خبر التفسير الوحيد: مازوكية سياسية.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:53 ص|07 ديسمبر 2012


بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: برغم ان العالم كله تقريبا اجتمع على رأي معارضة سياسة اسرائيل الاستيطانية في E1 اتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارا سيزيد في عزلتها وتوحد العالم عليها فليس لهذا تفسير سوى انه مازوكية سياسية - المصدر).

قد أكون مخطئا. وقد تكون اسرائيل نتنياهو تمد يدها للسلام من غير ان تغمز مستعدة لانشاء دولة فلسطينية من غير شروط غير ممكنة، وقد يكون الفلسطينيون هم الذين يتهربون من التفاوض في السلام أبلغ تهرب.

وقد يكون العالم كله هازلا أما نحن خصوصا فلا. وقد تكون اسبانيا قد أيدت اقتراح الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة لأنها تحتاج الى دعم العرب في المنظمة كي تُنتخب عضوا غير دائمة في مجلس الامن قريبا. وقد تكون البرتغال وايطاليا استقر رأيهما على تأييد الفلسطينيين فقط لأنهما توقعتا مساعدة اقتصادية من الفرنسيين. وقد تكون فرنسا نفسها أيدت الاقتراح لأنها مهتمة اهتماما اقتصاديا بصلة بالدول العربية، وامتنعت بريطانيا لأنها لم تنسَ ما فعلنا بها في ايام الانتداب ولم تشأ المانيا ببساطة ان تبقى وحدها.

قد أكون مخطئا. وقد يكون بناء المستوطنات منذ كانت حرب الايام الستة أصح خطوة قمنا بها وانه لم يكن شيء أكثر عبقرية من انشاء المستوطنات والمدن في شبه جزيرة سيناء وهدمها جميعا، وانه لم يكن شيء أكثر حكمة من انشاء المستوطنات في قطاع غزة وهدمها بعد ذلك مع عدد من المستوطنات في الضفة الغربية هُدمت بصورة موازية.

قد يعزز مشروع الاستيطان الكبير في الضفة الغربية وهضبة الجولان سيطرتنا على هذين المكانين. وقد لا يكون العالم ببساطة مدركا ان هذه المستوطنات التي بُنيت في المناطق تُقدم عملا ممتازا لفلسطينيين كثيرين يسكنون المناطق وان الناس الذين يسكنونها من الجيل الاول والثاني والثالث جاءوا ليعمروا الارض القحط لا لسلب الاراضي وانهم مستعدون للعيش في سلام وود مع جيرانهم، ويحاول قليلون منهم فقط الاضرار بالمساجد واقتلاع اشجار الزيتون.

وقد يكون كل موضوع البناء في اراض خاصة في الضفة أمرا باطلا وان الحديث في الحقيقة عن فلسطينيين يبيعون المستوطنين اراضيهم بثمن باهظ ويختبئون وراء وسطاء ثم يزعمون بعد ذلك دفاعا عن أنفسهم بأنهم زوروا توقيعاتهم. وقد تكون حتى خطة البناء التي أُعلنت في المنطقة E1 خطوة حكيمة جدا لن تضر بالفلسطينيين ألبتة وترمي الى انشاء الصلة المناطقية بين القدس ومعاليه ادوميم التي هي قريبة جدا منها لكنها غير متصلة بها.

وقد لا يضر هذا الاتصال بالفلسطينيين وأنهم يستطيعون ان ينشئوا لهم أنفاقا تحت الارض للانتقال من الشمال الى الجنوب وبالعكس. وقد يكونون في أعماق قلوبهم سعداء بهذا البناء الكبير المخطط له الآن في المناطق لأن معناه بالنسبة اليهم هو العمل.

لكن توجد ايضا حقائق والحقيقة العددية هي ان الفلسطينيين نجحوا في البرهان على أن الموقف الاسرائيلي هو موقف قلة هامشية في هذا العالم. وان دولا تراها اسرائيل صديقاتها المقربة تصوت معارضة موقف حكومة اسرائيل وان الجميع يعلمون ان الولايات المتحدة في حكم اوباما ايضا كان يُفرحها ان تصوت مؤيدة للقرار الفلسطيني لولا التزامها لاسرائيل. وفي رد على عزلتنا يستقر رأي الحكومة على اتخاذ قرار يوحد العالم كله وفيه القلة التي امتنعت أو عارضت الاقتراح الفلسطيني – توحده علينا. ولا يمكن ان يكون تفسير ذلك سوى المازوكية السياسية.