خبر عباس يطالب الفلسطينيين بالإستعداد لمرحلة « الكونفدرالية » مع الاردن

الساعة 12:43 م|13 ديسمبر 2012

(القدس العربي)

طلب رئيس السلطة محمود عباس "ابو مازن" من عدد من القياديين في حركة فتح الاستعداد جيدا لمرحلة وشيكة يمكن أن تنتقل فيها الدولة الفلسطينية الجديدة إلى مناقشة مشروع الكونفدرالية مع الأردن ومع أطراف أخرى في المجتمع الدولي.

وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أن أوساط محددة في دائرة القرار الفلسطيني تلقت توجيهات من عباس بتزويد مكاتب الرئاسة بتقارير إستراتيجية مفصلة حول أفضل الطرق لقيادة مفاوضات محتملة مع الأردن تحت عنوان إحياء المشروع الكونفدرالي.

وأضافت الصحيفة أن عباس عقد اجتماعا خاصا مساء الأحد الماضي مع سبع شخصيات قيادية فلسطينية لها حضور قوي في حركة فتح وجهاز السلطة الفلسطينية وتم الحرص على أن يبقى هذا الإجتماع مغلقا.

وفي هذا الاجتماع طلب عباس من الذين إجتمع معهم تحضير أنفسهم لمرحلة وشيكة قد تتضمن الانتقال السريع لمشروع التوافق الكونفدرالي مع الدولة الأردنية ، مشيرا إلى أن هذا المشروع في طريقة للفلسطينيين وبقوة على حد تعبيره.

ونقل مصدر مطلع عن عباس قوله بأن" مشروع الكونفدرالية قادم قريبا ولابد من التجهز له في ضوء المصالح الوطنية الفلسطينية العليا مشيرا لضرورة التحرك مباشرة بهذا الاتجاه وتحديدا في اليوم التالي لانقضاء فترة 60 يوما على مضي قرار الأمم المتحدة الأخيرة بخصوص الدولة الفلسطينية التي تتمتع بصفة مراقب في المجتمع الدولي .

ووفقا لخبراء لا تصبح قرارات الجمعية العمومية نافذة بموجب نظام الأمم المتحدة إلا بعد مضي 60 يوما على اتخاذها الأمر الذي نبه له عباس في الاجتماع المشار إليه رغم عدم صدور أي بيانات رسمية حول هذا الموضوع في عمان أو رام ألله.

وتشير أوساط دبلوماسية متابعة إلى أن البحث المباشر في ملف مستقبل العلاقة بين الدولة الفلسطينية والأردن سيبدأ بعد يوم21 من شهر شباط المقبل مما يعزز القناعة بأن المطلوب انقضاء فترة الستين يوما حتى يصبح القرار الدولي ساري المفعول.

ولا يمكن القول أن هذه المعلومات رسمية بصورة دقيقة لكنها متداولة على نطاق ضيق في أروقة القرار الأردنية التي باشرت بدورها بالتفكير باستئناف عملية المفاوضات والسلام والمقترحات الدولية الخاصة بوضع المنطقة في مرحلة ما بعد الدولة الفلسطينية العضو في الأمم المتحدة بصفة مراقب.

ونقل عن عباس قوله أن لديه تفاصيل ومعلومات حول مشروع الكونفدرالية المتسارع وسيجري مشاورات مفصلة حوله مع الأطر القيادية الفلسطينية في وقت لاحق وهو موضوع قد يتم مناقشته في اجتماع للمجلس المركزي مساء بعد غد السبت.

ونقل سياسيون أردنيون عن عباس قوله لنخبة من القيادات الفلسطينية بأن الدولة الفلسطينية بعد الاعتراف الدولي الأخير بها لا تملك خيارا للبقاء والصمود والاستمرار إلا عبر التعاون مع الأردن في صيغة علاقة متماسكة وصلبة مشيرا لضرورة التحرك في اليوم التالي لانقضاء فترة المهلة القانونية الدولية.

وألمح عباس إلى انه تحدث بشكل سريع ومقتضب مع العاهل الأردني حول المشروع على هامش زيارة الثاني لرام ألله مؤخرا ووعد من إلتقاهم بأن يدلي بتوضيحات وشروحات لاحقا مشيرا إلى أن الأمور مبشرة.

وقال سياسيون:" أن الرئيس عباس يتقاطع مع الأردن في أنه يشتكي من تجاهل المحور السعودي- القطري التركي له وللدولة الجديدة مقابل التركيز فقط على دعم حركة حماس وهو تقاطع من المرجح أنه شكل نقطة تقاطع وتفاهم منتجة سياسيا بين الزعيمين الأردني والفلسطيني".
وفي عمان كان الملك عبدلله الثاني قد اعتبر في جلسات حوارية داخلية أن زيارته الأخيرة لرام ألله حصلت لدعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين معتبرا أنها الرد الأنسب على دعاة الوطن البديل في بلاده.

وبشكل متسارع زاد العاهل الأردني مؤخرا في عمان من حواراته ولقاءاته مع نخب مثقفة يسارية وأخرى وطنية ترفض بشدة مشروع الكونفدرالية مع الدولة الفلسطينية الجديدة.

وعلمت "القدس العربي" أن الملك تجنب التعليق في أحد هذه اللقاءات على أراء تحذره من المضي قدما في مشروع الكونفدرالية في الوقت الذي نقل فيه نشطاء يساريون عن الملك قوله لهم بأنه ضد المشروع الكونفدرالي.

وحصل ذلك على هامش تأكيد العاهل الأردني في لقائين عقدهما مؤخرا مع نخب يبسارية على أنه يساري عندما يتعلق الأمر بالصحة والبيئة والتعليم والمرأة.