بالصور 101 .. جنود المعركة المجهولين !!

الساعة 01:18 م|02 ديسمبر 2012

غزة (خاص)

أينما يكمن الخطر يتوافدون، وما أن يرون بريق غارة اسرائيلية فنحوها يتجهون، بكل بسالة في دجى الليالي وفي وضح النهار يحاولون قدر الإمكان ترطيب جراحات أبناء شعبهم في أتون معركة عدوانية وصفت بالشرسة .. وهنا نتحدث عن طواقم الاسعاف الشهود على كل الجرائم الاسرائيلية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين في كل معركة من معاركه.

ورغم تمزيهم بلباسهم بأنهم طواقم اسعاف يجرم القانون الدولي التعرض لهم وقت الحرب، إلا أن صواريخ الاحتلال لم تعتد بتلك القوانين والاتفاقات، وقامت في أكثر من حادثة باستهدافهم بشكل مباشر وأوقعت في صفوفهم عدد من الاصابات.

مراسل "فلسطين اليوم" الاخبارية، سلط الضوء على هؤلاء ودورهم في رفع المعاناة عن المصابين والجرحى ومحاولتهم لانقاذ حياة ما يمكن إنقاذه رغم ما يتعرضون له من خطر.

شاهدات حية !!

ضابط الإسعاف أحمد المدهون والذي ترك أهله خلفه ليتطوع في جمعية الهلال الأحمر بقسم الإسعاف والطوارئ أكد أنه فور بدء العدوان على القطاع ذهب للعمل داخل الجمعية ليقف إلى جانب أهله وأبناء شعبه.

المدهون لم يخفِ ما تعرض له وزملائه من مخاطر وما شاهدوه من حوادث ترقى لكوارث إنسانية حسب وصفه، والذي أتضح من خلال شهادته التي أصرَ على إدلائها التي تفيد تعرضهم لمخاطر عدة خلال العدوان الأخير.

حيث لم تراعِ قوات الاحتلال الاتفاقيات التي تعهدت بالتزام موادها ونصوصها كاتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على احترام وحماية المدنين وتجنيبهم ويلات الحروب، لكن ذلك في قانون الغاب الإسرائيلي لا يحمل أي قيمة.

المدهون الذي تعرض لاستهدافات عدة أوضح أن أبرز تلك الحوادث حادثة استهدافه وزملائه بالقرب من منزل عائلة أبو زور حيث قال :"عندما توجهنا إلى المنزل المستهدف تتابعت عدد من الغارات بجوارنا والزملاء العاملين ما أد لإصابتهم جميعاً مع العلم أنهم كانوا يحملون شارات الهلال الأحمر ومتخذين كافة الإجراءات اللازمة التي تبرز مهامهم وعملهم من إشارات وإضاءة وزي الخ..".

وأضاف المدهون :"وجدت أن العديد من الزملاء قد أصيبوا بالاستهداف الناتج عن تتابع الغارات على المنزل المستهدف فما كان مني إلا أن قمت بطريقة هستيرية بنقلهم جميعاً إلى داخل سيارة الإسعاف ومن ثم إلى مشفى الشفاء بغزة".

وأشار إلى أنهم شاهدوا بالعدوان الأخير عدد من الإصابات والشهداء والجثث المفجعة والمؤلمة أبرزها إصابات لأطفال لم يبلغوا العشرة أعوام حيث قال :"شاهدنا عدد من الجثث المتفحمة الممزقة ونقلنا أشخاص تقطعت أوصالهم غير موجودة حتى اللحظة لم نجد باقي أشلائهم".

المدهون الذي كثيراً ما كان يتلعثم جراء حساسية الشهادة والظروف النفسية التي مر بها جراء مشاهداته التي كان يحياها ويعايشها لحظة بلحظة أختتم حديثه برسالة وجهها إلى المؤسسات الحقوقية فقال:"نطالب الجهات المعنية بضرورة توثيق خروقات الاحتلال تجاه المدنين وضرورة إلزام إسرائيل بالاتفاقيات التي تعهدت فيها ولم تلتزم بها وضرورة حماية ضباط الإسعاف والمسعفين وقت الحروب والأزمات وفتح تحقيق مع قادة الاحتلال لانتهاكهم حقوق الإنسان".

