خبر أين اختفى التهديد الايراني؟- يديعوت

الساعة 09:42 ص|04 ديسمبر 2012

أين اختفى التهديد الايراني؟- يديعوت

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

هل سمع أحدكم في المدة الأخيرة عن التهديد الايراني؟ قبل بضعة اشهر فقط كانت البلاد في ضجيج من التهديد وقام العالم وقعد وتحدثنا ليل نهار عن التهديد. وكان خبراء يؤيدون التهديد وآخرون يعارضونه. وانضم ساسة الى الحكومة جراء التهديد وتركوها بسببه. وكانت رائحة المحرقة في الهواء ولم يكن يحول بيننا وبينها سوى ونستون نتنياهو.

لم يكن شيء مهما كالتهديد. فقد كتب صحفيون مقربون من وزير التهديد من أكيروف مقالات عن التهديد فقالوا ان اسرائيل منذ خُلق العالم واجهت مرتين فقط مفترقا يساوي هذا في أهميته وحذرونا بقولهم انه يجب علينا ان نبت أمرنا الآن، فان رمل الساعة قد نفد. واذا كان يجب الشجار مع الولايات المتحدة بسبب التهديد فسنشاجر واذا كان يجب الهجوم على العقل السديد فسنهاجم لأن نافذة الفرص قد أخذت تُغلق، وهذه هي لحظة القرار وأنتم لن تقولوا لنا. فانه أمن اسرائيل. ولن تسقط متساده مرة ثانية وما أشبه ذلك من الكلام ومن الثرثرة التي لا نهاية لها.

ومن العجب ان التهديد قد اختفى. لست أقول انه لا توجد مشكلة في ايران بل توجد. ولما كان الايرانيون لم يتخلوا عن برنامجهم الذري فمن المنطق ان نفترض انه توجد اسباب كثيرة للقلق (فالرمل ينفد والنافذة تُغلق والساعة المناسبة تُضيع). أُريد ان أفترض ان من يجب عليه يفعل ما يجب عليه لكن الهستيريا تلاشت دفعة واحدة. فالشعور بالتعجل والذعر والخطابة المتحمسة لم يختفِ بين عشية وضحاها.

لست أعلم مبلغ خطر المشكلة الايرانية لكنني أعلم انه لم يعد لأسياد الوعي في الحكومة اهتمام ببحثها علنا. عادت المحرقة الى مكانها الطبيعي في التاريخ وعادت تنبؤات آخر الزمان الى مكانها غير الطبيعي في آخر التاريخ. وانقضى ادعاء تغيير النظام العالمي وجاءت بدلا منه اجراءات التحدي والتشاجر المحلية والعادية. فنحن لا نحارب ايران بل الفلسطينيين. ولا نواجه سلاحا جويا حديثا وترسانة صواريخ مخيفة بقوة نفطية اقليمية بل نواجه أنابيب طائرة لنصف دُويلة فقيرة وراء الجدار. ان كل شيء معروف جدا وحبيب وكل ما يُحتاج اليه في الصراعات غير المتكافئة بيننا وبين الفلسطينيين هو ان نغير تعريف الانتصار فنغير وننتصر. ونبني مستوطنات. ونُغضب العالم. وهذا ايضا معروف كثيرا وحبيب، فقد كنا هناك ألف مرة من قبل، ولن يفعلوا شيئا في نهاية الامر فسيكون الامر على ما يرام لأن جو مصالحة يُغطينا.

كيف حدثت هذه المعجزة؟ أين اختفى أفظع تهديد وجودي في تاريخنا؟.

اختفى لأن اوباما فاز في الانتخابات وخسر رهان نتنياهو على رومني، ويجب عليه الآن ان يكون أكثر حذرا فنتنياهو يفهم القوة (أو لا يفهم سوى القوة في الحقيقة). أما في الانتخابات في اسرائيل في المقابل فان نتنياهو لا يلاحظ أي تهديد. ولتغفر لنا تسيبي لفني لكن السؤال هل هي ملائمة لتكون رئيسة وزراء هو ذو صلة في رأيي بالضبط مثل سؤال هل أُلائم أنا لأكون رئيس الولايات المتحدة. ان المعسكر الآخر منتقض ومنقسم ولا حاجة الى سلاح يوم القيامة بل يكفي قرع خفيف لطبول الحرب وعملية صغيرة في مواجهة الفلسطينيين لجعله يقف في مكانه.

ان الشيء المدهش هو التكيف القطيعي للساسة ووسائل الاعلام. فاذا قال هرتسل (أعني نتنياهو) انه ينبغي ان نُذعر فان عظامنا سترتجف من الخوف واذا قال نتنياهو (أعني هرتسل) انه ينبغي ان نتوقف فاننا نتوقف. فللسلطة في اسرائيل سيطرة مطلقة على الوعي. وحينما يوجد برنامج عمل آخر ايضا ("الاجتماعي") يكون دائما مذعورا ويحذر ألا يتجاوز ولو بميلليمتر واحد خطوط الاجماع (وانظروا الى يحيموفيتش). فخطوط المسموح به والمحظور يخطها معا أسياد الوعي وكلاب حراسة الديمقراطية، الذين بدلوا الولاء من غير ان يعترفوا بذلك حتى لأنفسهم.

ونقول بالمناسبة لا تقلقوا من التهديد الايراني فحاله جيدة وسيُستعمل اذا احتيج الى ذلك. والمطلوب منكم الآن ان تتجادلوا في البناء في المستوطنات. ليس فظيعا أنكم لا تتفقون معنا. استمروا في ذلك ما بقيتم تقبلون في استسلام برنامج العمل الذي نقرره نحن.