خبر انتفاضة ثالثة على الباب.. يديعوت

الساعة 10:26 ص|14 ديسمبر 2012

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: أصبحت شروط انتفاضة ثالثة في الضفة ناضجة تنتظر ثقابا لكن الجهات الامنية الاسرائيلية تشعر بأن المستوى السياسي الاسرائيلي عاجز عن ابطال عمل هذه القنبلة الموقوتة - المصدر).

ان شروط انفجار انتفاضة اخرى في الضفة الغربية ناضجة، وكل ما هو مطلوب الآن الزناد الذي يشعل الارض – هذا هو افتراض العمل الموضوع في أساس النقاشات التي تتم في الآونة الأخيرة في جهاز الأمن ومنها نقاش مركزي لهذا الشأن أجراه رئيس هيئة الاركان قبل نحو من اسبوعين.

وتقرر نتيجة ذلك سلسلة تغييرات – غير دراماتية في هذه الاثناء – في أنماط عمل قيادة المركز. تبدأ بتغييرات تكتيكية في تقديرات الجيش لمواجهة اخلالات جماعية بالنظام وتنتهي الى اعداد احتياطيات لوضع يحدث فيه تدهور يوجب تحويل امدادات الى يهودا والسامرة. وبعبارة اخرى يستعد الجيش مع قوة أكبر مما كانت في الماضي وقدر أكبر من الوسائل لتفريق المظاهرات ليخنق كل اخلال بالنظام في مهده.

ويوجد في المقابل الآن حصر لجهد تجميع المعلومات الاستخبارية – للجيش و"للشباك" ايضا – لا فيما يتعلق بتنظيمات الارهاب فقط بل لمتابعة المزاج العام في الضفة الذي يشهد على انفجار. وكذلك تُجري جهات رفيعة المستوى في قيادة المركز حوارا مع قادة اجهزة أمن السلطة الفلسطينية. وتبين أنهم منذ زمن اعتادوا ألا يجهدوا أنفسهم أو ألا يصلوا الى أحداث اخلال بالنظام ويُمكّنون – بخلاف الماضي – من انتشار أحداث الشغب. فاذا لم تكفِ هذه الخطوات لصد موجة عدم الهدوء التي تجري في الاسابيع الاخيرة على يهودا والسامرة فهناك ايضا خطة لتعزيز القوات في غضون زمن قصير.

بدأت التطورات السلبية في الضفة قبل عملية "عمود السحاب" ببضعة اشهر وكان ذلك في الأساس بسبب رفع اسعار الغذاء والمحروقات في الضفة. حاولت السلطة في البداية منع الاحتكاك باسرائيل لكن أحداث الشغب تحولت سريعا جدا (بمساعدة السلطة وتوجيهها) على اسرائيل التي عُرضت على أنها المسؤولة عن الوضع الاقتصادي الصعب.

لم يغب نصيب أنصار حماس عن ذلك ايضا، فحماس ومنظمات معارضة لفتح كالجهاد الاسلامي تجدد بناها التحتية في الضفة. وقد انتقلت حماس التي تشعر بأن وضعها جيد في غزة الى المرحلة الثانية من خطة سيطرتها على م.ت.ف وانشأت جهازا يُركز جهدا لاعادة البنية التحتية الاجتماعية – السياسية – الاقتصادية – "الدعوة" – الى الضفة.

وفي مقابل ذلك بدأت ذراع حماس العسكرية تستعمل خلايا عسكرية في الضفة ولا سيما في منطقتي نابلس والخليل. وأصبحت هذه البنى التحتية – التي يحاربها "الشباك" والجيش الاسرائيلي بالاعتقالات ووقف تهريب الاموال – تؤتي أُكلها على الارض وهي التي تقف من وراء بعض حالات الاخلال بالنظام التي نراها الآن في الضفة.

في اثناء عملية "عمود السحاب" وجهت حماس من غزة رجالها في الضفة الى زيادة النشاط الارهابي حتى يصبح انتفاضة شاملة عن قصد الى تعويق قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة. وفي هذه الفترة ارتفع عدد الأحداث العنيفة في الضفة بنسبة 300 في المائة وكانت تشمل بث ألغام. ان قدرة حماس على تنظيم موجة عنف محدودة لكن الحماسة ما زالت تغذي العنف على الارض.

ليس ما يبرز جدا هو عدد الأحداث المرتفع فقط بل الجرأة ايضا، فعلى سبيل المثال أغلق فلسطينيون يحملون أعلام فتح وحماس والجبهة الشعبية الشارع 443 أكثر من مرة. وهم ببساطة يقولون للسائقين ان الشارع يمر بمنطقة محتلة ولهذا يغلقونه. وهذه ظاهرة جديدة نسبيا تعززت بعد الاعتراف الذي حصلت عليه السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة، وهي تنشيء منذ ذلك الحين على الارض علامات دولة ذات سيادة.

يشجع مسار المصالحة بين السلطة وحماس – برغم انه ما يزال في مرحلة غير متقدمة – يشجع العنف على اسرائيل لأن السلطة كفت عن العمل على مقاومة البنى التحتية لـ "دعوة" حماس التي هي الوقود الذي ينشيء الارهاب الحماسي. ولم تعد تصادر اموالا ولا تغلق "جمعيات خيرية"، ويوجب ذلك على الجيش الاسرائيلي ان يعود الى اعتقالات أكبر مما كانت في الماضي.

ان الارض ناضجة للانفجار. لكن يوجد بين الجهات المختصة التي تواجه الفلسطينيين شعور بأنه لا يوجد عشية الانتخابات في المستوى السياسي في اسرائيل من يتخذ قرارات تتعلق بفك القنبلة المتكتكة اليوم في الضفة.