خبر لأول مرة منذ الانقسام.. حماس تحتفل بالضفة وفتح بغزة بانطلاقتهما

الساعة 01:13 م|10 ديسمبر 2012

غزة

في ظل الأجواء التي تبعث التفاؤل على قرب تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بعد أن وقفت الفصائل الفلسطينية جنباً إلى جنب في مواجهة العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، ومشاركة حركة فتح في انطلاقة حركة حماس الـ 25 في قطاع غزة وبث هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله فعاليات انطلاقة حماس مباشرة، وبوادر حسن النية التي أبدتها الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة في السماح لكوادر من قطاع غزة بالعودة للقطاع وإفراجها عن المعتقلين على خلفية الانقسام، تستعد الحركتان في سابقة هي الأولى منذ بدء الانقسام على الاحتفال بانطلاقتهما كل في المنطقة الممنوعة لهما سابقاً، فتح في قطاع غزة، وحركة حماس في الضفة الغربية.

من جهتها أعلنت حركة فتح في قطاع غزة اليوم الاثنين، أنها تجرى حاليا تحضيراتها النهائية لإحياء الذكرى الـ48 لانطلاقها والتي ستقام بمدينة غزة تحت عنوان "الدولة والانتصار" في أول يناير المقبل، وهذه هي المرة الأولى التي ستحتفل فيها فتح بهذه المناسبة بعد منع حركة حماس التي سيطرت على القطاع منتصف عام 2007، أي فعاليات جماهيرية في القطاع لحركة فتح بحجج وذرائع أمنية.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور فيصل أبو شهلا "إن الأجواء الإيجابية للمصالحة التي تسود قطاع غزة حاليا شجعت على ذلك، مشيراً إلى أن وفدا من حركته شارك في انطلاقة حماس الـ 25، يوم السبت الماضي"، وتابع "سنوجه دعوة رسمية لقيادات حركة (حماس) للمشاركة في مهرجان انطلاقة فتح، كما ستوجه دعوة لكافة الفصائل الوطنية، باعتبار أن انطلاقة حركة (فتح) هي انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة".

من جانبه، قال القيادي في حركة فتح بقطاع غزة يحيى رباح "إن حركة فتح كانت ممنوعة منذ خمس سنوات من إقامة أية فعاليات في قطاع غزة سواء احتفالا بذكرى انطلاقها أو إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وكان آخر احتفال لانطلاقة فتح قد عقد عام 2007، وحدثت مصادمات خلفت عددا من القتلى وعشرات الإصابات، بعدها حظرت حماس إقامة أية مهرجانات مفتوحة لحركة فتح، وتشهد العلاقات بين حركتي فتح وحماس هذه الأيام تقاربا ملموسا خاصة بعد قيام الأخيرة بالسماح لنحو 12 كادرا من فتح بالعودة للقطاع من الذين غادروا منتصف عام 2007.

فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس في محافظتي الخليل ونابلس بالضفة المحتلة لأوسع مشاركة في الفعاليات التي ستُنظم يومي الخميس والجمعة في المحافظتين، احتفالاً بذكرى الانطلاقة الخامسة والعشرين للحركة .

ففي محافظة نابلس، أعلنت حماس أنّ الفعالية ستُنظم تحت عنوان "حجارة السجيل"، وستبدأ بعد صلاة عصر الخميس بمسيرةٍ حاشدةٍ ستنطلق من مسجد النصر نحو دوار الشهداء، حيث سيكون هناك مهرجان خطابي حاشد، تُلقى فيه الكلمات وسيشارك فيه مختلف القوى والفصائل.

وفي محافظة الخليل، أعلنت الحركة عن تنظيمها فعاليةً للإنطلاقة يوم الجمعة القادم ستبدأ بمسيرةٍ حاشدةٍ ستنطلق من مسجد الحرس بعد صلاة الجمعة، باتجاه دوار ابن رشد وسط المدينة، حيث سيكون التجمع وسيُنظم مهرجان خطابي تلقى فيها كلمات المشاركين.

و في بيان لها وصل فلسطين اليوم، أكّدت الحركة في دعوتها على أنّ الاحتفال بإنطلاقة حماس هو تجديدٌ للعهد مع الشهداء والأسرى والجرحى، وتأكيدٌ على ثوابت شعبنا التي لا حياد عنها، ومبايعةٌ للمقاومة التي وحّدت الشعب الفلسطيني و أثلجت صدره.

و تعتبر هذه المرة الأولى التي تحتفل فيها حركة حماس بذكرى الانطلاقة بمهرجانات رسمية في الضفة الغربية منذ أحداث الإنقسام في العام 2007، حيث سمحت أجهزة السلطة رسميا، بحسب مصادر خاصة من حماس، بإقامة هذه الاحتفالات.

ففي جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله نظمت الحركة مهرجانا طلابيا ضخما بمناسبة الانطلاقة، حضره عدد من ممثلي الحركات و الأحزاب الفلسطينية، حيث رفعت الرايات و الإعلام الحركة و هتف المشاركون باسم الكتائب و قادة القسام.

و في كلمه للنائب الحمساوي المبعد من القدس الى رام الله محمد أبو طير قال أن النصر في غزة جاء بعد إعداد شاق و تحضير و تجهيز، فهو لم يأت من فراغ و إنما من خلال عملية بناء شاقة و جهد بشري و هم يتوكلون على الله".

و تابع أبو طير مخاطبا الحضور:" من سبقكم في جيل التأسيس كانوا نماذج و هم من صبروا على المنحة و الانتماء و المطلوب منكم أن تعيدوا لهؤلاء القوم الأنفاس الطائرة مجدها... يا شباب و شابات الضفة الغربية، لا بد من صبر و مثابرة و تحدي من أجل أن يبقى البناء شامخا".

و قال أبو طير أن كل من يظن أن الضفة الغربية روضتها و سيطروا عليها خاطئ، فهيهات أن تروض الضفة التي خرجت أسودا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

و أشار أبو طير إلى أن انطلاقة حركة حماس العام الفائت كانت بعد نصر كبير للمقاومة و التي استطاعت إبرام صفقة وفاء الأحرار و إطلاق سراح الأسرى، و في هذا العام تأتي بعد نصر المقاومة في القطاع.

و أقيم الحفل بحضور حاشد من أهالي الشهداء الاستشهاديين و أسرى من القسام الذين رفعوا صور أحمد ياسين و الرنتيسي و يحيى عياش و محمود أبو هنود و الاستشهادي ضياء الطويل و الأسير القسامي عبد الله البرغوثي و إبراهيم أبو حامد و غيرهم.