نحن مستهدفين !!

من جهته أكد الدكتور بشار مراد مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني بغزة أن دائرته وضعت خطة "طوارئ ميدانية" لمواجهة هكذا أحداث.

وأوضح ان دائرة الإسعاف والطوارئ تتكون من 130  ضابط إسعاف علاوة المتطوعين الجامعيين المدربين على الإسعافات الأولية مشيراً أنه تم تقسميهم وفق خطط الطوارئ إلى قسمين بواقع نصف العدد المذكور لكل شفت.
وقال  :"ان رجال الإسعاف والطوارئ كانوا على أهبة الاستعداد منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع وتم تشكيل -بناء على الخطة- غرفة عمليات ميدانية للتعامل مع الأحداث والعدوان وتم استنفار كوادرنا بجميع المراكز للوقوف إلى جانب أبناء الشعب عن طريق التخفيف من جراحاتهم.

وأضاف مراد :"واجهتنا عدد من المعيقات التي تعمد الاحتلال اختلاقها أبرزها استهدافه لموظفي وعاملي مراكز الإسعاف والطوارئ بالأخص ضباط الإسعاف والمسعفين".

وذكر مراد عدد من المعيقات التي كانت تحولُ دون تقديم الخدمة المثالية للجمهور الفلسطيني من الجرحى والشهداء أبرزها إعاقة قوات الاحتلال للمسعفين وضباط الإسعاف عن طريق استهداف المكان الذي يتواجد به الإصابات وتواصل استهدافه خلال عمل الطواقم.

وأكثر ما كان يواجه طواقم الإسعاف هو الدخول للمناطق الحدودية حيث كان كثيراً ما يتفاجأ ضباط الإسعاف من إطلاق الأعيرة النارية صوبهم بكثافة وهو ما ينتج عنه عدم تمكنهم من إخلاء الجرحى والشهداء.

ومن ضمن الإعاقات التي واجهها ضباط الإسعاف الأجسام المشبوهة التي كانت تتواجد في المناطق المستهدفة.

وأفاد مراد الذي كان يعكف على غرفة العمليات الخاصة بدائرة الإسعاف والطوارئ ان ضباط الإسعاف أخبروه بعدد من المشاهد المروعة التي عايشوها نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وقال :"في إحدى المرات ذهبت بنفسي لإنقاذ بعض الجرحى من منطقة تل الهوى غرب غزة فأذهلت من حجم وقوة وشدة الصواريخ التي ألقيت لأجد أن اغلب الطرق مغلقة بكتل أسمنتية كبيرة جراء القصف".

وأشار أن استهداف قوات الاحتلال لشارة الهلال الأحمر التابعة لمنظمات دولية غرضها أنساني بحت إنما هو الإجرام بحد ذاته واصفاً إياه بـ "الهمجي".

أوضح أن عدد من المسعفين وضباط الإسعاف كانوا قد أصيبوا بالعدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع نتيجة تعرضهم للاستهداف المباشر من الطائرات الإسرائيلية.

وكشف مراد عن استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة غريبة فتاكة جداً حيث قال :"كنا نجد بعض الجثث بلا رؤوس ولا أذرع ولا أرجل ومحترقة بطريقة غير طبيعية لكن وطواقمنا استطاعت أن تتعامل مع تلك الحالات لتوقعنا المسبق بان الاحتلال سيقترف هكذا جرائم".

وأفاد مراد أن اغلب الشهداء والإصابات كانت في فئة الأطفال وكانت إصابتهم بالغة الخطورة لاستهدافهم المباشر.

ولفت إلى أن دائرته وثقت كل الخروقات التي اقترفها الاحتلال بحق أهالي القطاع وستقوم على إثرها بإرسالها إلى الجهات المختصة للوقوف على جرائم الكيان.

واختتم حديثه بكلمة أخيرة وجهها للعاملين في دوائر الإسعاف والطوارئ قائلاً:"انتم جنود الوطن وجنود الإنسانية كانوا دائماً كما عاهدناكم البلسم الشافي لجراحات أهاليكم وأبناء وطنكم".

 

اسعاف

اسعاف

اسعاف

اسعاف

اسعاف

اسعاف

اسعاف

اسعاف


اسعاف

الدكتور بشار مراد مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني بغزة