خبر معركة صد- معاريف

الساعة 09:13 ص|12 ديسمبر 2012

معركة صد- معاريف

بقلم: نداف هعتسني

        (المضمون: حان الوقت لتلقين ابو مازن وعصبته الدرس أيضا، على أن يكون أكثر جذرية. يجب أن نصلح الخطأ التاريخي الفتاك الذي يسمى اتفاقات اوسلو والحرص على رحيل سلطة الارهاب التي استوردناها الى هنا من العالم فلا تبادر بعد اليوم الى الحروب ضدنا - المصدر).

        من تابع مؤخرا التصريحات والخطوات للسلطة الشريكة بقيادة محمود عباس ما كان يمكنه ألا يشعر بإحساس المعروف وغير المحبب بعشية الحرب. الخطابات، الاصطلاحات، النبرات، البث الاذاعي والافعال تذكر جدا بالايام التي سبقت ايلول 2000 – الموعد الذي قرر فيه ياسر عرفات بانه حان الوقت للمبادرة الى حرب مع اسرائيل وثنيها نهائيا.

        لتلك الحرب اُعطي عن عمد اسم مخفف: "الانتفاضة الثانية"، وكما تبدو الامور الان، يبادر مواصل طريق ياسر عرفات ويتصدر حربا جديدة بالضبط لذات اسباب معلمه وسيده. تحليل عباس، مثلما كان تحليل عرفات في حينه، يؤدي الى الاستنتاج بانه فقط بواسطة الحرب يمكن تغيير ميزان القوى. والنية هي لخلق فوضى وهزمنا عقليا، في ظل استخدام العاطفين على الفلسطينيين من بيننا والضغط الدولي.

        لقد بدأ عرفات الحرب بعد شهرين من عرض ايهود باراك عليه في كامب ديفيد انسحابا الى الخط الاخضر. وقد اخترع ذريعة حجيج اريئيل شارون الى الحرم وبدأ بالاضطرابات وبالعمليات الفظيعة. ويستخدم عباس وهم الدولة الفلسطينية كي يدعي بان من الان فصاعدا كل شيء مسموح له، للمبادرة الى مواجهات مسلحة ونيل التأييد الدولي.

        لقد باتت وسائل الاعلام الرسمية الفلسطينية منذ الان مليئة بالنبرات الجديدة لابو مازن والمحيطين به. والنبرة العامة استفزازية: "ايها الاسرائيليون، طيروا من هنا، اخرجوا من دولتنا". والتعابير عن هذا الخط يمكن أن نراها في المناطق، في الخليل مثلا، عندما هاجم لابسو بزات ابو مازن قبل اسبوع جنودا اسرائيليين قاموا بجولة اعتيادية. ووجه الجنود الفلسطينيون من فوق لمحاولة تثبيت حقائق جديدة من الانبعاث على الارض. ويترافق مع خط الدعاية الجديد صوت من التهديدات بهجوم مسلح من جانب كبار المسؤولين في ساحة رام الله، مثل جبريل الرجوب وعباس زكي.

        والى جانب ذلك تؤكد وسائل الاعلام التابعة لابو مازن الدعوة الى العمليات والعنف. وهي لم تعد تكتفي بنفي الصلة بين الشعب اليهودي و "فلسطين" في ظل الترويج للعودة الى عكا، يافا وعسقلان، بل وتعظم التأييد لقتل اليهود. هكذا مثلا، بعد يومين من أحداث الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة بث الراديو الفلسطيني اغنية تدعو الى العمليات الانتحارية ضدنا بكلمات: "بالمتفجرات تحزمنا واعتمدنا على الله، الى الامام ايها الرجال على طريق المجد".

        نوع معين من الصحفيين والمحللين الاسرائيليين يسارع الى تفهم الارهابيين من رام الله ويزودهم منذ الان بحجة الغيبة بدعوى ان هذا يأس شعبي يوشك على الانفجار. ولكن مثلما في حرب 2000 لم يكن الهجوم شعبيا ولم ينبع من اليأس، هذه المرة ايضا كل شيء متزامن ويقوده متلقو الرواتب لدى ابو مازن. فالاضطرابات في الشارع، مثل العمليات، كلها من مصنع من يتلقوا أموال الضرائب منا والسلاح من دول العالم.

        مفهوم أن مخربي فتح تتحداهم انجازات حماس. وهم ينظرون بعيون تعبة الى من قصف مدن اسرائيل وبقي كاملا. هم أيضا يريدون المشاركة بالقصف وبالاهانة لم يتوقف ابدا عن أن يكون العدو الصهيوني، في نظرهم.

        عرفات، كما هو معروف خسر في نهاية اليوم كل الصندوق تقريبا، بعد أن توقف التعطل الاسرائيلي في اذار 2002 في أعقاب جداول الدم التي لا تنتهي والتي أدت الى حملة "السور الواقي". اما الان فقد حان الوقت لتلقين ابو مازن وعصبته الدرس أيضا، ولكن هذه المرة ينبغي للدرس أن يكون أكثر جذرية. يجب أن نصلح الخطأ التاريخي الفتاك الذي يسمى اتفاقات اوسلو والحرص على رحيل سلطة الارهاب التي استوردناها الى هنا من العالم فلا تبادر بعد اليوم الى الحروب ضدنا.