خبر هل تتجه الضفة نحو الانفجار بعد حرب غزة؟

الساعة 06:20 ص|15 ديسمبر 2012

وكالات

تشهد الضفة الغربية منذ الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة تغييراً واضحاً في المزاج الشعبي والسياسي الفلسطيني يرافقه تزايد ملحوظ في توجه الجيش الإسرائيلي، الذي خفف تعليمات اطلاق النار لجنوده، وبدأ استعدادات واضحة لمواجهة اي تحرك فلسطيني محتمل في الضفة، مستخدماً السلاح بقوة في قمع تظاهرات جرت في مدينة الخليل ومناطق أخرى في الضفة أثناء الحرب الأخيرة وبعدها، ما أدى الى سقوط ثلاث شهداء، اثنان منهم في مدينة الخليل.

وشكلت الحرب على غزة نقطة تحول في توجهات الرأي العام الفلسطيني الذي بات يرى في نموذج غزة القائم على المزاوجة بين السلطة والمقاومة نموذجاً أفضل لمواجهة اسرائيل من النموذج السائد في الضفة والقائم على الحكم والمفاوضات والتعاون الأمني.

ويرى كثيرون في الضفة وقطاع غزة على السواء أن «حماس» نجحت في كسر قواعد العلاقة مع اسرائيل خلال وجودها في الحكم، اذ رفضت التزام الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل والتي لم تلزمها الدولة العبرية من الأصل، وتحدت الارادة الاسرائيلية عبر تطوير السلاح ومراكمته، وردت على الهجمات الاسرائيلية بهجمات صاروخية طاولت العمق الاسرائيلي.

كما طاولت تأثيرات نتائج الحرب ودروسها أيضا حركة «فتح» والعاملين في السلطة، خصوصا في أجهزتها الأمنية الذين يرون ضرورة تغيير اسس العلاقة مع اسرائيل. وقال مسؤول أمني رفيع لـ «الحياة» ان السلطة بدأت تعمل على تغيير العلاقة مع الجانب الاسرائيلي منذ اليوم الأول لحصولها على مكانة عضو مراقب في الأمم المتحدة. وأضاف: «قمنا اخيرا بمنع دوريات الاحتلال من دخول مدينتي طولكرم وجنين، ووجه احد رجال الأمن الفلسطيني لكمة الى جندي اسرائيلي في مدينة الخليل، نحن نتجه الى منع السلطات الاسرائيلية من العمل في اراضي الدولة الفلسطينية». وتابع: «سنعمل على تغيير قواعد العلاقة رويداً رويداً، لكننا لا نريد تفجير الوضع».

وسمحت السلطة الفلسطينية لحركة «حماس» للمرة الأولى منذ خمس سنوات بالخروج في مسيرات واقامة مهرجانات في الضفة. وقال المسؤول الأمني إن هذه رسالة الى الجانب الاسرائيلي الذي يريد للسلطة أن تكون أداة لحفظ أمنه. وأضاف: «نحن أصحاب مشروع وطني هو اقامة الدولة، وقمنا بتوفير الأمن طيلة السنوات الماضية من أجل تهيئة الأجواء لإقامة مفاوضات تؤدي إلى تحقيق الدولة، لكن عندما تبيّن لنا أن إسرائيل لا تريد منحنا الدولة، وتريد استغلال الأمن الذي توفره السلطة من اجل مواصلة الاستيطان، فإنه حتماً ستكون لنا كلمة أخرى».

ويسعى قادة «حماس» في الضفة إلى استغلال الأوضاع الجديدة الناشئة بعد الحرب في إعادة بناء الحركة التي تعرضت الى سلسلة ضربات متلاحقة من السلطة أدت الى شل قدرتها على العمل. وقال مسؤول رفيع في الحركة في الضفة إن حركته ستعمل على التعاون مع «فتح» لتعزيز المقاومة الشعبية.

لكن ناشطين شبان في «حماس» يقولون ان المقاومة المسلحة، خصوصا ضد الاستيطان، ستكون عنوان العمل في المرحلة المقبلة. وقال شاب في الثلاثين من عمره أثناء مشاركته في مهرجان «حماس» في رام الله أمس: «تجربة غزة أثبتت أن المقاومة المسلحة هي القادرة على التأثير على الجانب الإسرائيلي وليس المقاومة السلمية والشعبية». وأضاف: «عدونا يأخذ الأرض، ولن يوقفه شيء سوى القوة».

ويتوقع المراقبون أن يعطي خروج «حماس»إلى العمل العلني من جديد زخماً كبيراً للمناسبات الوطنية المقبلة، مثل «يوم الارض» و «يوم الاسير» وذكرى النكبة والنكسة وغيرها، خصوصاً أن الحركة تمتلك قدرة على تحريك أعداد كبيرة من المتظاهرين.