خبر القواعد الجديدة.. معاريف

الساعة 10:56 ص|07 ديسمبر 2012

بقلم: أساف جبور

(المضمون: بعد سنوات من الهدوء النسبي في الضفة يبدو أن التطورات السياسية والامنية ستغير الوضع الحساس. زيارة الى رام الله وحديث مع الضميري والرجوب يشهدان على أن هناك ما يدعو الى القلق من ناحية اسرائيل – المصدر).

احتفالات الاستقبال لابو مازن الذي عاد الى الامم المتحدة في بداية الاسبوع جرت في المقاطعة. وفي السلطة بذلوا كل ما في وسعهم كي يمنعوا مشهد محرج من البقع التي قلت فيها الجموع في اثناء الاحتفالات التي جرت يوم الخميس الماضي بعد قرار الامم المتحدة، في ميدان الساعة.

النزعة الوطنية الفلسطينية التي حاول ابو مازن تطويرها وإن لم تكن تتطابق تماما مع الشارع، الا انه رغم ذلك يمكن بالتأكيد القول ان الاحداث الاخيرة على المستوى الامني – حملة "عمود السحاب" في غزة، وعلى المستوى السياسي – فلسطين كدولة مراقبة، أثرت على الوضع على الارض. وحسب معطيات المخابرات الاسرائيلية، ففي شهر تشرين الثاني كان ارتفاع كبير في الاحداث الامنية في يهودا والسامرة. رشق حجارة، زجاجات حارقة وعملية واحدة مُنعت قرب طولكرم، هي بلا شك شرارات اندلاع متجدد للعنف في يهودا والسامرة.

ويعارض الناطق بلسان أجهزة الامن الفلسطينية القول انه يوجد ارتفاع في احداث الاعمال التخريبية المعادية في يهودا والسامرة. ورغم المعطيات التي تعرض امامه، فان الجنرال عدنان الضميري يتهم قوات الامن الاسرائيلية بالتعاون مع المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين. "أنتم تنظرون كل الوقت الى معطيات الزجاجات الحارقة ورشق الحجارة من الفلسطينيين، وتتجاهلون تماما ما يفعله المستوطنون تجاهنا"، يقول متهما. "أنا شخصيا سافرت قرب يتسهار وهار براخا وتعرضت اربع مرات للحجارة ولكن  المخابرات الاسرائيلية لا تحصي هذه الحالات في سجلاتها. كما أن الحدث الاخير على طريق نابلس – طولكرم هو حدث كان يمكن أن ينتهي بشكل آخر تماما وليس بموت مواطن فلسطيني. لقد كانت هذه حادثة طرق، وعندكم فعلوا من هذا قصة كبرى وقالوا ان الفلسطيني كان مخربا. كان هذا شخصا بسيطا مع خمسة أطفال، يعمل في البناء والجيش الاسرائيلي قتله مجرد هكذا. هو لم يفعل شيئا، كانت حادثة طرق، ظنوا أنه مخرب وقتلوه. هذا واحد آخر من الاحداث التي تحصيها المخابرات الاسرائيلية".

سلام آمن

ويدعي الضميري بان الوضع الامني في المناطق التي توجد تحت سيطرته جيد جدا، ويشير بفخار الى أن أمن المواطن الفلسطيني أفضل بكثير من أمن الاسرائيلي. "معظم المشاكل والاحداث التي تتحدث عنها المخابرات الاسرائيلية تقع في المنطقة ج، حيث لا توجد سيطرة فلسطينية على هذه القرى، وأنا بصفتي أجهزة الامن لا يمكنني أن افعل شيئا في هذا الشأن. في أجهزة الامن الفلسطينية، نحن لا نسمح لاحد بحمل السلاح. وبودي أن اوضح – نحن لا نحافظ على أمن مواطني اسرائيل، وبالتأكيد ليس على اولئك الذين يوجدون في اراضينا. نحن نحافظ على أمن فلسطين ومواطني دولة فلسطين. وعليه، فمن أجل الحفاظ على مواطنينا، لا نسمح لاحد غير قوات الامن الفلسطينية بحمل السلام، هذا موقفنا".

