تقرير محللون :كونفدرالية مع الأردن خطوة إيجابية و لكن بعد التحرر

الساعة 04:19 م|15 ديسمبر 2012

رام الله

اثارت التصريحات التي تناقلتها و سائل الإعلام مؤخرا، بوصفها صادرة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حول الكونفدالية مع الاردن الكثير من الرفض و الانتقادات.

 

و كانت صحيفة القدس العربي نقلت طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس من عدد من القياديين في حركة فتح الإستعداد جيدا لمرحلة وشيكة يمكن أن تنتقل فيها الدولة الفلسطينية الجديدة إلى مناقشة مشروع الكونفدرالية مع الأردن ومع أطراف أخرى في المجتمع الدولي.

 

ونقل سياسيون أردنيون عن عباس قوله لنخبة من القيادات الفلسطينية بأن الدولة الفلسطينية بعد الإعتراف الدولي الأخير بها لا تملك خيارا للبقاء والصمود والإستمرار إلا عبر التعاون مع الأردن في صيغة علاقة متماسكة وصلبة مشيرا لضرورة التحرك في اليوم التالي لإنقضاء فترة المهلة القانونية الدولية.

 

ياسر العمورية استاذ القانون الدولي في جامعة بيرزيت قال ان هذا الخيار ليس بالجديد و قد طرح ما بين الاردن و منظمة التحرير الفلسطينية عام 1985 و سمي بمشروع" الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية.

 

و أشار العمورية إلى أن الحديث عن كونفدرالية الأن لا يستوى و خاصة أن الكنفدرالية تتم بين دولتين مستقلتين بشكل كامل، فلا من الاستقلال في البداية ثم الحديث عن الكنفدرالية، بمعنى أن هذا الخيار لن يكون بديلا عن الاستقلال.

 

و قال العمورية أن الكونفدرالية لا تعني انهاء الشخصية القانونية للدولة، و لا انصهار دولتين، بل تحتفظ كل دولة بكامل سيادتها الداخلي و الخارجي، من التمثيل الدبلوماسي و سن القوانين التشريعيات و الجنسية مستقلة وقوات الامن.

 

وفوائد الكونفدرالية هنا، كما يقول العمورية هو وجود هيئة مشتركة للتنسيق القضايا و المصالح المشتركة بمستوى أعلى من التمثيلي الدبلوماسي العادي، فالكنفدرالية كفكرة قانونية تقوم ما بين الدول التي تربطها علاقات أكثر من مميزة، سواء اجتماعية سياسية و اقتصادية، و هو ما ينطبق على فلسطين و الاردن.

 

من جهته يقول المحلل السياسي خليل شاهين أن لا جدية في طرح الموضوع الأن فالموقف الفلسطيني من منه واضح و خاصة عند الحديث عن كنفدرالية.

 

و اعتبر شاهين أن الهدف من إثارة الموضوع الأن هو الأشارة إلى ضمانات لبقاء الدولة على قيد الحياة و لا سيما أمام من يشكك في قدرة الدولة الناشئة، و لكن طرح القضية لا يعني شيئا على الإطلاق.

 

و قال شاهين أن هذه التصريحات ما هي إلا فقاعات إعلامية و خاصة في ظل عدم وجود أيه خطط على الاجندة التفاوضية للقيادة.

 

بالاضافة إلى ذلك، يعتقد شاهين أن هذه التصريحات و في هذا الوقت الذي أستفذت السلطة خيارتها التفاوضية الهدف منها الاشارة الى المصير المشترك الذي يجمع الاردن و فلسطين و التهديدات المشتركة  التي تواجه الطرفين.

 

وحول الجدل و الرفض الكبير الذي اثارته هذه التسريبات قال شاهين أن هناك جيل من الشباب لم يواكب مجمل الحلول السياسية فهذا الطرح تم الحديث عنه في العام 1985 بين المنظمة و الاردن، و هو أمر مؤجل بقرار من منظمة التحرير و بموافقة كافة الفصائل و الأحزاب إلى ما بعد التحرر، و لا خوف منه و لا يتعارض من سيادة الطرفين.

 

و أشار شاهين إلى أن هذه التصريحات الهدف منها أيضا الأشارة الى المصير المشترك بين الاردن و فلسطين و خاصة في ظل تنامي المخاطر الصهيونية و الاستيطان.

 

 و قال شاهين:" اعتقد ان العلاقة بين البلدين لا بد أن تتطور في المرحلة المقبلة وتوحيد الرؤى بين الجانبين و اعادة صياغة التنسيق بما يتلائم مع الخصوصة الاردنية الفلسطينية".