خبر نحن سندفع -يديعوت

الساعة 09:43 ص|04 ديسمبر 2012

نحن سندفع -يديعوت

بقلم: شمعون شيفر

        (المضمون: تنوي الدول الاوروبية ايقاع عقوبات حقيقية على اسرائيل بسبب سياسة البناء الجديدة في المناطق المحتلة وسيدفع الشعب الاسرائيلي ثمن سلوك حكومته غير المسؤول - المصدر).

        اعتاد رؤساء الوزارات في الماضي ان يردوا باحتقار وسخرية على قرارات الامم المتحدة والدول الاوروبية المضادة لاسرائيل. فقد قال دافيد بن غوريون في غضب "أمم متحدة جوفاء"، وقال اسحق رابين "هؤلاء المعادون للسامية". وزعم مناحيم بيغن بعد مجزرة صبرا وشاتيلا: "ما الذي يريده العالم منا، العرب يقتلون العرب وهم يتهمون اليهود".

        يبدو انه لن يكون من الممكن ان نمحو الانقضاض المتناغم لاوروبا على حكومة نتنياهو بسبب قرار بناء آلاف الشقق في المناطق بعدة جُمل ساحقة.

        ان اسرائيل تُجرب الآن واقعا لم تُجربه في الماضي، فاوروبا متجهة الى تحديد سعر على سلوكها في المناطق لا أقل من ذلك.

        قال لي أمس مسؤول رفيع في الجهاز السياسي في اوروبا إننا في بداية فترة جديدة فلن تكون بعد تنديدات للتعبير عن القلق العادي والمتوقع بعد كل قرار على استمرار البناء في الضفة. وقال المسؤول الرفيع ان الاسرائيليين سيشعرون منذ الآن على جلودهم بثمن قرارات قادتهم.

 

        تنوي الدول الاوروبية اتخاذ عقوبات حقيقية على اسرائيل كتجميد عقود ووضع علامات على منتوجات مصدرها المستوطنات، وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية. "بعد استقرار الرأي على الموافقة للفلسطينيين على مكانة دولة مراقبة في الامم المتحدة، تصرف نتنياهو مثل رئيس عصابة جريمة لا مثل رئيس دولة عضو في المنظمة"، قال المسؤول الاوروبي الرفيع. "زعزعنا قرار البناء. ومعنى ذلك ان كل حديث نتنياهو عن فكرة الدولتين فارغ من كل محتوى".

        يبدو أننا لن نخطيء اذا قلنا ان اوروبا تعمل بتشجيع من واشنطن واتفاق كامل بين القادة. فقد أجاز البيت الابيض لاوروبا الهجوم على حكومة نتنياهو وعقابها. ولا يتعلق ذلك بسلوك نتنياهو في المعركة الانتخابية على رئاسة الولايات المتحدة بل يتعلق باعتراف ادارة اوباما بأنه يجب ان توجد السبيل لاتمام التفاوض في تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين.

        وكما هي العادة دائما عند نتنياهو يوجد الجانب المُغضب ايضا: تذكرون انه هدد في اثناء عملية "عمود السحاب" بدخول غزة مع قوات كبيرة في عملية برية برغم انه لم يكن يقصد ذلك ألبتة، والامر هذه المرة كذلك. ان نتنياهو لا ينوي ان يغير سياسة أسلافه الذين التزموا للامريكيين ألا يبنوا ولو بيتا واحدا في المنطقة الاشكالية.

        غير ان اسرائيل ستدفع ثمنا هذه المرة عن اقوال لا مسؤولية فيها وسيُقدمون الحساب إلينا نحن المواطنين.