خبر هآرتس: « اسرائيل » تكبدت هزيمة مذلة في الامم المتحدة

الساعة 12:22 م|30 نوفمبر 2012

القدس المحتلة

نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الجمعة، غداة فوز فلسطين بصفة دولة غير عضو في الامم المتحدة بغالبية ساحقة، مقالاً كتبه باراك دافيد يقول فيه ان التصويت في الامم المتحدة الخميس كان ضوء تحذير من جانب المجتمع الدولي لاسرائيل، بقدر ما كان لاظهار التأييد للفلسطينيين. وان دولاً يفترض انها صديقة قد سلمت باصواتها رسائل الى اسرائيل معناها ان صبرها ازاء الاحتلال قد نفد. وهنا نص المقال:
"تنافس القادة الاسرائيليون بعضهم مع بعض الخميس على من منهم سينطق باقذع العبارات ضد الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة. ولم يسبق ان صدر مثل هذا العدد من البيانات الصحافية بشأن حدث وصفوه هم انفسهم بانه لا معنى له.
نائب رئيس الوزراء داني ايالون بز اقرانه. اذ اعلن ايالون بلهجة تذكرنا بادعاء وزير الاعلام العراقي (سعيد الصحاف) النصر على الاميركيين بينما كانت الدبابات الاميركية تتدفق في شوارع بغداد: "هذا اليوم هو يوم الهزيمة التاريخية للفلسطينيين".
وكان التصويت في الامم المتحدة الخميس هو يوم ضوء التحذير من جانب المجتمع الدولي لاسرائيل، بقدر ما كان اظهاراً للتأييد للفلسطينيين. وقد سلمت المانيا، وفرنسا، وبريطانيا وايطاليا وبلدان اخرى صديقة باصواتها رسائل مفادها ان صبرها ازاء احتلال الضفة الغربية قد نفد، وانها ضاقت ذرعاً ببناء المستوطنات وليس هناك تصديق للتصريحات الاسرائيلية عن اليد الممدودة من اجل السلام وعن رغبة في التقدم نحو دولة فلسطينية.
ان انهيار اسرائيل في الامم المتحدة وهزيمتها الدبلوماسية المذلة هو نتيجة سياسة مستمرة قادها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد بدأت مع رفضه حل الدولتين. ويمكن ان يكون خطابه في جامعة بار ايلان، والذي جره اليه الضغط الاميركي، قد عبر عن استعداده لاقامة دولة فلسطينية ولكنه (الخطاب) لم يوضع امام الحكومة للتصديق عليه.
ومنذ ذلك الحين فصاعداً هرب نتنياهو من اي مبادرة دبلوماسية قدمت اليه، ورفض ان يناقش بجدية القضايا الجوهرية في تسوية دائمة، واضاع الوقت باثارة اعذار ووضع شروط مسبقة، وتجنب ان يقدم للفلسطينيين والاصدقاء الغربيين خطة سلام اسرائيلية. ومن دون مبادرة سياسية تم جر نتنياهو – ومعه البلد كله – الى الجمعية العامة للامم المتحدة مثلما يجر كيس عبر احد الاسواق.
لقد فشل نتنياهو، الذي تبجح بمنجزاته، مثل تجنيد العالم ضد البرنامج النووي الايراني والتأييد الاميركي للعملية في غزة، في اقناع الفلسطينيين والمجتمع الدولي بانه جاد بشأن عملية السلام. ومعظم الزعماء الغربيين لا يصدقونه ويلومونه على الجمود الدبلوماسي.
ان ادعاءت نتنياهو بان الانتصار الفلسطيني في الامم المتحدة هو حدث رمزي لن يغير شيئاً على الارض لا يقنع احداً سوى الكتاب في صحيفة "اسرائيل هايوم" (اسرائيل اليوم، التي يملكها شيلدون اديلسون الذي يدعم نتنياهو بقوة). واي احد له عينان في رأسه يستطيع ان يرى الفشل الدبلوماسي من مسافة بعيدة. وبعد ان بذر الريح خلال السنوات الاربع الماضية، حصد العاصفة يوم الخميس.
ولكن فشل نتنياهو الدبلوماسي، مثل كل حالات فشله، سيبقى يتيماً. ذلك ان رئيس الوزراء لن يتقبل المسؤولية، ولن يتقبلها وزير خارجيته افيغدور ليبرمان الذي لم تؤد حملة تحريضه ضد (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس الا الى دعم المزيد والمزيد من البلدان للتحرك الفلسطيني في الامم المتحدة.
لقد كشف ليبرمان، الذي يقدم جدول رحلاته واجتماعاته كدليل على ان اسرائيل ليست معزولة، ان مكانة اسرائيل في العالم لا تقوم على عدد نقاط الطيران التي جمعها.
لقد تصرفت حكومة نتنياهو كضفدع في قدر على مدفأة. ولاربع سنوات كان الماء دافئاً ومريحاً. ولكن في لحظة – يوم الخميس في الجمعية العامة للامم المتحدة – غلى الماء. وبحلول ذلك الوقت كان الاوان قد فات. ومن المؤسف ان الحكومة التالية يحتمل ان تكون يمنية اكثر تطرفاً ولا يمكن ان نتوقع منها ان تغير الاتجاه".