خبر ثمن الغرور- معاريف

الساعة 09:42 ص|04 ديسمبر 2012

ثمن الغرور- معاريف

بقلم: شالوم يروشالمي

        (المضمون: نتنياهو، الذي حشد العالم بيد واحدة ضد ايران، جلب بيده الثانية اسرائيل لتصبح في وضع ايران. ولكنه على حاله. يتخذ القرارات، يعاقب الفلسطينيين ويوبخ العالم. الجميع يبدو له صغارا. فهو على القمة، قمة المتسادا (القلعة) - المصدر).

        يحدث أحيانا أن تتحقق الكوابيس. فلسنوات طويلة والناس يحذروننا من اننا لا يمكننا أن نقف وحدنا امام كل العالم، والضم الزاحف ليهودا والسامرة غير مقبول من أي دولة، باستثناء ميكرونيزيا، وهو ينطوي على دولة أبرتهايد. لسنوات طويلة والناس يشرحون لنا بان حل الدولتين هو الوحيد الذي يمكنه أن يكون واردا، ولكننا صفيناه بكلتي يدينا، ضد الجميع. لسنوات والناس يهددوننا بالعقوبات، ولكننا صعبو المراس، نرفض ان نصدق. ونسأل باحتقار: "من هو على الاطلاق هذا العالم".

        لسنوات يشرحون لنتنياهو بان اوروبا تغيرت. وأن ملايين المسلمين الذين اجتاحوا القارة يقررون السياسة بقدر كبير. في اللقاء الشهير بين ساركوزي ونتنياهو في 2009 تفوه الرئيس السابق فقال: "في فرنسا يوجد ثماني مليون مسلم. كلهم مع صحون لاقطة للاقمار الصناعية. وهم يرون كل  ما يحصل لديكم. يشاهدون كل الشبكات الفلسطينية. الاضطراب عندكم يشعل النار في كل اوروبا". وأمس ألمح خليفة ساركوزي فرانسوا اولند، بان فرنسا قد تفرض عقوبات على اسرائيل.

        لسنوات يقولون لهذه الحكومة ان تتخذ مبادرة سياسية. ان تتصدر خطوات كل الوقت. "اطلب السلام واسعى له"، كما يناشد الملك داود في سفر المزامير.

        خطاب بار ايلان في تموز 2009 كان خطوة الى الامام، ولكن نتنياهو كبل نفسه باطواق سميكة. وكان التجميد خطوة هامة، ولكن لم تكن لها استمرارية. اسرائيل اعتقدت بانه يمكنها أن تلقي بفكرة واحدة لسنة وتهرب، وفي هذه الاثناء تقرر حقائق ناجزة على الارض. الفلسطينيون لم يجتهدوا على نحو خاص للوصول الى المفاوضات إذ فهموا ان العالم معهم في كل الاحوال. "هم يحصلون على "الغوديز" كل الوقت"، كما يطيب للمبعوث السياسي لنتنياهو اسحق مولخو أن يقول. لماذا الغوديز؟ لان العالم وصل الى الاستنتاج بان اسرائيل لا تؤمن بالحل الذي تقترحه وهو يتعين عليه أن ينفذه.

        لقد فهم العالم منذ زمن بعيد بان دولة فلسطينية لا تسير مع المستوطنات ومع المستوطنين الذين يسيطرون على الحزب الحاكم. دولة فلسطينية لا يمكنها أيضا ان تبنى في منطقة تربط فيها القدس مع معاليه ادوميم بواسطة حي ضخم على مناطق ؟؟ والاف اخرى من وحدات السكن خلف الخط الاخضر قامت الحكومة باقرارها.

        نتنياهو، الذي حشد العالم بيد واحدة ضد ايران، جلب بيده الثانية اسرائيل لتصبح في وضع ايران. بعد قليل سنجدها شقيقة الازمة. العالم، الذي منح مكانة دولة (غير عضو) للفلسطينيين قبل اسبوع، يهرب من اسرائيل كما يهرب المرء من النار. وهذه ليست دول العالم الثالث. هذا هو الحزام النوعي، الاخلاقي والدبلوماسي الاهم لاسرائيل.

        الولايات المتحدة تشجبنا مرتين، فرنسا تلمح بالعقوبات، بريطانيا، اسبانيا والدانمارك تجري محادثات ايضاح مع السفراء من اسرائيل وتفكر باعادة سفرائها الى الديار. من تبقى لنا؟

        ولكن نتنياهو على حاله. يتخذ القرارات، يعاقب الفلسطينيين ويوبخ العالم. الجميع يبدو له صغارا. فهو على القمة، قمة المتسادا (القلعة).