تقرير « مشعل » يدفع باتجاه المصالحة الفلسطينية وشكوك في التنفيذ

الساعة 09:04 ص|11 ديسمبر 2012

وكالات أ ش أ

أحيت زيارة خالد  مشعل  رئيس المكتب السياسي لحركة حماس  لغزة الأمل  لدى الفلسطينيين في إنهاء انقسامهم السياسي المتواصل منذ عام 2007 ما بين  الضفة الغربية والقطاع ،بعد أن ملوا الاتفاقات التي توقع  ولا تطبق على ارض الواقع.

واختتم مشعل ووفد قادة حماس في الخارج زيارتهم  للقطاع مساء أمس والتي امتدت أربعة أيام ووصفتها حركة حماس بالتاريخية.

 وعقد مشعل خلال زيارته تلك التي حظي خلالها باستقبال غير مسبوق ثماني  لقاءات علنية "بح صوته "خلالها ، وكان المطلب  الملح  من فلسطينيي غزة وقيادات الفصائل هو   ضرورة  تطبيق المصالحة.

وأكد مشعل أكثر من مرة  حرصه الشديد على تنفيذ بنود  المصالحة وشدد على انه " آن الأوان  لطي صفحة الانقسام واعدا بالسير على طريق المصالحة الفلسطينية ومعه قادة حماس في  الداخل والخارج.

وكشف  عن لقاء قريب "لم يحدده "سيعقد في القاهرة بين قادة الفصائل برعاية مصرية لتنفيذ بنود المصالحة فيما  توقع  قيادي بحركة حماس في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط  المصرية الرسمية أن يعقد هذا اللقاء  أوائل شهر يناير المقبل.

 ووقعت عدة اتفاقات للمصالحة ،كان أحدثها  في فبراير 2012  بالدوحة  لتشكيل حكومة توافق ،سبقها  اتفاق القاهرة في مايو عام 2011 ، ووقع أول اتفاق  في فبراير عام 2007 في مكة المكرمة .

وحمل مشعل وبشده على الانقسام ، ووصفه  بأنه مرفوض دينا وعقلا ،مستنكرا وجود حكومتين في الاراضى الفلسطينية "حكومة بغزة وأخرى في الضفة" 

وأعرب  الدكتور  رباح مهنا مسئول  ملف المصالحة المجتمعية في  المصالحة الفلسطينية " أعقد ملفاتها " عن عدم تفاؤله بان يترجم كلام مشعل على ارض الواقع .

 وأوضح مهنا في تعقيب  لوكالة أنباء الشرق الأوسط  أن مشعل في احد خطاباته رفع سقف مطالب حماس ، مثل حديثه عن برنامج سياسي موحد يستند إلى المقاومة المسلحة والجهاد ،وهو ما يتعارض مع برنامج فتح الذي يقوم على  المقاومة الشعبية.

وأكد مشعل خلال مهرجان انطلاقة حماس "مستعدون للتوافق السياسي الفلسطيني  على برامج سياسي يقوم على الثوابت الفلسطينية  والمقاومة ،فقد جربنا المفاوضات  ولم ننجح لذلك نريد البحث عن خيارات مفتوحة نراهن فيها على المقاومة التي ستظل العمود الفقري لبرامجنا.

وأعرب الدكتور  رباح مهنا  مسئول  ملف المصالحة المجتمعية    عن اعتقاده بالا يلقى كلام مشعل عن خيار المقاومة شرطا لبرنامج سياسي فلسطيني واحد قبولا لدى الرئيس محمود عباس الذي أكد في الأمم المتحدة مؤخرا تمسكه بالمقاومة الشعبية.

 وقال مهنا  إن زيارة مشعل بهذا الحجم وانتصار المقاومة بغزة وما تلاها من زيارات متتالية لوفود عربية  كبيرة  للتهنئة  رفع معنويات  قادة حماس  بغزة ،ما قد يؤدى إلى تمسكهم بالحكومة في غزة .

وتابع" كلام  مشعل  عن المصالحة جاء معبرا إلى حد ما عن المطلب  الشعبي ،معربا عن أملة في تنفيذ  ذلك وألا تتحقق شكوكه "

وتوقع المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أسعد أبو شرخ البطء في تطبيق المصالحة ، إلا انه رأى أن الأمور بشكل عام تتجه إيجابا بعد  زيارة مشعل وسيتم تفكيك الانقسام الفلسطيني ولن يعود بشكله الحالي.

وأضاف  أبو شرخ أن زيارة مشعل لغزة بتسهيلات مصرية يؤكد حرص القاهرة على وحدة الصف الفلسطيني ما قد يؤدى إلى تحقيق ذلك .

ورأى أن الرئيس محمود عباس سيسعى جديا لإنهاء الانقسام وتوحيد الشعب الفلسطيني ،خاصة وان إسرائيل وأمريكا لم تعطيه شيئا ، داعيا الى دعم عربي واسع للسلطة ضد اى محاولة ابتزاز ا لعباس.

ولفت أبو شرخ إلى تأييد قيادات كبرى في حركة حماس "مشعل وهنيه " لخطوة توجه السلطة نحو الأمم المتحدة بعد معارضة وانتقادات عنيفة ، بخلاف تقارب ملحوظ بين الحركتين مؤخرا.

وسمحت السلطة في الضفة لحركة حماس أمس بإقامة مهرجان انطلاقتها ،كما أعلنت فتح عزمها إقامة مهرجان انطلاقتها في غزة المقرر في أول يناير المقبل لأول مرة منذ سيطرة حماس على القطاع بالقوة المسلحة في  منتصف 2007.

أما الدكتور فايز ابو عيطة المتحدث باسم حركة فتح بغزة فقال  لوكالة أنباء الشرق الأوسط تعليقا على تأكيد  مشعل التمسك ببرنامج المقاومة ، انه بالحوار  من الممكن أن تصل الحركتين إلى برنامج يقوم على قواسم مشتركة.

واعتبر  حديث مشعل عن المصالحة يدلل على  وجود مؤشرات قوية لديه في تحقيق ذلك ،مضيفا أن حركته لديها الجدية أيضا في تحقيق ذلك التي تدرك أهميتها لصالح الشعب الفلسطيني للتفرغ لمواجهة الاحتلال.

وأعلن الرئيس عباس قبل يومين أن هناك أرضية للمصالحة واتفاقات موجودة  تحتاج فقط إلى التنفيذ، وأهم نقطة فيها هي إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.