خبر إنقاذ ذاتي- معاريف

الساعة 09:08 ص|05 ديسمبر 2012

بقلم: نداف هعتسني

لا ريب ان وضعنا في العالم ليس لامعا. فبعض من الدول الاوروبية – عرش اللاسامية – تمثل سلم القيم المميز لها حين لا تكون قلقة من يوم آخر من المذبحة في سوريا، ولكنها لا تجد الراحة حيال بناء بيوت لليهود في سفوح القدس.

ولكن المسألة هي من المذنب في الوضع الدولي الحساس ومن يحاول بكل القوة تشديد الازمة. هنا من غير اللطيف ان نتبين بان بالذات من أدخلنا الى الشرك هم اولئك الذين يتهمون المعسكر سوي العقل بالمسؤولية عن المشاكل. يجدر بنا قبل كل شيء أن نفحص الميل: نحن في أزمة بالذات لاننا قدمنا رأسنا للعالم على طبق من السخافة الذاتية.

منذ العام 1967 وهم يعدوننا بأننا كلما تنازلنا للعرب أكثر، فان وضعنا الدولي سيتحسن. أول من بدأ بذلك كان مناحيم بيغن، الذي أعطى المصريين كل سيناء وعلى الفور تلقى تهديدات وكتف دولية باردة في طابا وفي محادثات الحكم الذاتي. ولكن الذروة كان في 1993، مع اندلاع اتفاقات اوسلو.

منذئذ وحتى اليوم ونحن نعطي ونعطي، نوفر بادرة طيبة وننثني، فيما ان كل تنازل يشكل أساسا لضغط دولي جسيم وأكثر وحشية. الفلسطينيون يخرقون كل حرف في كل اتفاق – ومن اختبأوا في زي شركاء تبينوا منذ زمن بعيد كعدو يهدد الحق ومجرد وجود الدولة، ورغم ذلك فان قسما كبيرا من العالم يقف الى جانبهم.

ولكن أكثر من الرد الخارجي من المذهل ملاحظة الوجوه المتكدرة والتعابير المتهمة للمذنبين المركزيين: رواد اوسلو وفك الارتباط وطائفة المحللين الذين سمحوا لهم بارتكاب الكارثة. من يوسي بيلين وحتى تسيبي لفني وايهود اولمرت وبالطبع معظم محللي الصحف ووسائل الاعلام، نجدنا نكتوي كل يوم باللظى.

وبالذات من القى بنا الى المستنقع الكريه هو الذي يوبخنا فيقول: انظروا كم انتم وسخون.

الحقيقة هي أن رواد اوسلو وفك الارتباط كان يتعين عليهم ان يطلبوا الاعتذار منا جميعا. الشخصيات العامة بينهم كان ملزمين بان يخلوا المنصة العامة، والصحفيون – ان يقوموا بتغيير المهنة. ولكن بدلا من ذلك هم بالذات يشعلون النار الدولية. وعلى السنتهم فان كل دهشة من موظف صغير في وزارة خارجية في العالم تصبح هزة أرضية، ونحن، الذين حذرونا على مدى الطريق، مذنبون.

هذا الاسبوع جلست في استديو تلفزيوني مع يوسي سريد، وفي التوقفات للاعلان، بعد أن اتهمته واتهمت أمثاله بالمسؤولية عن أزمتنا كان لديه جواب واحد: في النهاية سيكون حل مفروض من الخارج وأنتم تستدعون ذلك". وهنا خرج الارنب من الكيس. الاجندة المركزية للمعارضة الاسرائيلية من اليسار تمر اليوم عبر محاولة الفرض على أغلبية الجمهور في البلاد لاملاء دولي. ويدور الحديث عن خطوة مناهضة للديمقراطية إن لم نقل خيانية. اليسار الذي فشل في التجربة الخطيرة التي أجراها علينا، الذي يئس من صندوق الاقتراع هو الذي يشعل النار الدولية انطلاقا من النية لالحاق الهزيمة بنا، نحن الاغلبية سوية العقل، من خلال تهديات وافعال من الخارج.

وبالفعل، صحيح القول انه يجب انقاذا من أنفسنا إذ يبين بان الاعداء الالداء، المسؤولين عن روح الشر التي تهب من بعض من عواصم العالم، يأتون من داخلنا. وفضلا عن ذلك محظور علينا التنازل والاستسلام.

معنى الانثناء أمام المطالب الدولية الحالية هو انتحار وطني، ينبغي لنا ان نحمي انفسنا منه على نحو خاص. ونحن بالفعل بحاجة الى الاشفاء. الاشفاء من أوهام السلام، اشفاء العالم من مستوى التوقعات التي وضعناها امامه في أننا ها نحن سنصفي أنفسنا بأيدينا. ومثلما في كل مرحلة حرجة في المرض، فان الحرارة قد ترتفع مؤقتا، ولكن في النهاية سنخرج من هذا.