خبر ربع قرن على تأسيس حركة « حماس » والتحول من العمل الدعوي إلى السياسي

الساعة 07:38 ص|05 ديسمبر 2012

وكالات

أصبحت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تأسست عام  1987 معادلة مهمة في القضية الفلسطينية يصعب تخطيها ، ورغم نشأتها الدعوية في المساجد ، إلا أنها  بعد سنوات قليلة طرحت نفسها بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني" ، حيث وجد المؤسسون لحماس أن المنظمة لم تعد قادرة على إعادة حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

 وكان حصد حماس  التي استشهد اغلب قادتها التاريخيين ، أعلي الأصوات في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 نقطة تحول مهمة في تاريخها، إلا أن تجربتها في الحكم لم تحظ برضا كبير لدى الشارع الفلسطيني  فيما كان هناك اجماع على استقرار الوضع  الامنى الذى حققته0

و تباينت المواقف حول حركة حماس التي تحتفل السبت المقبل بانطلاقتها رقم 25 من جانب  الأنظمة العربية والإسلامية فمنهم من دعمها ،وهناك من رفضها حتى عندما ترأس احد قادتها الحكومة الفلسطينية.

ويرى  الدكتور احمد يوسف القيادي في حماس فى تقرير بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط  المصرية الرسمية اليوم حول حركة حماس بعد 25 عاما،  إن ربع قرن على تأسيس حركته أوضح أنها كانت الأقرب إلى نبض الشارع الفلسطيني ، حسب قوله.

وأضاف يوسف أن حصار قطاع غزة والانقسام الفلسطيني  بخلاف حالة الاستقطاب الداخلية اضعف مكانة حركته  لدى الشارع الفلسطيني ، الا انه بعد حرب إسرائيل الأخيرة على غزة استعادت حماس الكثير من شعبيتها.

وعن علاقتها بالفصائل الأخرى ، قال يوسف ان حماس أدركت انها لست قادرة على إقصاء حركة فتح فكان لابد من عمل قواسم مشتركة.

وعن قبول  حماس بدولة فلسطينية على حدود 67 رغم إعلانها عدم التخلي عن حدود 48 ،قال  قيادي حماس انه تم التوافق وطنيا عل قاسم مشترك ،مضيفا أن  حدود 67 هو الحد الأدنى المطلوب في هذه المرحلة  مع الحرص على حق عودة اللاجئين.

 أما الدكتور يحيى رباح مسئول حركة فتح في قطاع غزة، فقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن حركة حماس رغم  نشأتها الدعوية في المساجد إلا أنها " كائن سياسي"   فهى  قادرة على التطور والانسجام مع الواقع حسب الضرورات  السياسية .

وتابع " كان ذلك واضحا الفترة الأخيرة في التهدئة مع الاحتلال والتعاطي السياسي  مع كثير من الأطراف مشيرا إلى استقبال إسماعيل هنيه "رئيس حكومة حماس "  "انطوان زهرا"

"انطوان زهرا نائب عن كتلة القوات اللبنانية واتهم بمشاركة فاعلة في مجازر مخيمي صبرا و شاتيلا عام 1982 بحق اللاجئين الفلسطينيين  في لبنان خلال الحرب الأهلية".

ويرى مسئول  فتح في غزة إن حماس لديها القدرة على اجتياز الخطوط الحمراء وتعتبر  أفضل الطرق أن تكون جزءا من المشهد السياسي وهى تراعى قواعد اللعبة.

وعن تقييمه لتجربة حكم حماس اكتفى  مهنا بالقول ، إن سلوك حماس في الحرب الإسرائيلية  الأخيرة على قطاع غزة كان أفضل من الحرب عام 2008 ،موضحا انه خلال الحرب الأخيرة التي دامت 8 أيام لم تحدث أزمات على مستوى الغذاء، منبها "أي خروج عن السياق الفلسطيني مدان ".

 ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حمزة  اسماعيل أبوشنب إن عام 1996 كان علامة فارقة في حركة حماس موضحا أن حماس  نفذت خلاله سلسة عمليات داخل إسرائيل ردا على اغتيال المهندس يحيى عياش القائد البارز في كتائب  عز الدين القسام  الذراع  المسلح لها ، وتلاها مؤتمر شرم السيخ بحضور دولي كبير وتم خلاله تصنيف حماس على أنها "منظمة إرهابية" وأصبحت ملاحقة ماليا وسياسيا كما جرت حملة اعتقالات واسعة لعناصرها .

وأضاف أبو شنب أن من العلامات الفارقة أيضا في حماس خوضها  عام 2006  الانتخابات التشريعية ببرامج مختلفة ما أدى إلى حصادها اعلي الأصوات الفلسطينية خاصة بعد فشل برنامج التسوية مع إسرائيل ما شكل مرحلة جديدة فى توجهات حماس التي اتسمت برامجها بالمرونة .

وتابع " هذه المرونة ظهرت في إعلان حماس قبولها بدولة فلسطينية على حدود عام 67 في الوقت نفسه حافظت على تبنيها لبرنامج المقاومة خاصة المسلح".

ونبه إلى إن حماس ما تزال تواجه عقبات في الاتصالات الخارجية رغم أنها نجحت في فرضها نفسها كمعادلة مهمة في الواقع الفلسطيني ، لافتا إلى إنها  حافظت على وحدتها بعيدا عن الانشقاقات.

 وعن تجربتها في الحكم  رأى أبوشنب ان مستوى الرضا عن أدائها لدى الشارع الفلسطيني يتساوى  تقريبا مع عدم الرضا ،موضحا أن الانقسام الفلسطيني خلق جزءا من عدم الرضا تجاهها.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني حمزة  أبوشنب أن الأداء الأمني في قطاع غزة وإنهاء الانفلات ووقف انتشار السلاح قوبل بتأييد وترحاب كبيرين ،وبالمقابل  أدى  ارتفاع نسبة البطالة وقصر حماس الوظائف على عناصرها خلق نوعا من عدم الرضا تجاهها لدى بعض الفلسطينيين.

وأشار المحلل السياسي الفلسطيني  أبوشنب  إلى أن حكومة حماس تميزت بغياب تهم الفساد عن أعضائها أو مخالفات ادراية حسب قوله.

وتمر حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة المسلحة عام 2007 حاليا بعدة متغيرات مهمة حاليا ،أبرزها اغتيال احمد الجعبري القائد الفعلي  لذراعها المسلح وعضو مكتبها السياسي ،والذي وصفه  إسماعيل هنيه  بأنه قائد أركان حماس .

 ويمتاز  الجعبري  بعقلية أمنية وعسكرية غير عادية ، فقد نجح حسب مصادر فلسطينية في إحداث تطوير كبير في عمل وتدريب عناصر كتائب القسام ستحمل من يخلفه عبئا كبيرا "تشير تقديرات  إلى أن القائد مروان عيسى سيحل محلة"

كما يترقب كافة عناصر حماس رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة بعد إصرار الرئيس الحالي خالد مشغل على مغادرة موقعه ، و من المقرر اختياره  على الأغلب قبل نهاية الشهر الجاري  ، وتذهب معظم  التوقعات لشغل هذا المنصب  نحو  نائبه الدكتور موسى أبو مرزوق المقيم في مصر حاليا.