خبر التاسع والعشرون من تشرين الثاني: الجريمة والعقاب - اسرائيل اليوم

الساعة 11:52 ص|02 ديسمبر 2012

ترجـمة خـاصة

التاسع والعشرون من تشرين الثاني: الجريمة والعقاب - اسرائيل اليوم

بقلم: رون برايمن

(المضمون: يجب على الحكومة الاسرائيلية ومن يرأسها الآن ان يخطوا خطوات عديدة لبيان ان هذه البلاد كلها حق لليهود يستطيعون البناء فيها كيف شاءوا ومتى شاءوا لا باعتبار ذلك عقابا للفلسطينيين بل حقا لليهود - المصدر).

كانت نقطة التحول في تاريخ ارض اسرائيل هي التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947، فقد استقر رأي الامم المتحدة على تقسيم البلاد الى دولتين يهودية وعربية. ووافق اليهود بفرح وألم في حين بدأ عرب ارض اسرائيل والبلدان العربية المجاورة حربا. ومنذ ذلك الحين كان يجب ان يزول قرار التقسيم. لكن برغم حروب اخرى فُرضت على اسرائيل – ولا سيما حرب الايام الستة التي كانت نتائجها إتماما لحرب التحرير، وكلتاهما نبعت من المعارضة العربية لتقسيم البلاد – تمسك اليهود خاصة بالتقسيم.

كانت العشرون سنة الأخيرة منذ تم التوقيع على اتفاقات اوسلو مسيرة حماقة طويلة أنتجتها اسرائيل والثمرة المتعفنة لجهات مختلفة فيها أثارت فكرة التقسيم من جديد. فقد بدأت تلك الجهات من اليسار يصاحبها قطيع الاعلام المقرون بعربتها، بدأت غسل دماغ وجه الى الداخل والى الخارج وكأن انشاء دولة عربية في داخل ارض اسرائيل هو الصيغة السحرية لحل الصراع فيها.

برهنت العشرون سنة الأخيرة منذ كانت اوسلو مرة بعد اخرى بالدم والنار على ان "حل الدولتين" قد أفلس، وان اتفاق السلام والدولة الفلسطينية (غربي الاردن) هما الشيء ونقيضه: فلا يمكن احراز سلام ودولة كهذه ايضا في وقت واحد.

كان الافتراض الأساسي لناس اتفاق اوسلو ان الشعب اليهودي محتل في ارضه، في يهودا – وهي مصدر اسم هذا الشعب – وفي السامرة، ويجب عليه لذلك ان يتنازل عن قلب ارضه للمحتل العربي الذي جيء به من الخارج في اطار الخدعة الاسرائيلية المسماة "مسيرة السلام".

كان هناك افتراض أساسي خطأ آخر لناس اوسلو وهو ان الجانب العربي مؤلف من ارهابيين "أخيار" ينبغي ان نُحادثهم، ومن ارهابيين "أشرار" لا يجوز ان نفاوضهم. وقد برهنت العشرون سنة الأخيرة منذ كانت اوسلو مرة بعد اخرى على انه لا يوجد نوعان من الارهابيين لأن للتوأمين م.ت.ف وحماس نفس الهدف ونفس "الحل" – وهو القضاء على دولة اليهود في مراحل كهذه أو غيرها.

أثبت شهر تشرين الثاني 2012 بعد 65 سنة من تشرين الثاني 1947 في عدة مناسبات حركة المقصين المنسقة لأصحاب الأهداف المتشابهة الذين تختلف طرقهم فقط في هذه الاثناء، فقد غطى المخربون "الأشرار" من غزة البلاد بصواريخهم وبدأ المخربون "الأخيار" من رام الله قصفا دبلوماسيا، وكأنهم يتلقون فجأة خطة التقسيم التي رفضوها 65 سنة. لا أساس للتفريق بين منكر المحرقة من رام الله الذي ينبغي ان نرعاه وبين المخربين من غزة الذين لا يوجد ما نُحادثهم فيه لأن حكم م.ت.ف كحكم حماس.

من المعقول ان يشتمل استمرار الهجوم الدبلوماسي على استمرار إحياء خطة التقسيم وفيها الخريطة التي اشتملت عليها. ان نهاريا وكرمئيل بحسب الخريطة غير مشمولتين في الدولة اليهودية وحكمهما كحكم الخليل واريئيل. وسيبدأ طالبو الترحيل/ الانفصال/ الانطواء قريبا انشاء خطط تُعرف باسم "اخلاء/ تعويض" بلغتهم المغسولة – للمستوطنين في نهاريا وكرمئيل.

كيف يجب على اسرائيل ان تعامل الهجوم المشترك؟ كانت نتائج التصويت متوقعة سلفا وحتمية. ولهذا كان يجب ان يكون الرد الاسرائيلي مُعدا مسبقا وحادا وفوريا. يجب على رئيس الوزراء نتنياهو وفورا ان يخطو عدة خطوات. فعليه أولا ان يتبنى تقرير القاضي ادموند ليفي وان ينفذه ولا سيما قوله ان اليهود ليسوا محتلين في يهودا والسامرة. وعليه ثانيا ان يلغي جميع اقتراحات التقسيم – من التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947 الى اليوم.

يجب على رئيس الوزراء ايضا ان يتراجع عن خطبة بار ايلان التي أخفق فيها وتبنى ثقافة الكذب وأضاف ايضا تجميد البناء اليهودي في قلب البلاد، فما بقيت حكومة اسرائيل تُمكّن من بناء عربي واسع وتجميد للبناء اليهودي في نطاق واسع فان الرسالة هي انه يجوز للعرب فقط ان يُقرروا حقائق على الارض. ومن المهم ان نُذكر بأن الحديث عن حكومة "يمين".

ويجب على نتنياهو في النهاية وعلى حكومته ان يبنيا في البلاد كلها باعتبار ذلك حقا لا "عقابا" للعدو. والعقاب يمكن ان يكون على صورة تجميد بناء المدينة العربية "روابي".