بالصور مجاهد السرايا « سليم » أوصى والدته « بناتي هم قرة عيونك فانتبهي لهن »

الساعة 11:12 ص|06 ديسمبر 2012

غزة

وين بابا يا ستي .. وين راح .. وقتيش حييجي .. بابا اتاخر كثير.. هذه الأسئلة وغيرها لا تجد الحاجة المجاهدة أم أيمن سليم أي جواب لها يشفي صدر الطفلة هنادي التي استشهد والدها القائد الميداني في سرايا القدس خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة.

تلك الطفلة وشقيقاتها "هبة الله" و"هاجر" حالها كحال الكثير من أطفال فلسطين، الذين حرمهم العدو الصهيوني من حنان الأب وعطفه ليس لشيء سوى لان والدها مُجاهد يدافع عن أرضه وعقيدته ويرد بحمم النار واللهب على العدوان والإجرام الصهيوني بحق شعبنا".

فالشهيد القائد الميداني بالوحدة الصاروخية لسرايا القدس في كتيبة حطين بلواء غزة "أيمن رفيق سليم" مضى شهيداً خلال معركة السماء الزرقاء الجهادية، بعدما خاض معارك دروس مع المحتل وأبدع فيها بالمواجهة وفنون القتال، وكان مثالاً للشاب المجاهد الذي يعمل بصمت وحكمة".

بزوغ الفجر

أبصر شهيدنا القائد الميداني أيمن رفيق سليم النور في تاريخ 23/3/1986م في منطقة التركمان بحي الشجاعية بمدينة غزة, ونشأ في أسرة متواضعة بسيطة تعرف واجبها نحو دينها ووطنها. ودرس شهيدنا المرحلة الابتدائية بمدرسة حطين والإعدادية بمدرسة الفرات والثانوية بمدرسة جمال عبد الناصر, ولم يكمل دراسته وانتقل لميدان العمل مبكرا ليساعد أسرته.

وشهيدنا متزوج ورزقه الله بثلاثة بنات وقد أسماهم "هنادي" نسبةً للاستشهادية هنادي جردات, و "هبة الله" نسبة للاستشهادية هبة ضراغمة, و"هاجر", كما زوجته حامل بطفل في الشهر السابع, وترتيب شهيدنا الثاني بين إخوته في الأسرة.

خُلقه القرآن

وللتعرف على ابرز الصفات الشخصية التي اتسم بها الشهيد أيمن سليم التقى مراسل موقع الإعلام الحربي بلواء غزة بوالدته حيث قالت: "كان أيمن باراً بوالديه وأهله ومحبوباً من الجميع لطيبة قلبه ونقائه وصفائه وبساطته وتواضعه وعطائه".

وقالت: "يُعد أيمن بمثابة اليد اليمين لأسرته وكان يخدم والده المريض ويوفر له الدواء والعلاج اللازم, كما كان مجتهداً في توفير المتطلبات الحياتية الأساسية".

وأضافت: "كان أيمن رحمه الله ملازماً للجلسات الدعوية والإيمانية في المسجد وكان زاهداً عابداً لا يكل ولا يمل يقوم الليل ويقرأ القرآن فيجهش بالبكاء, ورغم مشقة العمل إلا انه كان يؤدي واجبه الجهادي بكل إخلاص وثبات، ومنذ طفولته انحاز نجلي أيمن لخيار الجهاد والمقاومة وتأثر بفكر ومنهج الشهيد فتحي الشقاقي حتى شب وكبر وأصبح نشطا وفعالاً في العمل العسكري في سرايا القدس وهذا نفخر ونتشرف به".

وأشارت الام المحتسبة الى أنها كانت تتوقع استشهاده بكل لحظة، ورغم ذلك كانت تشجعه باستمرار على مواصلة الرباط والجهاد والقيام بأداء الواجب المقدس, وقالت: "كنت أعرف جيداً أن الطريق التي سلكها ايمن طريق صعبة ونهايتها اما النصر او الشهادة ورغم مرارة الفراق الا أنني كنت أشجعه واحفزه على التمسك بهذا النهج الاصيل".

وأضافت: " كنت دائما أودع أيمن قبل خروجه لأي مهمة جهادية، وكنت أجهز له سلاحه وبدلته العسكرية، وكنت اعرف انه يعمل بالوحدة الصاروخية، وكنت فرحة جداً لأنه يذيق العدو الويلات ويرد على جرائمه الصاع صاعين".

وتابعت حديثها بالقول: "كان دائما أيمن رحمه الله يخدم المجاهدين والمرابطين في سبيل الله , و يطلب مني ان أجهز لهم الطعام والمشروبات حتى يقدمها لهم, وكان كثيراً ما يشارك إخوانه المجاهدين في رباطهم تطوعاً وتقرباً إلى الله إضافة إلى موعد رباطه الأساسي".

ونوهت إلى أن نجلها الشهيد أيمن كان مجاهداً فداً حيث أنه أصيب مرتين خلال تصديه للاجتياحات الصهيونية، ونجا من الاستهداف الصهيوني عدة مرات، ورغم ذلك كان يواصل مشواره الجهادي دون خوف أو تردد وكان دوما يدعو الله عز وجل ان يرزقه الشهادة في سبيله".

موقف لاينسى

واستذكرت الام الصابرة موقفاً لا ينسى من ذاكرتها حينما بدأ العدو الصهيوني بعدوانه على قطاع غزة قال لها: "أمي الحبيبة ان المعركة بدأت الآن ويجب علينا أن نثأر ونرد ونسأل الله أن يرزقنا الشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين، ويا أمي بناتي هم قرة عيونك فانتبهي لهن", مما جعلها تشعر انه يودعها، وبالفعل كتب الله له الشهادة في معركة السماء الزرقاء الصاروخية بعد رحلة جهادية طويلة وناصعة.

