خبر حماس.. محطات فارقة بعد ربع قرن ..حمزة إسماعيل أبو شنب

الساعة 07:39 ص|11 ديسمبر 2012

تعيش حركة المقاومة الإسلامية حماس ذكرى تأسيسها الخامسة والعشرون وهي تحقق إنجازاً مقاوماً بعد أن تمكنت من تغيير قواعد اللعبة مع الاحتلال في العدوان الأخير على غزة، حققت فيه نجاحاً شكَّل لها دافعاً قوياً على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية، توَّجَه كسر القيود والحصار بزيارة تاريخية لرئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، هي الأولى لقطاع غزة وأصبحت الحركة محط أنظار العالم الخارجي كافة .

 

لقد عاشت حماس خلال ربع قرن من عمرها محطات هامة جعلتها تشكل حضوراً قوياً ولافتاً، ويمكن تقسيم الربع قرن إلى أربع محطات شكلت التحوُّل الكبير فيها، ولعل المحطة الأولى كانت تتمثل فيما تسميه حماس ضربة 89، وهي حملة الاعتقالات التي شملت معظم القيادات التنظيمية على كافة مستويات الحركة بعد اختطاف جنديين من جيش الاحتلال في عام 1989 أي بعد عامين على إعلان التأسيس، ونجحت حماس في استيعاب الحملة عليها كونها مؤسسة منظمة مسبقاً تحت إطار الإخوان المسلمين، وشكلت لها حضوراً نضالياً على صعيد العمل الوطني الميداني والتفاعلي مع أحداث انتفاضة الحجارة مما رفع أسهمها لدى الشارع الفلسطيني وشجَّع الشباب على الالتفاف حولها.

 

المحطة الثانية تمثلت في عملية الإبعاد لأكثر من 400 من القيادات إلى جنوب لبنان عام 1992 حيث شكلت العملية منعطفاً هاماً في حضور الحركة على الصعيد الإعلامي العربي الدولي، ولأول مرة طُرِح اسم حماس على ملف مجلس الأمن عندما تمكن المبعدون من الصمود والعيش في خيام على الحدود اللبنانية ورفضوا دخول لبنان حتى أجبروا الاحتلال على إغلاق ملف الإبعاد وعاد المبعدون إلى ديرهم .

 

المحطة الثالثة والتي جاءت بعد اتفاق أوسلو الذي رفضته حماس، ففي عام 1996 نفذت الحركة سلسلة عمليات داخل إسرائيل، ردًا على اغتيال المهندس يحيى عياش القائد البارز في كتائب "عز الدين القسام", وتلاها مؤتمر شرم الشيخ بحضور دولي كبير على رأسهم الرئيس الأمريكي بل كلينتون  وتم خلاله تصنيف الحركة على أنها "منظمة إرهابية" وأصبحت ملاحقة ماليًا وسياسيًا، كما جرت حملة اعتقالات واسعة لعناصرها, تبعها إغلاق مكاتب الحركة في الأردن وطرد القيادات مما أدى إلى خلخلة الحركة بشكل كبير، وكانت هذه المحطة من أصعب المحطات على حماس قبل أن تنجح في إعادة البناء وتقود انتفاضة الأقصى وتقدم الصف الأول من قياداتها شهداء .

 

المحطة الرابعة خوضها عام 2006 الانتخابات التشريعية بعد قرارها الانخراط في العملية السياسية ببرنامج المقاومة، ما أدى إلى حصادها أعلى الأصوات الفلسطينية بعد فشل برنامج التسوية مع الاحتلال، وشكلت الحكومة العاشرة وما تبعها من أحداث داخلية عام 2007 و الحرب عام  2008 ، توجتها بصفقة وفاء الأحرار مع الاحتلال بعد التبادل مع الجندي جلعاد شاليط  والنجاح في العدوان الأخير على غزة .

 

هذه المحطات من أبرز المنعطفات التي مرت بها الحركة بين الانحصار والانتشار، إلا أنها بعد ربع قرن نجحت في الحفاظ على ثوابتها وتكيفت مع الظروف التي مرت بها وتأقلمت وتعاملت معها بمرونة، فطرحت الهدنة الطويلة مع الاحتلال كحل جزئي بدولة على حدود 67، كما حافظت الحركة على برنامج المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة وإعادة الزخم للبعد العربي والإسلامي لقضية فلسطين، كما تمكنت الحركة رغم الظروف المختلفة التي لاحقتها من المحافظة على وحدتها ولم تشهد انشقاقات، إلا أن حماس ما تزال تواجه عقبات في الاتصالات الخارجية الدولية رغم أنها نجحت في فرض نفسها كمعادلة مهمة في الواقع الفلسطيني .