خبر الجيش الاسرائيلي يستعد للمواجهة منذ الان... معاريف

الساعة 12:13 م|09 ديسمبر 2012

بقلم: عمير ربابورت

(المضمون: بدأ ابو مازن يلقي خطابات يتكرر فيها "الكفاح الشعبي" ببروز. وقرب اليه جبريل الرجوب، الذي بدأ ينظم نشاطات احتجاجية ضد الاحتلال، تعبر عن استراتيجية الرئيس. وعلى خلفية كل هذه تكاثرت احداث الارهاب الشعبي في المناطق في الفترة الاخيرة - المصدر).

الهجوم الجماهيري على دورية مقاتلي الناحل في الخليل قبل نهاية الاسبوع الماضي ليس اشارة تحذير اخرى من امكانية ان تبدأ الارض في يهودا والسامرة بالاشتعال: فعمليا يدور الحديث عن تعبير آخر عن أن سنوات الهدوء شبه المطلق قد وصلت منذ الان الى نهايتها.

أخطر من هذا الهجوم هو الحقيقة التي انكشفت هنا لاول مرة – قوات الامن الفلسطينية توقفت عن العمل بشكل عملي ضد بنى الارهاب في حماس في الايام الاخيرة. في الجيش الاسرائيلي يقرأون الصورة ويبدأون بالاستعداد لامكانية أن تشتعل جولة عنف ذات مغزى في يهودا والسامرة في اثناء الربع الاول من العام 2013.

كي نفهم الى أي مدى يدور الحديث هنا عن تغيير استراتيجي في الوضع، يجب العودة الى عدة سنوات الى الوراء. عمليا، بدأ الارهاب في يهودا والسامرة يضمحل منذ منتصف العقد الماضي كنتيجة لحملة "السور الواقي" والنشاط الثابت للجيش الاسرائيلي والمخابرات الاسرائيلية في قلب القصبات ومخيمات اللاجئين الفلسطينية. وابتداء من العام 2008 ساد في المناطق هدوء شبه مطلق. وساهم في ذلك تعزيز قوات الامن الفلسطينية، بدعم من الولايات المتحدة واسرائيل، والتعليمات الواضحة من أبو مازن وقادة السلطة – اختيار الطريق السياسي كسبيل لتحقيق دولة فلسطينية على حساب طريق الكفاح. واكثر من أي شيء آخر ساهمت في التعاون بين قوات الامن الاسرائيلية والفلسطينية سيطرة حماس في قطاع غزة: العدو المشترك ربط بين اسرائيل ورجال فتح بنسغ قوي على نحو خاص.

ولا تزال المصلحة المشتركة للقتال ضد حماس سارية المفعول، ولكن في هذه الاثناء تغيرت عدة امور. خيبة أمل الجمهور الفلسطيني من أن الطريق السياسي لن يؤدي الى اقامة دولة عمليا، أدت بابو مازن الى طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية في 29 تشرين الثاني الفلسطيني، خلافا لموقف الولايات المتحدة واسرائيل (وسبع دول اخرى فقط عارضت الخطوة). وبالتوازي، بدأ ابو مازن يلقي خطابات يتكرر فيها "الكفاح الشعبي" ببروز. وقد قرب اليه في الاسابيع الاخيرة جبريل الرجوب، الذي بالتوازي مع منصبه كرئيس للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بدأ ينظم نشاطات احتجاجية ضد الاحتلال، تعبر عن استراتيجية الرئيس. وعلى خلفية كل هذه تكاثرت احداث الارهاب الشعبي في المناطق في الفترة الاخيرة.

للتطورات الاخيرة توجد أيضا صلة مباشرة بحملة "عمود السحاب": نحن يمكننا أن نقول لانفسنا مرة لا تحصى ان حماس تلقت "ضربة قاسية" وأنه تحققت الاهداف التكتيكية للحملة. من ناحية الاغلبية المطلقة من الجمهور الفلسطيني، فان حماس انتصرت وبقوة. فقد حققت اهدافا مثل الغاء (القاطع الفاصل بمسافة 300 متر غربي الجدار، الذي يحيط بقطاع غزة والذي منعت اسرائيل الدخول اليه منذ رصاص مصبوب). وأزالت جزئيا الحصار الاقتصادي من خلال اطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية في اسرائيل. حالة النشوى حول وصول خالد مشعل الى احتفالات الذكرى السنوي  الـ 25 لتأسيس المنظمة جسدت فقط قوة المنظمة بعد الحملة.

من جهة اخرى، فتح، في يهودا والسامرة ايضا، في ضائقة. فالجمهور الغفير يدعو قوات الامن الفلسطينية الى وقف التعاون مع اسرائيل. وقريبا سيزداد الضغط فقط، بدعوى أنه يجب تحقيق اعتراف الامم المتحدة بفلسطين بصفتها الدولة الـ 194 العضو فيها.

قرار قوات الامن الفلسطينية وقف العمل ضد حماس في الايام الاخيرة ليس رسميا، ولكنه يتحقق عمليا. وهو يجد تعبيره منذ الان في وقف الاعتقالات بحق نشطاء الارهاب (الجيش الاسرائيلي من جهته يواصل العمل ضد الارهاب، كل الوقت وفي كل مكان). من جهة اخرى، حررت حماس في غزة من سجونها رجال فتح. والخلفية هي محادثات المصالحة بين فتح وحماس، التي ستأتي على حساب التعاون الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.

في السطر الاخير، في الجيش والمخابرات الاسرائيلية يقدرون منذ الان بان في يهودا والسامرة بدأت فترة جديدة. الى اي مدى سيزداد العنف في المناطق؟ هل نحن في بداية انتفاة ثالثة؟ ليس بهذه السرعة، ولكن الجيش الاسرائيلي بدأ منذ الان يبلور خططا عملياتية وخططا تدريبية نحو امكانية أن يواصل العنف في يهودا والسامرة التصاعد في الاسابيع والاشهر القادمة. الهدف سيكون ابقاء جبهة يهودا والسامرة على أكبر قدر ممكن من الهامشية من الناحية الامنية، ولكن هذا ليس منوطا بنا فقط.