ويوضح الضميري بان الاحداث السياسية الدولية الاخيرة، وتحول السلطة الفلسطينية الى دولة ستؤثر على التعاون الامني بين الجيش الاسرائيلي وقوات الامن الفلسطينية. "لا يوجد لنا الان مشكلة مع التعاون، ولكن في الجيش الاسرائيلي يجب ان يفهموا بانهم طالما يساعدون المستوطنين ويحمونهم في حرق الاشجار ورشق الحجارة، فانهم يمسون بالتعاون بيننا. دول العالم في الامم المتحدة اعترفت بدولة فلسطين في حدود 67. وعليه فمن ناحيتنا كل من يوجد داخل هذه الحدود – الجيش الاسرائيلي، الشرطة والمستوطنين، يمثلون الاحتلال. التعاون الامني سيتغير. آمل أن يتغير ايجابا. اذا اعترفت اسرائيل بدولة فلسطينية، فمن المؤكد أن يكون ايجابيا. اذا لم تعترف فانه يكون لا يزال هناك احتلال، ولهذا فان الفلسطينيين سيواصلون الكفاح ضده".

توقعوا ضررا

جبريل الرجوب، الذي كان رئيس أجهزة الامن في مناطق السلطة الفلسطينية، يعتقد هو ايضا بان الواقع تغير تماما. وهو يأمل أن تعترف دولة اسرائيل بذلك في أقرب وقت ممكن. "من يوم الخميس توجد قواعد جديدة في المنطقة. الان نحن دولة ويجدر باسرائيل ان تتعامل مع ذلك"، يقول. "توجد هنا فرصة ممتازة لاصلاح ما حصل في الماضي، والسير معا نحو واقع تكون فيه دولة فلسطين تعيش بسلام الى جانب دولة اسرائيل. ولكن الحكومة اليمينية المتطرفة الاجرامية، تدفع المنطقة باسرها مرة اخرى الى سفك الدماء. على حكومة اسرائيل أن تفكر اذا كانت تريد التعاطي معنا كجيران وأن تتخذ قرارا بترك اراضينا والعيش الى جانبنا بسلام، أم تريد البقاء في الاراضي المحتلة وأن تقاتل الشعب الفلسطيني الذي سيعيش هنا الى الابد".

وتناول الرجوب التعاون الامني بين اسرائيل واجهزة الامن الفلسطينية، ووصف المشكلة من ناحيته كالتالي: "منذ البداية كنت ولا أزال ملتزما بالمقاومة. ولكن بالتوازي أنا ملتزم بالسلام ايضا. ما لا يمكنني أن اطيقه هو زعرانكم في يتسهار وهار براخا. أعتقد أن في اسرائيل ايضا توجد معارضة لهذه الافعال التي تصم الدين اليهودي والثقافة اليهودية بالسواد. نحن نوجد في اتصال مع اخواننا في غزة، وفي نيتنا ان نتصرف كنظام مسؤول. لن نسمح أو نشجع مبادرة فيها سفك دماء من جانبنا، ليس لاننا نحب عدونا وعدوكم – المستوطنين – بل لاننا نريد للشعب في اسرائيل أن يفهم ويعرف بانهم هم الذين يحدثون المشاكل. من يعتقد انه من حقه أن يمس بالفلسطيني سيرى انه سيتلقى العقاب الذي يستحقه".

ورفض الرجوب ان يفصل ما هو العقاب، من سيفرضه وكيف، ولكنه قال فقط "نحن نواصل خط المقاومة الشعبية وبشكل هاديء. عليكم ان تفكروا وتبحثوا كيف تضعون حدا لزعرنتهم. لا تفكروا بانكم يمكنكم ان تقمعوا الشعب الفلسطيني بالقوة".

في حديث معه في مكاتب م.ت.ف المجاورة للمقاطعة، تحدث الرجوب عن الوحدة الفلسطينية مع حماس وعمن يرى أنه يمس بالفلسطينيين. "الادارة المدنية والمستوطنون كلهم محتلون. من ناحيتنا هم رموز العداء والكراهية. من ناحيتنا، الجندي الذي يقف في الحاجز ويحرمنا الحق الاساس في المرور في طريقنا، على ارضنا، هو نفس الشيء مثل المستوطن الذي يجلس على أرضنا. ابو مازن هو شريك شجاع ويؤمن برؤيا الدولتين للشعبين. حركة حماس هي الان جزء منا، وحماس هنا في الضفة الغربية لم تبادل الى اي فعل سفك دماء على مدى سنين، ليس بفضل الجيش والمخابرات الاسرائيلية، بل بفضل قرار استراتيجي اخلاقي وشجاع من قيادة حماس لفتح صفحة جديدة.