارتفع هذا الرجل الى أعلى، هذا شيء غير مفهوم، غير مفهوم. أو ربما يكون كذلك في الحقيقة.