خبر السلام يبتعد.. يديعوت

الساعة 12:13 م|09 ديسمبر 2012

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: مشعل ورفاقه يدفنون أحلام السلام، ولكن يجب دوما أن نتذكر بان "السلام يصنع مع الاعداء"، ومع حماس أيضا تحدثنا مؤخرا، وان كان بشكل غير مباشر  - المصدر).

كانت أزمنة، قبل سنين، اعتبرت فيها خطابات حكام مصر "حدثا تأسيسيا". العالم، كما كان متبعا في حينه كتابته في وسائل الاعلام، درج على أن "يحبس انفاسه". الجميع كان ينتظر الخطاب. وفي شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي كان هناك ضباط اختصوا في كتابة الخطابات مسبقا. وقبل وقت طويل من وقوف الطغاة المصريون امام الميكروفونات، درج الضباط في شعبة الاستخبارات على رفع مسودات خطاباتهم لرؤساء دائرة البحوث وشعبة الاستخبارات. والنتيجة، في معظم الحالات، كانت ممتعة. فقد كان ضباط البحث في شعبة الاستخبارات يصيبون الهدف ويخمنون مضمون الخطاب واسلوبه.

هكذا ايضا كان يمكن أمس التصرف مع خطاب زعيم حماس خالد مشعل. فأقواله الحادة والفظة جدا ضد دولة اسرائيل كانت متوقعة، وكل نتيجة اخرى كانت مثابة مفاجأة. ومع ذلك، فاننا نوصي جدا التعاطي مع الاقوال القاسية على لسان زعيم حماس كما هي. فلا بد انه هو ورفاقه يقصدون كل كلمة، وعندما يقول "فلسطين لنا ولن نعترف باسرائيل" او "سنحرر فلسطين شبرا شبرا" فواجب قادة الدولة أن يتعاطوا مع هذه الاقوال كتهديد حقيقي. امس في غزة ابتعد السلام عن حدود اسرائيل مسافة ما اخرى.

في الحالة التي امامنا، فان اقواله تتطابق مع الاجواء التي سيطرت على المجال الاسلامي في منطقتنا حيث يسيطر "الاخوان المسلمون" على كل دولة ومنظمة.

ولعله كان مجال لصافرة تهدئة لو أن مشعل اكتفى بالقول: "لن نعترف بشرعية الاحتلال". لقد سبق أن كان مسلمون أهم منه قالوا ذلك. ولكن في سياق أقواله قال: "لن نعترف باسرائيل أبدا" ودعا الفلسطينيين الى مواصلة طريق المقاومة، الجهاد والشهادة في غزة وفي الضفة الغربية. لقد ترك محبي السلام على انواعهم بأياد فارغة، مؤقتا على الاقل.

مشعل، الذي هو مدين بحياته للطب الاسرائيلي الذي نقل الاكسير المضاد الى الاردن فأنقذ حياته عند محاولة اغتياله، كان أمس، كما كان متوقعا، عدوا شريرا ومريرا، حادا، فظا. ولكن ليس أقل من الاسرائيليين ينبغي اليوم لقادة السلطة الفلسطينية أن يقلقوا هم ايضا على وضعهم المادي وضمان حياتهم. لقد نثر مشعل تلميحات ضد قيادة فتح وطلب اعادة قادة السلطة الفلسطينية الى البنادق واستخدام السلاح الناري.

مشعل ورجال حماس هم العدو اللدود لاسرائيل، وينبغي الايمان والامل في أن مع حلول اليوم يزال عن الطريق. هذا لا يعني بالطبع أن خلفاءهم سيكونوا أفضل. مشعل ورفاقه يدفنون أحلام السلام، ولكن يجب دوما أن نتذكر بان "السلام يصنع مع الاعداء"، ومع حماس أيضا تحدثنا مؤخرا، وان كان بشكل غير مباشر. حقيقة أن جلعاد شليت، حر وسعيد، أشعل أمس شمعة اولى في الحانوكا يجب أن تعزى لاولئك الاسرائيليين الذين لم يترددوا في أن يتحدثوا بشكل مباشر مع حماس. القاعدة هي أنه عندما يتحدثون لا يطلقون النار. وسيأتي اليوم، وهو على ما يبدو ليس بعيدا، حين سنضطر الى الحديث مع مشعل ورفاقه. نحن، كلنا، لا نحب هذا، ولكن في الشرق الاوسط العاصف، "الحب" لا يندرج في وصفة السلام المحتملة مع الاعداء. مهما يكن من أمر، فان لـ يريف اوفينهايمر، الامين العام للسلام الان، يوجد الكثير من العمل.