خبر ايران تستعد لخوض حرب لامتماثلة

الساعة 04:13 م|07 ديسمبر 2012

وكالات

تزامنا مع الوجود العسكري الاميركي في المنطقة قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بتحويل مبدأ "حرب لا متماثلة" الى استراتيجيتها. وفي هذا النوع من الحروب تختلف التكتيكات عن الحروب الكلاسيكية، والجبهات ايضا غير معلومة.
وتطرقت مجلة "دير شبيغل" الالمانية الى استعدادات الجمهورية الاسلامية لخوض "حرب لا متماثلة"؛ وفي إطار هذه الاستراتيجية، تم تجهيز القوات البحرية الايرانية بغواصات وفرقاطات ومركبات حوامة جديدة.
ويتحدث تقرير المجلة عن فرقاطة اسمها "توندر" كفخر للقوات البحرية الايرانية. كما تتمكن المركبات الحوامة – هوفر كرافت - التي كانت القوات البحرية في عهد الشاه تمتلك عددا مستوردا منها، ان تنتقل من البحر الى البر وان تتقدم على الارض، وهي مجهزة بامكانيات اطلاق الصواريخ ومدرج للطيران.
القوات البحرية تعرض فرقاطة جديدة
علاوة على فرقاطة "توندر" عرضت القوات البحرية للجمهورية الاسلامية على الصحافيين في الاسبوع الماضي غواصة "الغدير" وهيكل لفرقاطة لإطلاق الصواريخ. واكد قائد القوات البحرية الادميرال حبيب الله سياري انه تم انتاج جميع هذه الاجهزة الجديدة في ايران، مضيفا ان ايران سجلت سابقة في إطار انتاج انظمة الدفاع البحري.
كما تحدث وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي عن "التطورات الكبيرة" لقوات البحرية الايرانية. وقالت "شبيغل اونلاين" انه لا توجد اي مبالغة في هذا الكلام وذلك نظرا لموقع القوات البحرية الايرانية. وكتب الخبير الاميركي في الشؤون الدفاعية انتوني كوردزمن في عام 2006 بعد الاعلان عن نتائج دراسة جديدة: "الى جانب عدد كبير من الزوارق الصغيرة، تملك القوات البحرية الايرانية 3 غواصات و3 فرقاطات و2 طرادات".
الامكانات القتالية الكبيرة للولايات المتحدة في الخليج
رغم الدعاية الواسعة بشأن امكانات القوات البحرية الايرانية، غير انها لا شيء امام القوة العسكرية الاميركية في الخليج. ويضم الاسطول الخامس الاميركي المنتشر مع 20 سفينة في شواطيء البحرين، حاملة طائرات مجهزة بسفن مرافقة وزوارق مدمرة عديدة.
يضاف الى ذلك، القيادة المركزية الاقليمية للولايات المتحدة المستقرة في قطر، حيث تستطيع مقاتلاتها ان تقلع خلال دقائق من قواعدها الجوية وتهرع الى مساعدة الاسطول البحري الاميركي، ولا تستطيع ايران ان تواجه هذه القوى باي حال من الاحوال.
كما ان للولايات المتحدة الاميركية معاهدات عسكرية مع معظم دول الخليج، وتُعد الكويت وقطر من اهم حلفائها خارج الحلف الاطلسي.
خطر اغلاق مضيق هرمز
ان اهم خطر على الغرب في حال هجوم الولايات المتحدة او اسرائيل على المنشآت النووية الايرانية هو ان تقوم الجمهورية الاسلامية بزرع الالغام في مضيق هرمز. اذ يتم نقل نحو خُمس النفط الذي يحتاجه العالم عبر مضيق هرمز، وسيجلب اغلاق هذا المضيق ولو لفترة قصيرة مشاكل كبيرة للاقتصاد العالمي.
