خبر بين عيوب الانتخابات التمهيدية والتعلق بالزعيم- اسرائيل اليوم

الساعة 09:05 ص|05 ديسمبر 2012

 

بقلم: دان مرغليت

لم يخطر ببال وزير الخارجية داني أيلون ان يصبح في الثالث والعشرين من كانون الثاني 2013 السيد داني أيلون. وقد تحدث من تحدثوا اليه في الايام الاخيرة عن أنه يشعر في نفسه بالأمن ومن الواضح انه الآن ايضا وادع. عزله افيغدور ليبرمان أمس عن قائمة اسرائيل بيتنا من غير ان يُفسر ومن غير ان يُعلل ومن غير ان يعتقد انه يجب عليه ان يوضح. ويُقال باللغة العامية ببساطة "طرحه في الشارع".

لو أنه فعل ذلك حينما اخطأ أيلون وأذل السفير التركي وأجلسه على كرسي منخفض أكثر من كرسيه ولم يرفع علمه كما هي العادة، ووجه انتباه وسائل الاعلام الى ذلك الفعل الحقير لقُلنا ليكن؛ لكنه منذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة في البوسفور فلماذا يحدث هذا فجأة الآن؟ لا شك في انه حدث شيء بين وزير الخارجية ونائبه وهما الى الآن يملآن أفواههما بالماء. ويسافران الى الخارج معا، لكن الحقيقة ستطفو على السطح إن عاجلا أو آجلا.

لا توجد مشكلة في الظاهر في تطرية وجه حزب سياسي بل ان هذا شيء مرغوب فيه. كان اثنان أصلا مرشحين للعزل – ستاس مسيجينكوف وانستاسيا ميخائيلي – وخلا مكان للمتلك الجديد في صورة يئير شمير. فما الذي جعل ليبرمان يعزل أيلون ويُبعد موشيه (موتس) متالون؟ أُقدر انه كان في هذا الفعل شيء من التذكير بأن الايام قادمة وان الكتلة الحزبية ستحتك وتختلط وتذوب في الكنيست القادمة في الليكود، لكن يجب على جميع اعضاء اسرائيل بيتنا ان يتذكروا من هو رب البيت الوحيد ومن هو الذي يعطي الأوامر ولمن يُسمع من غير اعتراض ولا تفكير.

الطريقة ايضا رادعة. فليبرمان لا يطلق النار على المعزولين بل يضع المسدس على المائدة ويوضح لهم ما الذي ينتظرهم فيفهمون ويمضون في صمت كما يُحب هو.

لماذا يكون ذلك من غير اعداد سابق؟ في اسرائيل بيتنا يعاقبون من لا يريده الرئيس بالاجتثاث. فهم يجتثون المنبوذين في اللحظة الأخيرة قبل تقديم القوائم الحزبية. توقفت وسائل الاعلام أكثر من شهر عند عيوب الانتخابات التمهيدية كما كُشف عنها في الليكود وحزب العمل. وهي عيوب الطريقة وهي بارزة في كل حزب تبنى هذه الطريقة.

لكن الفساد في الانتخابات التمهيدية يبدو ناصعا كالثلج حينما نتابع انتخاب المرشحين في قوائم "رب البيت" التي تنتمي الى مبادر خاص؛ وحينما نعرف كيف يُجري من يتباهى بأنه زعيم اتصالات لقبول مرشحين أو رفضهم؛ وحينما نقف على أن قرارا واحدا ووحيدا يحسم مصائر لا في اسرائيل بيتنا فقط بل في شاس وفي يوجد مستقبل وفي "الحركة" وفي كديما. ان هذا الاجراء يثير القشعريرة.

اذا استثنينا الساسة الذين يحتاجون الى مواقعهم في الكنيست كي لا يظلوا بلا مصدر رزق فانني لا أفهم كيف يوافقون على وضع يستجدون فيه الزعيم ويرقصون رقص الخشوع أمامه ويحتشدون تحت نافذته كي يُبقيهم فقط في مكان جيد في الوسط. لأنه يوجد في اسرائيل "قانون كرامة الانسان وحريته".

لكن لا يوجد في حياة ساسة تولون أعمالا في قوائم فرد كهذه لا احترام الانسان ولا حريته وهكذا هي الحال في البلاط البيزنطي.