خبر المساواة تبدأ بصندوق الاقتراع- يديعوت

الساعة 10:22 ص|03 ديسمبر 2012

المساواة تبدأ بصندوق الاقتراع- يديعوت

بقلم: ياعيل غبيرتس

اختار نصف مواطني اسرائيل العرب تقريبا ألا يصوتوا في الانتخابات السابقة. ويصعب ان نتهم من يختار حتى مستطلعو الرأي تجاهل وجودهم من الواقع عليهم التمييز من كل جانب، اذا اختاروا تجاهل الانتخابات القريبة ايضا. غير ان عكس المنحى يمكن ان يغير الوضع في صناديق الاقتراع.

اجل أنتم تستطيعون. اذا تبنى عرب اسرائيل التوجه الذي جاء به نتان شيرانسكي الى الوسط الروسي مع انشاء "اسرائيل الهجرة" في 1996، واذا توحدوا للانتخابات تحت منظومة حزبية واحدة فانهم يستطيعون ان يحرزوا أكثر من النواب العشرة الذين حصلت عليهم الاحزاب العربية مع الحزب العربي اليهودي حداش. واذا تبنوا فكرة اخرى لشيرانسكي الذي نافس في انتخابات 1999 في حقيبة الداخلية، أي اذا نصبوا هدفا محددا وهو حقيبة وزارية، فلن يغيروا فقط وعي جمهورهم المتعلق بالقدرة على التأثير في وضعهم بل سيغيرون ايضا منزلتهم باعتبارهم عاملا يصعب تجاهله عند تشكيل الائتلاف.

في 2025 سيصبح عدد الناخبين العرب 25 في المائة من السكان. لم تكن توجد حاجة في دولة أقل عنصرية الى زيادة عدد المهاجرين من روسيا في حينهم أو تقوية العرب باعتبارهم كتلة مستقلة اليوم. كان يمكن في ديمقراطية مناسبة بيقين ان نتخيل سيناريو لا يُسأل فيه مرشح لرئاسة الوزراء من المركز – اليسار هل سيجلس في حكومة نتنياهو فقط. بل كان يمكن ان نتخيله يعمل في تعزيز التكافل ومحو خطاب الهويات المنفصلة ويدعو عرب اسرائيل مسبقا الى ان يكونوا جزءا من ائتلافه. بيد انه ما بقي الوضع تجاهلا وإقصاءا فان الجمهور الوحيد الذي يستطيع ان يغير هذه الصورة هو الناخبون العرب.

ان توجه اليأس وخيبة الأمل والشعور بأنهم ضحايا ومعارضة الناخبين العرب تخدم مصلحة العنصرية اليهودية. في انتخابات 2001، وبسبب الاحتجاج على قتل المواطنين العرب في أحداث تشرين الاول 2000، قاطع عرب اسرائيل الانتخابات فجاء 18 في المائة فقط الى صناديق الاقتراع ربعهم لوضع ورقة بيضاء. وارتفعت نسبة التصويت بعد محاولة رفض الاحزاب العربية في الانتخابات التالية لكنها في انخفاض مستمر. وصحيح ان انخفاض نسب التصويت يميز الناخبين الاسرائيليين جميعا لكن من الحقائق الى الآن ان نحو 50 في المائة من الناخبين العرب يتخلون عن حقهم في التصويت بصورة حادة. وهذا هدف ذاتي في مرماهم ومحو ذاتي لواجبات دولة اسرائيل للوسط الذي يتحمل أكبر ظلم فيها

لا تؤتى صناديق الاقتراع مع اليأس ومع الشعور بأنك ضحية لا تنتصر في معركة. يجب على الجمهور العربي ان يستيقظ ويبدأ ثورته الداخلية. والتوجه الى الانتخابات طلبا لنعم بدل لا. ويجب عليه ان يحاسب الساسة الذين يمثلونه ويفحص كيف صوتوا على الشؤون التي تهمه وان يحارب الفساد الداخلي وان يقوي مرشحين ومرشحات ذوي نزاهة وذوي قبول يتحدثون عن كل ما يشغله، عن الخبز لا عن الزبد السياسي فقط.

وفي المقابل يجب على الاحزاب العربية ان توحد قواها وتعمل على رفع نسبة التصويت بصورة حادة. وعليها ان تبلغ بالقوة الانتخابية للوسط العربي أقصاها وان تكف عن سياسة ادعاء أنها الضحية والمعارضة. أقنع شيرانسكي جمهوره في حينه بأن وزارة الداخلية في يد شاس ليست قضاءا وقدرا وهذا ما كان. فاذا أعطوا جمهور ناخبيهم تعزيزا وهدفا وأملا فسيختار التصويت بجموعه.

لا يجوز للناخبين العرب ان يدعوا للناخبين اليهود فقط انتخاب كيفية تمثيلهم وحقوق مواطنتهم في دولة اسرائيل.