خبر مجلة أمريكية: عزلة « اسرائيل » في المجتمع الدولي تزداد يوماً بعد يوم

الساعة 03:07 م|07 ديسمبر 2012

القدس المحتلة

رأت مجلة ذي إيكونوميست الأمريكية أن قرارات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة أدت إلى عزل "إسرائيل" عن المجتمع الدولي.

 وقالت المجلة -في مستهل تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني إن "إسرائيل" نادرا ما عانت مثل هذه العزلة، مشيرة إلى أن "إسرائيل" وجدت نفسها قبل أسبوع بين عدد ضئيل جدا من المؤيدين لموقفها الخاص بالمطلب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة؛ حيث لم يقف إلى جوارها من الدول المؤثرة غير الولايات المتحدة وكندا والتشيك، وسط تخلي حلفاء آخرين عن دعمها إما بالموافقة على المطلب أو بالامتناع عن التصويت عليه.

واعتبرت المجلة أن إعلان الحكومة الإسرائيلية الأخير عن عزمها بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية بالضفة الغربية -حيث يأمل الفلسطينيون بناء دولتهم- بالإضافة إلى إعلانها كذلك حجب عائدات الضرائب عن السلطة الفلسطينية، كعقاب لها على حلم الحصول على اعتراف أممي دون موافقة مسبقة من "إسرائيل"، جاء بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فحتى الأمريكيين رفضوا هذا الإعلان عبر انتقاد وجهته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لنتنياهو.

وأشارت المجلة في السياق نفسه إلى موقف راحم إيمانويل، عمدة شيكاغو الذي كان يشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في فترة الولاية الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي كان معروفا بمناصرته المطلقة لإسرائيل؛ حيث اعتبر الإعلان الإسرائيلي بمثابة خيانة للصداقة الأمريكية.

 وقالت المجلة إنه من غير العسير تفهم أسباب هذا الجفاء الذي تشهده العلاقة بين "إسرائيل" وحلفائها الاعتياديين عند النظر إلى قراري الحكومة الإسرائيلية؛ فقرار حجب عائدات الضرائب ربما كان بمثابة عقاب مؤقت، وإن كان سيؤثر سلبا على حركة فتح بالضفة الغربية، لصالح منافسيهم من حركة حماس في غزة الذين لا يزالون منكرين لوجود دولة "إسرائيل"، إلا أن قرار بناء المستوطنات أبعد خطرا، ويعتبر السبب الرئيسي وراء تراجع المجتمع الدولي عن تعاطفه مع "إسرائيل"، نظرا لأنه يهدد بشكل مباشر قيام الدولة الفلسطينية المرجوة إذ يظهر عدم استعداد "إسرائيل" للتراجع عن الأرض مقابل السلام.

 واختتمت المجلة تعليقها بالقول إن الشجاعة تقتضي قيام حلفاء "إسرائيل" الحقيقيين ولا سيما الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذه المرة بإخبار "إسرائيل" بعض الحقائق الأساسية وهي أن التوسع الاستيطاني من شأنه تدمير عملية السلام ليس فقط لما يثيره هذا التوسع من غضب الفلسطينيين وجيرانهم من الديمقراطيات العربية الوليدة، ولكن لما ينطوي عليه من مخاطر على التوجهات الديموجرافية داخل "إسرائيل" نظرا لأن العرب يزداد تعدادهم على نحو أسرع من اليهود، ما يعني أن يصبح اليهود أقلية في ظل المقترح الإسرائيلي الخاص بقيام دولة واحدة تضم الإسرائيليين والفلسطينيين سويا.