ودعت والدة الشهيد القائد أيمن سليم رفاق دربه والمجاهدين في سرايا القدس لتوخي الحيطة والحذر ومواصلة طريق الجهاد والمقاومة، والتمسك بالحقوق وضرب العمق الصهيوني باستمرار بالصواريخ المباركة التي ازهرت نصراً لشعبنا وامتنا".

وقالت: " يا أبطال السرايا واصلوا المشوار من بعد أيمن وكونوا كما عهدناكم دائما أسود الميدان لا تخشوا من الموت وتحملوا أرواحكم على أكفكم لتدافعوا عن الشعب والقضية".

أسد الصاروخية

كما التقى مراسل الاعلام الحربي بلواء غزة بـ "أبو عبد الله" أحد القادة الميدانيين لسرايا القدس بكتيبة حطين بلواء غزة ليطلعنا عن أبرز المحطات الجهادية للشهيد الفارس "أيمن سليم" حيث قال" شهيدنا أيمن انتمى لحركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظافره وزاد نشاطه وفعاليته مع بداية انتفاضة الاقصى المباركة".

 وأضاف: "في بداية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي التزم الشهيد أيمن بالعمل الدعوي والسياسي وأثبت جدارته وتميزه مما دفع الإخوة لترشيحه بالعمل العسكري في سرايا القدس, وتم إجراء العديد من الاختبارات ونجح بها بجدارة".

وتابع قائلاً: "تدرج الشهيد أيمن في العمل العسكري والميداني حتى أصبح أحد أبرز القادة الميدانيين بالوحدة الصاروخية التابعة لسرايا القدس بكتيبة حطين بلواء غزة, وكان له الشرف في إطلاق عدد كبير من صواريخ الجراد والقدس والـ 107 نحو البلدات والمغتصبات والمواقع الصهيونية".

وأشار إلى أن الشهيد أيمن تعرض خلال مسيرته الجهادية المشرفة لإصابتين الأولى كانت خلال تصديه للاجتياح الصهيوني على حي الشجاعية في تاريخ 17/12/2004م, وأصيب المرة الثانية خلال تصديه للاجتياح الصهيوني لمنطقة حي الزيتون, كما نجا من القصف والاغتيال عدة مرات احدها في الحرب على غزة 2008/2009م".

وأشاد أبو عبد الله بشجاعة وإقدام الشهيد أيمن سليم، مؤكداً على انه كان نموذجا فريداً من نوعه في مسيرة الجهاد والمقاومة, لافتاً إلا أنه كان من أبرز مطلقي الصواريخ المباركة على مدن العدو الصهيوني". منوهاً الى أن الشهيد أيمن سليم كان مسماه العسكري في سرايا القدس "أبو جندل" نسبةً للشهيد القائد عدنان بستان, حيث كان متأثراً به كثيراً".

وقال: " تأثر الشهيد أبا جندل باستشهاد رفاق دربه في السلاح والجهاد والمقاومة ( عدنان بستان – جهاد السوافيري- سعدي حلس – ادهم الحرازين – عادل جندية – عثمان جندية – محمد الحرازين – اسماعيل العرعير – حازم قريقع – احمد حجاج – عبيد الغرابلي – فائق سعد – معتز قريقع).

واستذكر "أبو عبد الله" أحد المواقف التي تدل على شجاعة الشهيد "أيمن" حيث قال " في إحدى جولات التصعيد مع العدو أوعزت قيادة السرايا بالرد على العدوان وإطلاق الصواريخ نحو مدن ومغتصبات العدو، وبسبب التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع الصهيونية ولتأخر الوقت كثيراً في الليل طلبنا تأجيل الرد حتى ساعات الصباح حفاظاً على المجاهدين، فحينها خاطر أيمن بنفسه  وزحف مسافة طويلة داخل إحدى أماكن تربيض صواريخ الجراد وقام بتجهيز دفعة من الصواريخ ومن ثم إطلاقها, وسدد الله رميه وبحمد الله أوقعت إصابات وأضرار في صفوف المغتصبين الصهاينة".

وفي ختام حديثه أكد "أبو عبد الله" على أن دماء الشهيد المجاهد أيمن سليم لن تذهب هدراً وستبقى لعنةً تطارد المغتصبين الصهاينة في كل مكان وزمان, مشيراً إلى أن الوحدة الصاروخية للسرايا ستلقن العدو المزيد من الدروس والعبر في جولات الصراع المقبلة".

رحلة الخلود

في فجر اليوم الرابع من معركة السماء الزرقاء الجهادية الموافق 17/11/2012م, هب الشهيد القائد "أيمن رفيق سليم" لدك المدن الصهيونية بوابل من صواريخ الجراد المباركة، وبعد الانتهاء من المهمة الجهادية باغتته طائرات الاستطلاع الصهيونية بصواريخها الحاقدة ليصاب بجراح خطيرة ليستشهد على اثرها بعد ساعات قلية لتصعد روحه الى بارئها وينال ما تمنى بعد رحلة جهادية ناصعة .


الشهيد ايمن سليم


الشهيد ايمن سليم


الشهيد ايمن سليم


الشهيد ايمن سليم


الشهيد ايمن سليم


الشهيد ايمن سليم


الشهيد ايمن سليم


الشهيد ايمن سليم