خبر مشعل: صراع غزة يسير جنبا إلى جنب مع اعتراف الأمم المتحدة

الساعة 07:33 ص|30 نوفمبر 2012

(رويترز)

قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، انه ينبغي النظر إلى الاعتراف الضمني بدولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب الصراع الذي نشب في الآونة الأخيرة في غزة مع "إسرائيل" كاستراتيجية واحدة جريئة قد تؤدي إلى تمكين كل الفلسطينيين.

وقال مشعل إن الحرب القصيرة التي أودت بحياة 162 فلسطينيا وخمسة "إسرائيليين" انتهت بشروط وضعتها حركة المقاومة الإسلامية حماس وأنهت عزلتها وخلقت حالة جديدة قد تؤدي إلى المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس.

وفي مقابلة مع رويترز في الدوحة قارن مشعل حالة الانكسار الإسرائيلية بابتهاج الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية التي تحتلها "إسرائيل" وإصر على أنه "لأول مرة يطلبون وقف إطلاق النار بشروط المقاومة بشكل واضح وبحضور الأمريكيين".

ودعم مشعل بقوة المبادرة الدبلوماسية التي قادها عباس رئيس السلطة الفلسطينية لترقية الوضع الفلسطيني في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو بصفة مراقب والتي أيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس في نيويورك.

وقال مشعل إن هذا يضع الفلسطينيين دبلوماسيا على قدم المساواة مع الفاتيكان ولكن من الناحية السياسية قد يساعد على "توحيد الجهود الوطنية الفلسطينية" كجزء من عملية المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس.

وقال مشعل "قلت للاخ ابو مازن (عباس) نريد بهذه الخطوة جزءا من استراتيجية وطنية" التي تشمل "المقاومة التي أبدعت في غزة وأعطت رسالة عن قدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة والصمود في مواجهة المحتل".

وأدى وصول حلفاء حماس من جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر التي لعبت دورا رئيسيا في التوسط لوقف إطلاق النار الأخير و"هزيمة العدو في غزة" إلى بيئة جديدة قد تسمح للفلسطينيين بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال مشعل "أنا متفائل بعد هذه الأجواء التي فيها انجاز فلسطيني واحد. هناك أجواء جديدة تتيح لنا تحقيق المصالحة".

وكان مشعل يرتدي حلة سوداء وقميصا بدون رابطة عنق ويتحدث في فندق في الدوحة حيث يقيم منذ أن ترك سوريا في وقت سابق من هذا العام.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "عندما نتوحد ونتصالح وننهي الانقسام وتكون لنا مرجعية واحدة ونضال سياسي واحد عند ذلك نصبح قوة أكبر ونستطيع أن ننجز أكثر وقدرتنا على الصمود أمام العدوان "الإسرائيلي" بكل أشكاله تكون أكثر".

وانتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة وجاءت بزعماء إسلاميين أعادت تنشيط مشعل سياسيا وكان مشعل نجا من محاولة اغتيال من تدبير الموساد في عمان عام 1997 عندما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة.

وبدأت تخرج غزة التي تعرضت لحصار إسرائيلي طويل عسكريا واقتصاديا من عزلتها بزيارات رفيعة المستوى في الآونة الأخيرة من قطر وتركيا ومصر وجامعة الدول العربية.

وقال مشعل "هناك حضور عربي مختلف... غزة لم تعد معزولة في هذه الحرب".

وقال مشعل (56 عاما) انه ليس لديه نية للاستمرار في زعامة حماس على الرغم من دعوات "داخلية وخارجية" للاستمرار. وتعقد الحركة التي يدعو ميثاقها إلى تدمير "إسرائيل" انتخابات زعامة منذ عدة أشهر لتقرر من سيخلف مشعل.

وتحت قيادة مشعل تطور الإسلاميون في توازن غير مستقر ورفضوا التناول عن "فلسطين" ما قبل عام 1948 لكنهم على استعداد لقبول الأمر الواقع لدولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 وهي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

وقال مشعل إن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون على كل الأرض الفلسطينية لكن هناك رغبة لتوحيد الموقف الفلسطيني والعربي على برنامج مشترك.

وأضاف أن حماس قبلت إقامة دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس وحق عودة (اللاجئين). وقال إنهم قبلوا ذلك لكن ليس على حساب الاعتراف بإسرائيل أو التخلي عن الحقوق الفلسطينية.

وقال مشعل "إسرائيل لا يمكن أن تعطيها شيئا حقيقيا مازال على طاولة المفاوضة إلا إذا كنا أقوياء على الأرض العدو علمنا التاريخ لا يعطي شيئا ولا يتراجع إلا تحت الضغط".

وتابع قوله "كل فلسطيني وكل عربي يريد دولة فلسطين حتى في حدود 67 عليه ان يعرف ان الطريق الى ذلك المقاومة وتوفير كل اوراق القوة وكل اشكال الضغط الفلسطيني والعربي مفيش (لا يوجد) حل غير ذلك هذه هي القاعدة".

وكان عباس في لحظة دبلوماسية مضيئة في الأمم المتحدة يوم الخميس لكن دون شيء اخر لإستراتيجية التفاوض إذ قامت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية مع بقاء امل ضئيل لدولة فلسطينية قابلة للحياة.

ويرى بعض المحللين أن هذا سيجمع فتح وحماس معا.

ولد مشعل في سلواد القريبة من مدينة رام الله بالضفة الغربية وقاد حماس خلال الاضطرابات التي أطلقتها انتفاضات الربيع العربي وقام بما قال رفاقه أنها مهارات دبلوماسية بارعة لاجتياز الاضطراب.

وقال زعيم حماس في المنفى أنه سيقوم بزيارة تاريخية لقطاع غزة الأسبوع المقبل بعد سنوات في المنفى وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس الحركة.

وسئل عما إذا كان يشعر بالقلق من أن "إسرائيل" قد تحاول اغتياله فقال "الضامن الأساسي هو الله أنا لا اعتمد إلا علي الله لا أحد يموت إلا أن يستوفي أجله وعمره ورزقه".