خبر تصويت يؤيدنا ايضا.. يديعوت

الساعة 10:42 ص|30 نوفمبر 2012

بقلم: سيفر بلوتسكر

(المضمون: لم يكن تصويت أكثر الدول في الامم المتحدة تأييدا لجعل فلسطين دولة مراقبة في غير مصلحة اسرائيل بل هو في مصلحتها لأنه يعزز امكانية حل الدولتين - المصدر).

لم تصوت أمم العالم أمس مؤيدة للفلسطينيين فقط بل صوتت مؤيدة لاسرائيل ايضا. صوتت تؤيد اسرائيل دولة ذات سيادة ومستقلة، ومستقلة عن فلسطين ومستقلة عن الفلسطينيين. ان الامم المتحدة باعترافها بدولة الفلسطينيين للمرة الثانية منذ انتهت الحرب العالمية الثانية، اعترفت مرة اخرى بدولة اليهود.

صاغ وفد السلطة الفلسطينية طلبه النهائي بلغة دبلوماسية لا تترك مكانا للشك: فالشعب الفلسطيني يطلب ان ينشيء لنفسه دولة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة "على أساس حدود 1967"، تعيش "في سلام الى جانب اسرائيل". ولم يُذكر موضوع القدس الحساس في الفقرة التنفيذية من الطلب وبقي مفتوحا للتفاوض بين الطرفين ومثله ايضا قضية الحدود النهائية والمستوطنات.

ليس القرار الذي تم اتخاذه في الامم المتحدة معاديا لاسرائيل اذا بل انه كذلك في وهم الاسرائيليين الذين يعارضون فكرة الدولتين. لكن يمكن ان يكون بالفعل نقطة انطلاق لانعاش التفاوض السياسي من الوحل. ان الخطوات من طرف واحد ليست على أي حال من الاحوال أفضل حل لكن الاعتراف الذي منحه العالم أمس للدولة الفلسطينية ليس اضرارا كبيرا بمصالح حيوية لاسرائيل. فنحن نستطيع العيش معه بل ان نستخلص النفع منه. وميزته – لاسرائيل ايضا – تحديد نقطة انطلاق جديدة للتفاوض: بين دولتين قوميتين لا بين دولة محتلة وكيان قومي تحت احتلال. وتضاءلت الفروق على نحو غير عنيف وهذا في حد ذاته درس ايجابي.

قامت حكومة اسرائيل بعامة ووزير الخارجية بخاصة في السنوات الاخيرة بحملة تخويف من فكرة اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية. فقد خوفنا أنفسنا كما ينبغي حتى هذا الاسبوع الاخير على الأقل الذي بدأ المتحدثون الرسميون فيه يديرون بقوة عجلة الدعاية الى الوراء في محاولة يائسة لتبيان ان الشيطان ليس فظيعا الى هذا الحد. انه غير فظيع حقا، فالخطر الملموس الوحيد الذي استطاع المخوفون الاشارة اليه مرتبط بتوجه انفعالي من السلطة الفلسطينية الى محكمة الجنايات في لاهاي. وفي المقابل فان رضا الفلسطينيين في الضفة وفخرهم بالانجاز الدبلوماسي للسلطة سيعززان سمعتها وسمعة الجهات المعتدلة بعامة.

لا، ليس العالم كله ضدنا فأكثره معنا. ان دولا صديقة لاسرائيل تريد بواسطة التصويت المكثف في الجمعية العامة ان تنقذ اسرائيل من نفسها أو من حكومتها اذا شئنا الدقة التي تحث على "حل" دولة ثنائية القومية. وهو حل هاذي وخطير ومضاد للصهيونية بصورة سافرة.

رفعت الولايات المتحدة في الجمعية يدها تعارض الاقتراح. كان براك اوباما الرئيس الاسود و"اليساري" فقط هو الذي يستطيع ان يبيح لنفسه تصويتا تظاهريا كهذا من غير ان يعتبر عدو الفلسطينيين. فقد أراد اوباما ان يبرهن – وقد برهن – على انه يفي بوعده وعلى انه صديق حق في ساعة الازمة. لكن ينبغي ألا نوهم أنفسنا لأن اوباما سيطلب مقابلا عن تصويت بلاده في الامم المتحدة، فالضغط الامريكي يبدأ فقط.

كان العرب قبل 65 سنة هم الذين رفضوا في خطأ مصيري فكرة تقسيم البلاد الى دولتين للشعبين. وبدا أمس ليلا ان حكومة نتنياهو لبست حذاء الرافضين العرب.