خبر مشعل يُحدد الخطوط العريضة لـسياسة «حماس»

الساعة 07:30 ص|09 ديسمبر 2012

غزة

 

احتفلت حركة «حماس» أمس بمرور ربع قرن على انطلاقتها، بمهرجان حاشد أقامته في مدينة غزة. وتميزت الذكرى هذه السنة بمشاركة غير مسبوقة لقيادة الحركة في الخارج، ممثلة برئيس مكتبها السياسي خالد مشعل وأعضاء في المكتب، إضافة إلى ممثلين عن حركة «فتح»، ووفود عربية واسلامية ودولية، وحضور إعلامي كثيف.

وكان الاحتفال مناسبة لإعلان الخطوط العريضة لسياسة الحركة في المرحلة المقبلة، والتي حددها مشعل في خطابه بإعطاء الأولوية للمصالحة الوطنية، متعهداً عدم الاعتراف بإسرائيل، أو التفريط بأي شبر من فلسطين، ورفض اي مشروع للتوطين او الوطن البديل.

وشهدت ساحة الكتيبة حيث أقيم المهرجان حشودا ًقدرت بنصف مليون شخص بدأوا بالتوافد على الساحة منذ ساعات الصباح الباكر للمشاركة في الاحتفال الذي اطلقت عليه تسمية «حجارة السجيل طريق التحرير» نسبة الى الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة والتي استهدفت خلالها المقاومة تل ابيب والقدس بصواريخ من طراز «ام 75».

وتوسط مجسم ضخم من هذا الطراز من الصواريخ منصة الاحتفال التي بدت خلفيتها بوابة عكا، في اشارة رمزية الى استهداف المدينة في اي مواجهة مقبلة، وهو ما اكده مشعل عندما هتف أحد ناشطي الحركة «يا قسام عيد الكرة، أُضرب عكا هذه المرة»، فرد عليه بالقول: «ان شاء الله».

وألقى مشعل خطابا شاملاً ارتفعت فيه نبرة التشدد تجاه اسرائيل، اذ تعهد عدم الاعتراف بها وباحتلالها فلسطين مهما كلف الثمن، مؤكداً أن «فلسطين من نهرها الى بحرها، ومن شمالها الى جنوبها، أرضنا وحقنا ووطننا لن نتنازل عنها».

كما وجه رسائل الى اطراف عدة شكلت في مجموعها الخطوط العريضة لسياسة حركته، اذ خاطب قادة الفصائل بالدعوة الى التوافق على برنامج القواسم المشتركة من دون الخروج عن الثوابت التي حددها بـ «الارض والقدس وحق العودة والمقاومة، من دون تفريط في شبر من فلسطين او اعتراف بإسرائيل».

كما دعا الى اعادة النظر في المسار التفاوضي بل المراهنة على المقاومة. لكنه لم يغلق الابواب امام العمل الديبلوماسي، قائلا: «اذا وجد العالم طريقة ليست فيها مقاومة ودم تعيد لنا فلسطين والقدس والعودة وانهاء الاحتلال، فأهلا وسهلا». ودعا الى طي صفحة الانقسام وبناء الوحدة، مرحباً بالاحتكام الى صناديق الاقتراع، ومشددا على مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية.

ونفى التدخل في شؤون الدول الاخرى او التبعية لأي دولة، وقال: «لا نتمحور مع احد، ولسنا تبعاً لاحد، لم نكن في الماضي تبعاً لسورية وايران، واليوم لسنا تبعاً لمصر وقطر وتركيا». ووجه رسائل طمأنة الى دول عربية، خصوصا الاردن ولبنان، من خلال التشديد على انه «لا توطين ولا وطن بديل». كما طمأن المصريين بالقول انه «لا يحق لأي اعلامي او سياسي مصري ان يتحدث عن نوازع او اتهامات لفلسطينيين بنية الامتداد الى سيناء».

في غضون ذلك، قال الرئيس محمود عباس لدى مخاطبته الجالية الفلسطينية في قطر مساء أمس عقب وصوله للمشاركة في اجتماع لجنة المتابعة العربية الوزارية اليوم: «إننا بصدد اجراء اتصالات مع الشقيقة مصر. ورغم همومها، فإن صدرها مفتوح لنا في شأن المصالحة». ورأى أن «شروط المصالحة تكمن في اجراء الانتخابات (الرئاسية والمجلس الوطني) لنحتكم الى الديموقراطية»، مضيفا: «سنتحدث مع اخواننا في حماس ونتحاور في هذا الموضوع لانجاح الحوار». وأكد على اجراء «انتخابات شفافة نزيهة ومراقبة وبلجنة انتخابات مستقلة»، داعياً الى «تسجيل 300 الف شخص في غزة حتى يكون لهم حق الترشح والترشيح»، وقال: «فلنذهب الى الانتخابات لإنهاء الانقسام».

واعتبر حصول فلسطين على صفة مراقب في الامم المتحدة «سلاحاً لدينا» لأن «الأرض الفلسطينية باتت ارض دولة محتلة». واضاف: «فلسطين من دون القدس لن تكون دولة ولن نقبل ذلك»، لافتاً الى تعرضه الى ضغوط هائلة من دول كبرى حتى لا يذهب الى الأمم المتحدة. وانتقد اميركا التي كانت تدين النشاط الاستيطاني لكنها لا تفعل شيئا فيما الاستيطان مستمر، وقال: «انتهى الجهاد الأصغر وجاء الجهاد الأكبر»، مشيرا الى ان «اسرائيل وأميركا تفرضان علينا حصارا ليس جديدا، وقد تتخذان اجراءات تؤلمننا وشعبنا»، مؤكدا أن قرار التوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة «كان قراراً عربياً فلسطينياً». ودعا اسرائيل الى الخروج من الضفة الغربية «اذا ارادت أن تتعايش معنا».