بالصور الطفل « وسيم » قهر الإعاقة وتقدم .. ولا يتمنى سوى رؤية القرآن الكريم.. !!

الساعة 01:57 م|03 ديسمبر 2012

غزة (خاص)

قالو قديماً  "الجبل لا تهزه الرياح، و الإرادة الحقيقية لا تنال منها الزوابع".. ذلك هو لسان حال وشعار طفل من غزة أدرك منذ طفولته كلمات التحدي والإصرار قاهراً بتلك المعاني كلمة "مستحيل" "ولا استطيع" ولإصراره على البقاء ابتسم لإعاقته..  ليقهر ويتقدم.

 جرد سيف إرادته المتين ليلقن الأصحاء دروساً في علو الهمة وقوة العزيمة من الشاكين الباكين على سوء أحوالهم ما أن قابلنه حتى قابلنا بابتسامة لخصت معنى أن تقهر الإعاقة.

الطفل وسيم راضي 13 عاماً..  بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ بل لا توافيه المعاني حقه قهر بإرادته وعزيمتة وبثبات الجبال الشم إعاقة التي ارزخت العديدين ممن أصيبوا بها تحت نيرها ولكنه أبى أن يكون كغيره من المعاقين ليفوق بإبداعاته حتى المبصرين ليقف كالصخرة الصلداء التي تتكسر عليها إعاقة الإعاقة.


الإرادة ترفض الإعاقة

وسيم الذي أصيب بفقدان بصره في طفولته أوضح لنا بداية معاناته فقال :"أنا أصبت في صغري بالتهابات حادة في كلتا عيني نتج عنها الإصابة بما يعرف بـ"الماء البيضاء" وعلى إثرها فقدت بصري بالكامل".

وسيم الذي لم بحدثنا سوى باللغة العربية الفصحى والتي كان يجيدها بطلاقة أضاف :"لم أحزن يوماً واحداً على فقدان بصري فهذه مشيئة الله عز وجل وهو قدر وأنا راضٍ تمام على ما توصلت إليه واحمد الله على ما أعطني من نعم أخرى".

وسيم يوضح أن كان في صغره ومازال محفوراً حتى ألان مشاهد للعديد من الأشخاص وكان يتذكر الألوان جميعها والأشجار لكن الإعاقة حرمته من رويتها لكنها لم تحرمه من الإحساس بها.


الأمنية .. "أن أرى حروف القرآن" !!

وعند سؤاله ما هي أمنيه التي يود أن يراه في هذه الحياة قال في مشهد مؤثر للغاية :"بصراحة أمنيتي الوحيد أن أرى حروف القران الكريم وان أتلذذ كغيري من المبصرين بالنظر فيه وتقليب صفحاته واحدة تلو الأخرى".

وأضاف :"لا يمكن للإرادة ان تكون عائق في يوماً من الأيام مشكلة لأي شخص يمتلك الإرادة بل أحياناً تكون هبة من الله عز وجل والدافع الوحيد نحو النجاح والتميز".

 

معلمة وسيم في مدرسة النور لتأهيل المعاقين بصرياً أشادت بإبداعات والنجاحات التي يحققها وسيم أنه متفوق في دراسته ويحصد أعلى الدرجات علاوة على طلاقة لسانه باللغة العربية الفصحى وتقول :"هذا الطفل مميز للغاية وله مستقبل بارع سيكتب بحروف من ذهب لأنه بالفعل يستحق ذلك".

ومن إبداعات وسيم التي يجيدها الإنشاد والذي أصرَ أن يسمعنا بصوته الناعم الرنان بعض من أبياتها فنشد نشيد يشد العزم ويشحذ الهمم من جديد فقال : أنا لست معاق.. لا تقل لي معاق أنا مسلم صابرا وشكور لا تقل معاق أنا أصم صابراً وصبور... ".

ومن الأماني التي يحلم بها وسيم أن يصبح مدرس للغلة الإنجليزية ومساعدة الناس في حاجاتهم وأن أشعر بشعورهم.

ووجه كلمة إلى الأصحاء دائمي الشكوى والتباكي بضرورة الإيمان بالله ونفض ثياب الشكاوى والانطلاق نحو الحياة والعمل والكفاح وقال :"من المفترض أن تكونوا أقوى مني ولكن المعادلة بالإرادة تتغير تلقائياً".

ومما يمتعض منه وسيم النظرة السلبية التي يواجهها من بعض الأشخاص له ولزملائه ويذكر حادثة ألأمته كثيراً فيرويها باقتضاب :"مرة من عدة مرات التي أشعرتني بالنقص لكني تخطيتها وهي عندما صعدت في الباص ووقعت عند بابه فسمعت أحد الأشخاص المارين يستهزئ بي ويوق بالعامية شوووف الأعمى مش شايف الباص وضحكوا بسخرية كبيرة"، لكن وسيم على الفور فاجأهم بقوله :"أن أعمى البصر لكني مبصر البصيرة".

واختتم وسيم حديثه بالشكر لمركز النور الذي يتبع له على ما يقدمه من خدمات وتطوير لمهارته وإبداعاته.


معاق
معاق
معاق
معاق
معاق
معاق
معاق
معاق
 
DSC_0556.JPG