خبر كان يجب البناء أمس -هآرتس

الساعة 11:50 ص|06 ديسمبر 2012

بقلم: يسرائيل هرئيل

        (المضمون: كان يجب على الحكومة الاسرائيلية الحالية ان تبني وتُكثر البناء وتربط بين معاليه ادوميم والقدس لا عقابا للفلسطينيين بل اعتمادا على خطة أُم منظمة - المصدر).

        برغم ان تسيبي لفني في نظر كثيرين فقدت هذا الاسبوع بواقي سمعتها باعتبارها سياسية مستقيمة النهج، فانها صادقة في شيء واحد وهو ان رئيس الوزراء في ذعر. وستدفع اسرائيل ثمنا باهظا عن تصريحاته المجلجلة التي يبدو انه لن يكون لها تغطية والمتعلقة بالبناء في المنطقة E1. في أعقاب التنديد والضغوط من كل صوب لن يُقدم بنيامين نتنياهو اليوم (ونشك ان يفعل ذلك أبدا) على فعل ما لم يتجرأ على فعله في أزمان هدوء في ولايتيه لرئاسة الوزراء ألا وهو الربط – في أمن وبلا تصريحات تحرشية – بين معاليه ادوميم والقدس.

        ان الوطن أو العاصمة لا يُبنيان باعتبار ذلك عملا جزائيا. فقد تقرر ربط معاليه ادوميم بالقدس قبل عشرات السنين. وقد خصص ابراهام عوفر الذي كان وزير الاسكان عن المعراخ لها مستقبل ضاحية لا مدينة مستقلة وكذلك اسحق رابين. وقال رابين في خطبته الأخيرة في ليلة مقتله: "لن نعود الى خطوط حزيران 1967... واليكم أسس التغيير: القدس الموحدة التي ستشتمل على معاليه ادوميم ايضا وعلى جفعات زئيف، باعتبارها عاصمة اسرائيل وفي سيادة اسرائيل".

        ان القادة والاستراتيجيين يخطون خريطة مصالح قومية ويمهدون الطريق الى تحقيقها. والتصريحات المدعية (لا لنتنياهو وحده) والتي يبدو انه لن يكون لها تغطية تُثبت مبلغ كون اسرائيل مليئة بالمصرحين وفقيرة بالساسة الباردي الاعصاب الذين يجعلون العمل يسبق الاعلان.

        تولى نتنياهو رئاسة الوزراء بعد رابين فلماذا لم يسد الثقب – المُجمع عليه اجماعا واسعا – بين العاصمة والضاحية المهمة في منتصف تسعينيات القرن الماضي؟ لو فعل ذلك لأنهى بمرة واحدة والى الأبد القضية التي تُعكر العلاقات على الدوام – برغم ان بيتا واحدا هو مبنى للشرطة قد أُقيم على الارض – بين اسرائيل وأفضل اصدقائها. فالتجربة الانسانية تُعلمنا ان الناس يُسلمون بالحقائق الواقعة. حُذر اسحق شمير بأنه اذا بنى في المستوطنات فسيحطم تماما العلاقات الخاصة بالولايات المتحدة، بل ان الرئيس جورج بوش الأب فرض عقوبات هي تأخير الضمانات المالية لكن العنيد لم يستسلم. وتم الحصول على الضمانات وإن جاءت متأخرة.

        في كل بضعة اشهر مرة تُجيز لجنة تخطيط بناء بضع مئات من الوحدات السكنية في القدس فتنشأ فورا – ان الساحة السياسية والاعلامية في اسرائيل هي التي تشعل الحرائق الاولى بالطبع – جلبة عظيمة. فلو ان نتنياهو حصر عنايته في البناء لا في التصريحات لطلب موافقة مبدئية على آلاف الوحدات، فقد تعلمنا من قبل ان حكم العشرة آلاف كحكم الثلاثة آلاف من جهة التنديدات والضغوط الداخلية والخارجية. وقد عاد التصويت الأخير في الامم المتحدة وبرهن على ان ارهاب الصواريخ كارهاب المنتحرين ذو جدوى حتى ان اوروبا استسلمت له وتقف الى جانب الفلسطينيين.

        لا يهم هذا من جهة التنديدات التي ستتلقاها اسرائيل من "العالم" سواء أبنت قليلا أم بنت كثيرا. فيجب اذا ان يكون البناء في كل زمان وكل مكان في نطاق واسع. ولسنا نعلم ماذا سيلد اليوم وأي قوى ستواجهنا في الغد. ويصح هذا منذ حررنا عاصمتنا واراضي اخرى من الوطن قبل أكثر من 45 سنة. ولما كنا لم نبنِ ما يكفي أول أمس فقد كان يجب ان نستنتج استنتاجات وان نُسارع الى البناء أمس؛ وحينما أصاب الوهن حكومات أمس كان يجب على الحكومة الحالية ان تتنبه وان تبني اليوم على حسب خطة أُم – لا عقابا على ما فعله محمود عباس، بايقاع وحجم وقوة تقضي على كل اختيار جغرافي أو سياسي لتقسيم المدينة.