تقرير مصور: « سيف » أطعم قططه ورحل إلى الجنان

الساعة 06:42 م|05 ديسمبر 2012

غزة(خاص)

"كنت جالسة وسط البيت أُطرز الفراش ..، سمعت صوته داخل الغرفة ..، لم أشعر بخوف أو بقلق خاصة بعد أن صنعت له ومجموعة من إخوانه الطعام ..، أكل بشراهة ولأول مرة في حياته يأكل الدجاج ويخرج من غرفته بشوش الوجه فرحاً بهذا الطعام ..، خرج كالعصفور الطائر حتى أني اعتقدت أنه لم يغادر ..، بعد ساعتين أو أقل فاجأني شقيقه "محيى" بدموعه وعينيه المحمرتين.

"ماذا بك يا محيى؟، هل جرى شيء لك؟، كل اعتقادي أنه يبكي على طفله الصغير المريض..، قال :" سيف يا أمي مصاب وهو في المستشفى ..، تفاجأت وقلت :"سيف في الغرفة أنا سامعة صوته ..، خذني إلى المستشفى أشوفوا حينها لم يملك محيى نفسه فزاد بكائه وانهمر دمعه بغزارة وقال :"يا أمي سيف أستشهد قبل قليل هو ورفاق دربه".

هكذا علمت والدة الشهيد المجاهد سيف الدين صادق خبر استشهد نجلها سيف الذي استشهد في التاسع عشر من نوفمبر لعام 2012 في معركة "السماء الزرقاء" التي أطلقتها سرايا القدس للتصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة عقب اغتيال القائد أحمد الجعبري.

أم الشهيد وبقوة إيمانها بالله عز وجل قالت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، :"عندما سمعت خبر استشهاد سيف من محيى حمدتُ الله تعالى وتوضأت وأديت ركعتين لله تعالى حينها سمعت بكاء النساء اللواتي توافدن على المنزل لمواساتي، وبقوة إيمانها قالت :"أصبحت أنا من يواسيهم بمصيبتهم وكنت أدعو وأتلو القرآن".

وعن حياة وأخلاق سيف قالت :"تعجز الكلمات عن وصفه كان عطوفاً حنوناً ليس على الإنسان فقط بل على القطط والحيوانات، مستدركةً :"قبل استشهاده بساعات عندما أكل هو وأصدقائه الشهداء خرج من الغرفة ومعه صحن مليء "بالعظم"، قال :"خذيه يا أمي أعطيه للقطط فقلت أتركه وسأطعمهم فيما بعد حينها شعرت أنه (تضايق) ثم أخذ الصحن وذهب بنفسه لإطعامه للقطط".

وعن علاقته بالأسرى خاصة ابن خالته الأسير "بهاء الدين القصاص" وابن عمومته الأسير "عادل كامل صادق" قالت والدته :"الشهيد سيف لم ينسى أبداً الأسرى وكان دائماً يشارك في فعاليات الأسرى ويقول أنتو بتحسوش بالأسرى، وعندما يتحدث مع بهاء كان يقول له :"كلنا فداء للوطن".

وأوضحت أم الشهيد سيف :"أن الأسير بهاء اتصل علي عقب استشهاد سيف وكان يبكي بحرقة ويسألني كيف استشهد ..، :"كان سيف وبهاء يداً واحدة يجاهدون مع بعض قبل اعتقال بهاء وعند اعتقاله قال سيف العدو الصهيوني أخذ يدي اليمين".

وعن رسالتها للعدو الصهيوني قالت :"أنجبت ثلاثة شباب استشهد سيف وما زال لدي اثنين فداء لفلسطين وللوطن وسنقتلكم أيها الصهاينة في عقر داركم، داعية :"اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب سريع الحساب هازم الأحزاب زلزلهم يا رب العباد".

وتجدر الإشارة إلى أن الشهيد سيف من صفوف سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي لواء رفح استشهد في معركة السماء الزرقاء يوم الاثنين الموافق 19/11/2012، في قصف صهيوني استهدفه في جنوب قطاع غزة، وهو برفقة الشهيد المجاهد محمود سامي عبيد من سرايا القدس والذي ارتقى متأثراً بجراحه.


سيف صادق
سيف صادق
سيف صادق
سيف صادق
سيف صادق