خبر أحزاب محكوم عليها بالفناء- هآرتس

الساعة 09:31 ص|11 ديسمبر 2012

 

بقلم: موشيه آرنس

كان سام غولدوين المخرج الهوليوودي الكبير هو الذي قال هذه الجملة المشهورة: "لا تُجرِ تنبؤات ولا سيما ما يتعلق منها بالمستقبل".

ولا أتجرأ على التنبؤ بنتائج الانتخابات القريبة، وأنا مستعد فقط لأن أُخمن أنها لن تكون مختلفة كثيرا عن المعطيات التي تنشر في استطلاعات الرأي. لكنني مستعد للمخاطرة والتنبؤ بنتائج الانتخابات في مستقبل أبعد.

ان الاحزاب التي تنشأ سريعا وتظهر فجأة في سماء السياسة ستختفي من المشهد كما اختفى رافي برئاسة دافيد بن غوريون، وداش برئاسة يغئال يادين، وحزب المركز برئاسة اسحق مردخاي وامنون لبكين شاحك ودان مريدور، و"شينوي" يوسف لبيد، و"كديما" برئاسة اريئيل شارون واهود اولمرت. وسيكون هذا هو مصير "الحركة" لتسيبي لفني و"يش عتيد" ليئير لبيد. ففضلا عن ان هذه الاحزاب مثل سابقاتها عديمة الجذور لأنها تعتمد على جذب مؤقت لاوساط معينة – فان قائمة القائمة المرقعة التي تحصي مرشحيها والتي ألفها "زعيم" الحزب، تُظهرها مثل نجم عابر في سماء السياسة الاسرائيلية.

ان هذه الاحزاب محكوم عليها بالفناء ايضا وإن كانت قوائمها للكنيست مشحونة بذوي العلم ممن يستطيع بعضهم ان ينسب الى نفسه عملا عاما ممتازا لكنهم يطلبون لأنفسهم اختصار الطريق الى مقعد في الكنيست بالتفاف على المسار الديمقراطي بواسطة تعيين من "الزعيم". وفي واقع الامر فان الليكود وحزب العمل وميرتس وحداش فقط تنتخب مرشحيها باجراءات ديمقراطية سوّية. لكن ليست الاحزاب التي نشأت في الآونة الأخيرة – الحركة ويش عتيد – هي فقط التي تختار ممثليها للكنيست على يد زعيم الحزب أو جسم من "الحكماء"، فاسرائيل بيتنا وشاس وأغودات يسرائيل تسلك كذلك.

اذا استثنينا أغودات يسرائيل وهي مجموعة مقطوعة عن الواقع من حاخامين وشباب معاهد دينية من الاشكنازيين المفرطي الحريدية الذين يعارضون بشدة كل حداثة، والذي قد يستمر سنين كثيرة اخرى – فان ايام الطريقة غير الديمقراطية التي تستعملها اسرائيل بيتنا وشاس معدودة كما يبدو. كم سنة بعد سيظل مصوتو شاس الذين هم جزء مهم من المجتمع الاسرائيلي مستعدين للتسليم للحيل هناك في القيادة العليا التي يُنتخب بها مرشحو الحزب للكنيست؟ منذ ايام مجدها في انتخابات 1999 حينما فازت بـ 17 مقعدا في الكنيست، انخفضت شاس الى 11 مقعدا ومن المؤكد انه يتوقع استمرار الانخفاض.

اسرائيل بيتنا قصة مختلفة. فهذا الحزب يُدبر أموره شخص واحد ينتخب مرشحيه للكنيست كما يهوى. ويبدو ان لا أحد يؤمن في الحقيقة بأن "اللجنة التنظيمية" التي شكرها افيغدور ليبرمان شكرا كبيرا لصوغ قائمة الحزب للكنيست، مسؤولة حقا عن اختيار المرشحين. فالقرارات كانت قراراته. ويصعب ان نُصدق ان يكون مصوتون كثيرون مستعدين للتسليم في السنين القادمة ايضا لسلطة فرد كهذه تعمل بخلاف جميع التقاليد والقيم الديمقراطية. بل قد يتبين لفريق من "النجوم" الذين ضمهم الى القائمة في مرحلة ما ان الجو في حزب الفرد هذا خانق شيئا ما. فليس هذا حزبا مع وعد بالمستقبل.

قد يكون ليبرمان نفسه عالما بهذا التوجه، وقد يكون هذا سبب "احتضانه" لليكود "احتضان الدب". ولا يفهم أحد لماذا وافق حزب ديمقراطي مثل الليكود ذو جذور عميقة بين الناخبين على الامتزاج بحزب شخص واحد. فهذا الامتزاج قد يكلفه اصوات ناخبين. وستكون خسارتها على حساب مرشحي الليكود للكنيست. وليس هذا زواجا قد يدوم زمنا طويلا.