تقرير عوض المبعد لغزة.. « محمد ولد واستشهد ولم أره وبشرني بالتحرير » !!

الساعة 10:28 ص|13 ديسمبر 2012

غزة (خاص)

لم يكد يخبو لهيب نور شموعه التي أضاءها احتفالاً بعيد ميلاده حتى أطفأت نيران جندية حاقدة من قوات الاحتلال جذوة شبابه دون دعوة مسبقة، لتبرهن الصهيونية أنها صاحبة قانون "الحريق الحاقد" الذي لا يكاد يترك عائلة إلا وبها الم ومعاناة وجرح .. إنه الشهيد (محمد السلايمة).

لم تكتف قوات الاحتلال باعتقال شقيقه وإبعاده عن أهله في الخليل إلى قطاع غزة لتزيد من معاناة أهله باقتناصها لـ (محمد).

 مراسل وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية" حاور أخيه المحرر المبعد (عوض) في اللحظات الأولى التي أستشهد فيها (محمد) والتي بدأها بالحمد ونهاها بالثناء على الله لاصطفاء أخيه.

لم أرى أخي !!

عوض يقول "تلقيت نبأ استشهاد أخي الأصغر (محمد) كأي إنسان مسلم محتسب واثق ومطمئن لقضاء الله وقدره وبثبات الرجال لأن هذا الطريق الصحيح والطريق السليم للمضي نحو الجنة والسبيل للوصول لتحرير كامل تراب فلسطين واحتسبه شهيداً ولا نزكي على الله أحدا".

وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا على الشهيد السلايمة ستة رصاصات بالرأس إثر اشتباههم به، مؤكدين انه لم يكن هناك أي مواجهات.

وتوافد مئات الغزيين والأسرى المحررين إلى المنزل الذي يقطن به أخ الشهيد المبعد إلى القطاع لحظة استشهاد (محمد) في ساعات متأخرة من ليلة أمس الأربعاء للوقوف إلى الموقف الجلل.

 وكان المحرر (عوض) قد قتل جنديًا وطعن آخرين بالسلاح الأبيض وهو فتى في17 من عمره وسجن على إثرها 18 عاماَ وأبعد ضمن صفقة وفاء الأحرار لقطاع غزة الذي يعيش فيها وقد تزوج من بنت عمومته التي تعيش في القطاع.

 ويوضح المحرر عوض أن أخيه ولد وأستشهد وهو لم يراه إلا عبر قضبان السجون فيقول:"محمد ولد وأنا كنت معتقل لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي وها هو يستشهد وأنا مبعد عن أهالي بالخليل ولم أره ولم المسه طيلة حياتي فلا أقول ألا حسبنا الله ونعم الوكيل".

 عوض والذي دخلت عليه أمه السجن وهي تحمل وليد أمس وشهيد اليوم وهو ما أفرحه حتى انه قال حينها :"الحمد لله صار لي أخو يدافع عني".

 عند ميلاد (محمد) يقول أخيه المحرر :"كانت بالفعل لحظة فارقة في تاريخ المعتقل حيث لم تكن تدخل في قلبي الفرحة إلاالقليل وهو ما جعل حياتي بالاعتقال تملأها البهجة بميلاده".

رجل التفاؤل

المكلوم عوض تحدث بكلمات جامعة حول سيرة أخيه الشهيدة محمد فقال :"(محمد) يبلغ من العمر 17 عاماً ولد في مدينة الخليل ويغلب عليه طابع التدين، مهذب، وقور، مطيع لوالديه بشكل كبير، غيور على عرضه وأرضه ووطنه، محب للمقاومة، لديه كاريزما خاصة بين أقرانائه".

 وأهم ما كان يميز الشهيد (محمد) التفاؤل وعلو الهمة والأمل فكان كثيراً من خلف قضبان المعتقل ما  يُصبٍرُ أخيه (عوض) قائلاً "شدة وبكرة تزول، والله لتطلع من السجن وبكرة ... السجن للرجال،... ياليتني مثلك أسير".

 وعند خروج  أخيه (عوض) من السجن وإبعاده إلى قطاع غزة قام بإجراء مكالمة هاتفية فيه قائلاً له :"أنا قلت لك أن ستخرج وها أنت تخرج والحمد لله".

 "أشد دليل على تدين (محمد) وحبه لوطنه هو صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) حيث تشير جميع المنشورات على أخلاقه وإسلامية فكره" قال (عوض).

 ويشير عوض إلى أن الاحتلال يتعمد إلى إلهاب الجراحات الفلسطينية بكل ما أؤتي من قوة وحقد وعنفوان "فها هم يحرموني من أخي ولم أراه وقتلوه وهو بمصادفة يوم عيد ميلاد في جريمة بشعة بحجج واهية لتبرير جرائمهم".

الاحتلال يكذب

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي زعمت أن الشهيد (محمد) كان يحمل السلاح بوجه جنودهم وهو ما نفاه المحرر (عوض) قائلاً :"الاحتلال دائماً يختلق ذرائع واهية لمهاجمة الفلسطينيين كما الحال بقطاع غزة"..,وبتنهيدة عميقة بعد صمت طويل أخذ (عوض) يتذكر علقت بذاكرته قام بها الشهيد فكانت منها مقولة –قال انه لن ينساها- "نفسي نعيش كأي أشخاص بالعالم كأي عائلة مستقرة بلا تشرد وألم وسجون".

 وحصد شهيدنا (محمد) العديد من المدليات الرياضية والأوسمة لإجادته رياضة "الجمباز" التي كانت يعشقها حتى وصل بها مراحل متقدمة.