خبر هيكل:السعودية لا تريد مساعدة مصر وهي معنية بفشل الثورة المصرية

الساعة 09:21 م|06 ديسمبر 2012

وكالات

قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إنه كانت هناك ضغوط دولية فاعلة على الأرض لصالح التيار الإسلامي، مشيرا إلى أن رؤية الولايات المتحدة منذ الخمسينيات كانت ترى أنه لا حل لهذه الدول سوى الدين، لأن الدين هو القاعدة التي يقوم عليه كل شيء.

وأضاف هيكل خلال حوار مع برنامج "هنا العاصمة" على فضائية "سي بي سي"، أذيع اليوم، وتم تسجيله منذ يومين: "جون فوستر دلس قال لي إن المبادئ التي تعيش عليها هي الموروث الديني وليس الديمقراطية"، مشيرا إلى أن دلس قال له: "إن مصر أكثر الدول في الشرق الأوسط اعتمادا على الموروث الديني، واستشهد بوجود الأزهر".

ونوه إلى أن ما يهم الولايات المتحدة في المنطقة هي الأقليات وقضية أمن إسرائيل، التي لم يتعرض لها أحد، مشددا على أن واشنطن لا تعبأ بأفكار الحريات وغيرها.

وشدد هيكل على أن نهج الولايات المتحدة هو ألا تصنع بمصر شيئا، وإنما تكتفي بأن توحي لك بتحريض كل الأطراف ضد بعضها البعض، لتفعل بنفسك أنت أكثر مما يتطلعون إليه.

وكشف أنه يعلم قدر السلطة، وأنها تفسد أي شخص، مستبعدا أن تكون هناك صفقة بين مرسي والمشير طنطاوي لخروج الأخير بشكل آمن.

قال محمد حسنين هيكل: "أذكى من في المشهد هو محمد حسني مبارك لأنه خرج بسرعة كبيرة"، مشيرا إلى أن مصر على مدى عهد مبارك تلقت ما يقارب من تريليون دولار مساعدات إنسانية.

ونوه إلى أن مصر كانت في مراكز النمو في العالم قبل نحو 30 عاما في المراتب بين 30 و31 و31 دولار، مشيرا إلى أن مصر على عهد مبارك أصبحت رقم 138 بين 144 دولة.

ونوه إلى أن ذلك يعني وجود فساد كبير لحد لا يمكن تحمله، مشيرا إلى أن وزير خارجية الهند كان يحسد مصر خلال لقاءاته من حجم المعونات التي تلقتها مصر.

وأوضح أن مصر تعرضت لعملية تزييف وبعد التزييف لتجريف في الموارد والمادية والبشرية، مشيرا إلى أن مصر بعد ذلك تحول للترييف بزحف الريف على المدينة.

وكشف أنه عندما سأل نهرو عن كيفية حل أزمات الهند أن هناك عشر سكان الهند أي ما يعادل ساعاتها 40 مليونا من إجمالي 500، قادرين على رفع المجتمع.

ولفت إلى أن نهرو أعرب عن مخاوفه من عدم قدرة النخبة على رفع باقي المواطنين، لأن ذلك يعني سقوط الباقي على النخبة "هيبططوهم"، مشيرا إلى أن مصر لم تفعل ذلك.

وتوجه هيكل إلى مرسي بالحديث قائلاً: "أنت يا سيدي صاحب الشرعية وأعتقد أن "ارحل" ليست تعني بالضروري الرحيل وإنما تعني التغيير"، معربا عن مخاوفه من أن يتسبب الدستور في تحويل الشرخ إلى فلق.

وكشف هيكل أن التصويت في الانتخابات الرئاسية كان أغرب ظواهر العالم لأن الغالبية العظمى التي صوتت لصالح المرشحين المتنافسين، كانت لرفض البعض لمرسي ورفض البعض لشفيق.

وتناول هيكل خلال حواره الاستهداف للإعلام، داعيا الدكتور مرسي لأن يقوموا بإحضار تقرير "نليسون"، والذي أعد لمراجعة الإعلام وتجاوزاته من خلال لجنة مستقلة.

وأكد أن وسائل الإعلام ليست بعيدة عن المصالح، مشيرا إلى أن ديفيد كاميرون قال إنه يؤثر ترك وسائل الإعلام لأن تصحح نفسها بنفسها وذلك رغم أن التقرير حدد أخطاء عديدة كان يمكن إصدار بموجبها قوانين لتحجيم هذه الأخطاء.

وتوقع هيكل أن تتعرض مصر لضغوط من المجتمع الدولي مشيرا إلى أن السعودية لا تريد مساعدة مصر لتفشل جميع الخيارات لكي يذهبوا لشعوبهم ليقولوا انظروا كيف فشلت ثورة مصر.

ودعا هيكل مرسي إلى إجراء مشاورات فورية مع القوى السياسية وخاصة الشبابية منها، مطالبا مرسي بوقف التوطر بإرجاء طرح الدستور للاستفتاء.

وأكد أن مرسي هو الرجل المؤتمن على هذا البلد وعليه ألا يضع كرامته وكبرياءه في هذه الأزمة.

واختتم هيكل بعدة نصائح لمرسي، أولاها تخفيض حدة التوطر، ثانيا بدء الحوار فورا، ثالثا أن يفتح مستشاروه حوارا مع المعارضة، مشيرا إلى أن إسقاط شرعية مرسي ليس له بديل ولا تعرف خطوته الثانية.

وأوضح هيكل أن النخب لديها كفاءات وهذه الكفاءات عالمية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة يوجد فيها 215 ألف عالم مصري في مختلف المجالات.

واختتم هيكل بدعوة مرسي إلى عدم إيصال مصر لطريق مسدود وأن يكون الخيار إما التراجع بمصر للقرن التاسع عشر أو انفلات مصر لحالة من الفوضة، مطالبا مرسي بأن يعطي نفسه مساحة بينه وبين نفسه.