وتطرح "اشبيغل اونلاين" السؤال التالي: هل تستطيع ايران، التي وهنت كثيرا اثر العقوبات ان تغلق مضيق هرمز؟ وتؤكد دراسات الخبير الاميركي في الشؤون الدفاعية أنتوني كوردزمن ان ايران كانت تملك في العام 2006 على الاقل الفي لغم بحري. ويقول المسوؤلون الايرانيون ان عدد الالغام البحرية الايرانية حاليا بين 3 – 5 الاف لغم بحري.
وتقول "اشبيغل اونلاين" ان ايران تملك ايضا اجهزة تشبه اجهزة "اي 52" الصينية التي تستطيع ان تستهدف من قاع البحر وبالصواريخ، السفن المتحركة. ولا تملك ايران الا اثنين او ثلاثة اجهزة حقيقية لزرع الالغام البحرية لكن لديها غواصات من طراز "كيلو" و "غدير" تستطيع حمل قنابل تحت البحر. لذا فان من الصعب ان تتكمن ايران من زرع الالغام في مضيق هرمز بالسرعة اللازمة.
الاستعداد للحرب اللا متماثلة
يبلغ عرض مضيق هرمز في بعض الامكنة 40 كلم وعمقها 80 مترا وهو المكان المناسب لزرع الالغام البحرية. اذ صرح قائد القوات البحرية الادميرال حبيب الله سياري قبل عام بان "اغلاق مضيق هرمز يُعد اسهل من شرب كأس ماء". وردا على هذه التهديدات زادت الولايات المتحدة هذا العام من عدد الزوارق الخاصة بإزالة الالغام من 4 الى 8، واقامت مركزا للعمليات العائمة في الخليج. وتستطيع الولايات المتحدة حاليا ان تقوم بإزالة الالغام من مضيق هرمز خلال ايام.
ووفقا لمبدأ الحرب اللامتماثلة، زادت قوات الحرس الثوري الايراني وبسرعة من عدد الزوارق السريعة. وقد تم تجهيز هذه الزوارق برشاشات وامكانيات خاصة باطلاق الصواريخ. فاذا تفاقمت الامور تستطيع هذه الزوارق ان تهاجم الزوارق الاميركية المزيلة للالغام.
وقد اعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي ان ايران ستستخدم فرقاطات "توندر" من اجل "الدفاع اللامتماثل". كما ان الحرس الثوري يملك عددا كبيرا من الصواريخ الصينية المضادة للسفن من طراز "دودة القز" التي تستطيع ان تستهدف من البر، الفرقاطات، بل والزوارق الصغيرة والسريعة.
وتقول "اشبيغل اونلاين": "ستجلب عمليات اغلاق مضيق هرمز لإيران خسائر فادحة لكنها تستطيع ان تؤخر من عمل الزوارق المزيلة للالغام، بل وتهدد امن ناقلات نفط الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة". فكل يوم من اغلاق مضيق هرمز سيدخل الاقتصاد العالمي في ركود اكبر.
احتمال تدير القوات البحرية الايرانية برمتها
وتقول "اشبيغل اونلاين" في ختام تحليلها، ان الزوارق الصغيرة والفرقاطات الايرانية، وفي اطار مبدأ الحرب اللا متماثلة، تستطيع ان تهاجم القواعد الاميركية في قطر والبحرين، بل وتعرّض امن الامارات للخطر. لكن سيتم تدمير القوات البحرية الايرانية عن بكرة ابيها وذلك بالرغم من كل تجهيزاتها في مثل هذه الحرب الشرسة.
وتنهي اسبوعية "اشبيغل" تحليلها بان اغلاق مضيق هرمز يُعد عملية انتحارية لإيران، لانها تكسب تقريبا كل ايراداتها بالعملة الصعبة من تصدير النفط، وفي حال اغلاق مضيق هرمز ستنقطع هذه الايرادات بسرعة. بل وستتضرر الصين ايضا كأهم دولة تدعم إيران حاليا. اذ تستورد جمهورية الصين الشعبية 50 في المئة من نفطها عن طريق الخليج